قل وداعاً وترجل !!
صباح محمد الحسن
25 March, 2022
25 March, 2022
أطياف -
اقتصادياً، وفي ظرف زمان لم يكمل (٢٤ ساعة) كانت الزيادة على جوال السكر زنة (٥ كيلو) ٧٠٠ جنيه، وسط دهشة واستغراب لعدد من المواطنين فإن لم تكن تحمل معك المبلغ كامل لشراء أغراضك وذهبت للمنزل لتمامه ، فيجب عليك ان تضيف عليه ١٠٠٠ جنيه لأنك عندما تعود الى المتجر ستجد أن السعر ليس هو ذات السعر الذي تركته ،هكذا بلغت فوضى الأسعار مبلغاً في الخرطوم والولايات، وماينتج عن (لعب) تجار العملة الذين سيطروا على السوق وعادوا الى هواية حرب المضاربات ، فالحكومة عندما تجلس متفرجة والسوق تتحكم فيها مافيا الدولار فماذا تبقى من السقوط.
خارجياً، اغُلقت كل المنافذ والمطارات في وجه الانقلاب والدول الصديقة أمسكت يدها عن المنح وما أصعب المنع بعد المنح فهي لا ترى ضرورة لتدعم السودان الذي تحكمه مجموعة لصوص من تجار العملة ومهربي المعادن والذهب، وفلول النظام المائت الذين بدأوا فعلياً رحلة تهريب أموالهم ( المرجوعة في مسماها) من لجنة التفكيك فالانقلاب صُنع خصيصاً لهذه المهمة التي يبدو انها لم تنته بعد.
سياسياً، كان يشتكي التوم هجو وجبريل ومناوي ومن معهم من قوم تُبع بمجموعة الميثاق من سيطرة الاحزاب الاربعة على الحكم في البلاد الآن من الذي يسيطر على الحكم، أثنان لا ثالث لهما، والغريب انهما لا يمثلان الا أنفسهما فالأول لا يمثل الجيش والثاني لا يمثل الا قواته التي لا علاقه لها بالسياسة ولا الحكم .
أمنياً، لا تعرف القوات النظامية الذين ينتمون لها من غيرهم ،ولاتدري ان كان الذين يرتدون الزي الرسمي يتبعون للسلطات ام انهم اشهر الزبائن لـ (الترزية) الذين يفصلون هذا الزي ويبيعونه في سوق الله اكبر ،فالسلطات الآن لا تعمل في التحقيق مع المجرمين الذين ارتكبوا جرائم في حق الشعب، السلطات الآن تحقق مع منسوبيها في عدد من التجاوزات وعمليات السرقة والنهب.
تعليمياً، وبعد ماضُرب المعلم في عهد الانقلاب الاسود تكشف لجنة المعلمين امس عن فصل وزارة التربية والتعليم بالخرطوم أكثر من 40 مديراً ومديرة في بحري بسبب تنفيذ الإضراب واصفة ذلك بأنه ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﺎريخ الوزارة، (متخصصون في المجازر ) !!
إجتماعياً، تكرر حالات الاغتصاب للفتيات والأطفال بصورة وصلت حد الهلع والخوف فكورونا الاغتصاب الآن هي من تجبر الفتيات للبقاء في المنزل في وقت يقف فيه كبار الضباط تحت مظلة قوات الشعب المسلحة، ألم يرى هؤلاء ان كل مايحدث هو استغاثة للشعب حتى تلبي قواته النداء.
وتزامناً مع هذا كله تكشف المنابر الاعلامية المقربة من العسكر عن ان البرهان قدم تنازلات كثيرة من أجل ان يخرج البلاد من أزمتها في رحلته الاخيرة للامارات وقال انهم مستعدون لتقديم الدعم للحكومة الانتقالية حال رضا الاحزاب السياسية الجلوس معهم وانه سيوافقون على ماتطرحه من أجل مصلحة الوطن.
فبالرغم من ان القصد من هذا الخبر واضحاً، الا ان البرهان مازال يغيب عليه ان مايطلبه الشارع والقوى السياسية ليس الكثير من التنازلات مايريده الشعب هو ان يكون البرهان خارج العملية السياسية اليوم وليس مستقبلاً، فالكثير من التنازلات لاتكفي فالشارع يريدها (كلها) أي انه ليس من الممكن والمنطق ان يكون له نصيب فيها، فحتى كتابة هذه الحروف تحتسب مدينة ودمدني شهيداً وتعلن لجنة الاطباء عن ثلاث اصابات بالرصاص الحي في منطقة شروني، فاذا كان الجلوس مع الانقلابيين واجباً وضرورياً اذاً لماذا قدمت الثورة مايقارب المائة شهيد والآلاف من المصابين، وهل كل هذه الدماء لا ثمن لها، وهل يموت كل هؤلاء الشباب لتأتي القوى السياسية تحاور ( نفس الزول ) ويكرر الشعب والاحزاب سيناريو الاتفاق للمرة الثانية بعد مجزرة القيادة وتوقيع الوثيقة التي تم تمزيقها، وعدتم للقتل من جديد، كيف تثق فيكم القوى السياسية والثورية والمواطن من جديد ؟؟
فمثلما قدم العشرات من ابناء الشعب دمائهم طاهرة لأجل هذا الوطن فالواجب على البرهان تنحيه جانباً لتنوب عنه المؤسسة العسكرية للبحث عن سبل الحوار والتوافق مع القوة السياسية والثورية، من أجل مصلحة الوطن، قل وداعا وترجل، فالشباب تركوا الدنيا بما فيها لأجل هذا الوطن ،دع انت منصبك لأجله ولوقف سلسال الدم
هذا إن لم يحدث، فإن القادم سيكون اسوأ ليس على الوطن وشعبه ولكن على قادة الانقلاب الذين يعلمون ان السيل بلغ الزُبى وفات الحد ولكنهم في طغيانهم يعمهون .
طيف أخير
أقسى أنواع الصبر قدرتك على الاستمرار في الحالة التي لا تريدها
الجريدة
/////////////////////////////
اقتصادياً، وفي ظرف زمان لم يكمل (٢٤ ساعة) كانت الزيادة على جوال السكر زنة (٥ كيلو) ٧٠٠ جنيه، وسط دهشة واستغراب لعدد من المواطنين فإن لم تكن تحمل معك المبلغ كامل لشراء أغراضك وذهبت للمنزل لتمامه ، فيجب عليك ان تضيف عليه ١٠٠٠ جنيه لأنك عندما تعود الى المتجر ستجد أن السعر ليس هو ذات السعر الذي تركته ،هكذا بلغت فوضى الأسعار مبلغاً في الخرطوم والولايات، وماينتج عن (لعب) تجار العملة الذين سيطروا على السوق وعادوا الى هواية حرب المضاربات ، فالحكومة عندما تجلس متفرجة والسوق تتحكم فيها مافيا الدولار فماذا تبقى من السقوط.
خارجياً، اغُلقت كل المنافذ والمطارات في وجه الانقلاب والدول الصديقة أمسكت يدها عن المنح وما أصعب المنع بعد المنح فهي لا ترى ضرورة لتدعم السودان الذي تحكمه مجموعة لصوص من تجار العملة ومهربي المعادن والذهب، وفلول النظام المائت الذين بدأوا فعلياً رحلة تهريب أموالهم ( المرجوعة في مسماها) من لجنة التفكيك فالانقلاب صُنع خصيصاً لهذه المهمة التي يبدو انها لم تنته بعد.
سياسياً، كان يشتكي التوم هجو وجبريل ومناوي ومن معهم من قوم تُبع بمجموعة الميثاق من سيطرة الاحزاب الاربعة على الحكم في البلاد الآن من الذي يسيطر على الحكم، أثنان لا ثالث لهما، والغريب انهما لا يمثلان الا أنفسهما فالأول لا يمثل الجيش والثاني لا يمثل الا قواته التي لا علاقه لها بالسياسة ولا الحكم .
أمنياً، لا تعرف القوات النظامية الذين ينتمون لها من غيرهم ،ولاتدري ان كان الذين يرتدون الزي الرسمي يتبعون للسلطات ام انهم اشهر الزبائن لـ (الترزية) الذين يفصلون هذا الزي ويبيعونه في سوق الله اكبر ،فالسلطات الآن لا تعمل في التحقيق مع المجرمين الذين ارتكبوا جرائم في حق الشعب، السلطات الآن تحقق مع منسوبيها في عدد من التجاوزات وعمليات السرقة والنهب.
تعليمياً، وبعد ماضُرب المعلم في عهد الانقلاب الاسود تكشف لجنة المعلمين امس عن فصل وزارة التربية والتعليم بالخرطوم أكثر من 40 مديراً ومديرة في بحري بسبب تنفيذ الإضراب واصفة ذلك بأنه ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﺎريخ الوزارة، (متخصصون في المجازر ) !!
إجتماعياً، تكرر حالات الاغتصاب للفتيات والأطفال بصورة وصلت حد الهلع والخوف فكورونا الاغتصاب الآن هي من تجبر الفتيات للبقاء في المنزل في وقت يقف فيه كبار الضباط تحت مظلة قوات الشعب المسلحة، ألم يرى هؤلاء ان كل مايحدث هو استغاثة للشعب حتى تلبي قواته النداء.
وتزامناً مع هذا كله تكشف المنابر الاعلامية المقربة من العسكر عن ان البرهان قدم تنازلات كثيرة من أجل ان يخرج البلاد من أزمتها في رحلته الاخيرة للامارات وقال انهم مستعدون لتقديم الدعم للحكومة الانتقالية حال رضا الاحزاب السياسية الجلوس معهم وانه سيوافقون على ماتطرحه من أجل مصلحة الوطن.
فبالرغم من ان القصد من هذا الخبر واضحاً، الا ان البرهان مازال يغيب عليه ان مايطلبه الشارع والقوى السياسية ليس الكثير من التنازلات مايريده الشعب هو ان يكون البرهان خارج العملية السياسية اليوم وليس مستقبلاً، فالكثير من التنازلات لاتكفي فالشارع يريدها (كلها) أي انه ليس من الممكن والمنطق ان يكون له نصيب فيها، فحتى كتابة هذه الحروف تحتسب مدينة ودمدني شهيداً وتعلن لجنة الاطباء عن ثلاث اصابات بالرصاص الحي في منطقة شروني، فاذا كان الجلوس مع الانقلابيين واجباً وضرورياً اذاً لماذا قدمت الثورة مايقارب المائة شهيد والآلاف من المصابين، وهل كل هذه الدماء لا ثمن لها، وهل يموت كل هؤلاء الشباب لتأتي القوى السياسية تحاور ( نفس الزول ) ويكرر الشعب والاحزاب سيناريو الاتفاق للمرة الثانية بعد مجزرة القيادة وتوقيع الوثيقة التي تم تمزيقها، وعدتم للقتل من جديد، كيف تثق فيكم القوى السياسية والثورية والمواطن من جديد ؟؟
فمثلما قدم العشرات من ابناء الشعب دمائهم طاهرة لأجل هذا الوطن فالواجب على البرهان تنحيه جانباً لتنوب عنه المؤسسة العسكرية للبحث عن سبل الحوار والتوافق مع القوة السياسية والثورية، من أجل مصلحة الوطن، قل وداعا وترجل، فالشباب تركوا الدنيا بما فيها لأجل هذا الوطن ،دع انت منصبك لأجله ولوقف سلسال الدم
هذا إن لم يحدث، فإن القادم سيكون اسوأ ليس على الوطن وشعبه ولكن على قادة الانقلاب الذين يعلمون ان السيل بلغ الزُبى وفات الحد ولكنهم في طغيانهم يعمهون .
طيف أخير
أقسى أنواع الصبر قدرتك على الاستمرار في الحالة التي لا تريدها
الجريدة
/////////////////////////////