إلى الشارع، والعود أحمد

 


 

 

يلفت النظر بشكل يدعو للتأمل والتفكير أن حاكم عموم دارفور مني أركو مناوي دخل مخيم اتباعه المعتصمين بالقصر محاطاً بعدد مضاعف من حرسه الخاص المعتاد. بينما "انحشر" كل من محمد الفكي عضو مجلس السيادة، وإبراهيم الشيخ وزير الصناعة، ومستشار رئيس الوزراء يا سر عرمان، ورئيس حزب المؤتمر عمر الدقير، ووزيرة الشباب السابقة ولاء البوشي، وفيصل محمد صالح الوزير السابق للإعلام، وصلاح مناع من كتيبة التفكيك (أصل المشكلة!) وسط الحشود المتحركة في مواكب 21 أكتوبر. وربما هناك غيرهم لم أر صورهم في منصات الوسائط المختلفة.
أليس هذا مما يستدعي السؤال: ما الذي يخاف منه مناوي وهو بين معتصمين من رهطه. إذا لم تجمع بينهما وحدة الهدف والمصالح المشتركة، والتحالف السياسي والمبادئ، فإن العيش والملح والمحشي والموز يجمعهم. وهي أشياء عزيزة على النفس. لا تُخان ؟!.
أم أنه أحاط نفسه بجيش من الحرس الشخصي لإشباع رغبة نفسية ما لإظهار سلطته، وعلو مكانته وعظمة شأنه ويستعرضهما أمام مشايعيه ؟.
ترى هل كانت تلك بواعث نفسية ذاتية متأصلة فيه؟. أم أنها طارئة كانت بهدف التنافس مع أولئك الذين حشروا أنفسهم بين العامة والرجرجة الدهماء دونما تمييز بينهم وبينها؟!.
على كل حال، وأياً ما كان، فقد نجح كلاهما: هو، وأولئك الذين ينافسهم.
- نجح هو في تأكيد تميزه عن رهطه، وكشف عن حجم الهوة بين أهدافه الخاصة ومصالحه الذاتية، وبين أهدافهم ومصالحهم.
- ونجح من أراد منافستهم وبزَّهم في ميزان الأهمية والجاه، في تأكيدهم لعامتهم، بأنهم منهم، ومعهم، كتفاً بكتف، وساعد على ساعد، لا اختلاف في كفتي ميزان الأهمية والجاه والسلطة بينهما.
وليسعد كل منهما بما حصد.
وإذا كان من كلمة في أذن من ذابت ذواتهم الصغرى في محيط ذاتهم الكبرى بين الناس، فهي أن يتذكروا بأن مجار الجاه والكرامة والسلطة إذا أرادوها، فعليهم طلبها في مظانها، ومن منابعها: في غبار الشوارع، بين الناس.
فالعزة والكرامة والسلطة لا تأتي من الخارج، ومخطئ من يلتمسها في حدود ذاته الصغيرة الضيقة.
إنها هنا، في الشارع بين الناس. وفيهما الخلاص.

izzeddin9@gmail.com

 

آراء