غرد غرد يا مناوي !!

 


 

 

أطياف -
التوثيق لحادثة الإعتداء من قبل أفراد الشرطة على المعلمين بمدرسة نيالا ، كشف عن الوجه اللئيم لقوات الشرطة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من مما يحيط بالمواطنين من خوف وهلع وشعور بالخطر ، بعد ان كانت قبلة للأمن والأمان فهوس الاعتداء واستخدام العنف لتفريق المظاهرات ، جعل الشرطة تتعامل مع المواطن على انه كله ثائر، يجب ان تلاحقه بالبمبان او تضربه بالسياط وكأنها تنفذ تعليمات واحدة هي أسلوب الضرب والاعتداء لحسم كل قضية في هذا الوقت وان لا حل لها غير ذلك الاسلوب.
فالشرطة أصدرت بياناً قالت فيه انها ترفض اهانة المعلمين وانها وحرصاً منها على ذلك ستتابع نتيجة التحقيق العاجل في هذا المقطع واتخاذ الاجراءات الرادعة والحاسمة تجاه مرتكبيه واضافت انه بالرغم من النفي لتلك الوقائع من قبل مدير شرطة ولاية جنوب دارفور وتشكيل مجلس تحقيق في واقعة دخول الحرم المدرسي تجاه الضابط قائد القوة التي تصدت لطلبة يقفلون الطريق الرئيسي أمام مدرسة نيالا الثانوية بنين الا انها ترفض إهانة وضرب المعلم فالشرطة جاهزة لعقاب المعتدين بعد وقوع الخطأ ولكنها لا تعمل على منعه قبل وقوعه وان الشرطي كان يجب عليه ان لا يقوم بضرب معلم حسب مبادئ وتعاليم المؤسسة الشرطية ولكن !!
فالتحقيق الذي وعدت به الشرطة كان يجب ان لا يستغرق أكثر من ٢٤ساعة فاما المعتدين فيه ينتمون للشرطة واما انهم لا ينتمون لها لذلك كان لها ان تحسم الامر فوراً وتصدر قراراتها تجاه منسوبيها وترد كرامة المعلم الذي قالت انها ترفض اهانته.
اما مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور كتب على تويتر تعليقًا على حادثة الاعتداء على معلمين في نيالا قائلاً: تابعت عن كثب حادثة ضرب وإهانة المعلمين من قبل قوات الشرطة بنيالا، وجهت الوالي بعمل الإجراءات الفورية؛ أولها إيقاف قائد القوة فوراً وتقديم المتورطين للمحاكمة بعد تقصي الحقائق الوالي قام بالواجب، لكن قيادة الشرطة في الخرطوم يُنتظر منها عمل أكثر فاعلية).
ويبدو أن مناوي لن يكون أكثر من مغرد لأن ما عاشته دارفور في فترة حكمه لها كان أكبر دليل على فشله كحاكم لها ولأن القضايا لن تحل في الأسافير، فإن مناوي يلجأ للشكوى على هذه المنابر كلما فشل في تقديم حلول لأهالي دارفور وعجز عن توفير الحماية لهم فالعشرات يموتون من دارفور لم يفلح مناوي في عمل تحقيق عاجل وتقديم الجناة للمحاكمة فكيف ينتظره معلم ان يسترد له كرامته المسلوبة من قبل الشرطة فقراراته لن تكون محل تنفيذ لأن ان كان حاكماً فعلياً لما قتل المواطنين بعد ان قايض لهم السلام بمصالحه ومكاسبه الشخصية ، ولأن دارفور الآن تعيش ظروفاً اسوأ مما كانت عليه في السابق لهذا ليس هناك مجالاً لمناوي ان يقدم حلاً فإن اكثر مايقوم به ويفعله هو ان يغرد ويغرد فقط.
لذلك فان النتيجة ان قادة حركات الكفاح المسلح فشلت في الحكم ان كان في المركز او في الاقليم ، لطالما انها كانت جزءاً من عملية انقلاب كارثية ادخلت البلاد في نفق لا خروج منه الا باسقاط الانقلاب ومن ناصره ومن اقام له مهرجانات الدعم والولائم ، وبعد ان تحقق كشف عن ضيق الافق السياسي لجميع القادة العسكريين والمدنيين المشاركين فيه ، وقصر النظر في التعامل مع القضايا السياسية والامنية والاقتصادية ، ولكن غرورهم هو الذي يحيل بينهم وبين إقرارهم واعترافهم بما فعلوه وارتكبوه من جريمة في حق الوطن، وهذه هي أكبر الهزائم ان ترى نفسك على حق في وقت يراك فيه الجميع مخطئاً ،فالخرطوم ودارفور والسودان كله لن يحل أزمته واحد من الذين تسببوا فيها لذلك كفوا عن تصريحاتكم وخطابكم الاعلامي الفطير .
طيف أخير
بكره تشرق فيك شمس تفضح ظلام كل النفوس الخانتك
الجريدة

 

آراء