ما بين تصريحات العميد صلاح كرار وحميدتي

 


 

 

لن أتناول هذه التصريحات بالتحليل والمناقشة لأن كثيرين قاموا بذلك وجملة الكلام تحميل العميد معاش صلاح كرار مع زملائه في الانقاذ كثيرا من المساوئ والازمات التي لا تخفى على احد . وتحميل حميدتي مسؤولية كل ما حدث في الآونة الأخيرة خاصة قضية فض الاعتصام .
إذا كان ما يؤخذ على العميد كرار من الماضي ولا بد من استحضاره لأن ما هو حاضر اليوم هو نتاج ماضي الانقاذ الاسود ومن ضمنه ظاهرة حميدتي .
كلام حميدتي - الذي لم يستنكف العميد من منحه رتبة الفريق التي لم يصل هو اليها الى ان تقاعد – ما هو الا صدى لكلام البرهان كلاهما باتفاق ام بغيره يجدفون في نفس الماء ، كلام في الهواء رددوه حتى مل الناس من سماعه ، كلام عن الزهد في السلطة تكذبه افعالهم ، كلام عن الثورة وتمجيدها وهم غارقون في دماء ابنائها ويتحسرون على الشباب وكأنهم قتلوا بغير أيديهم ، كلام لا يصدقه مجنون ، ناهيك عن ذوي النهى والعقل . وكلام عن تسليم السلطة متى تم التوافق وهم من يعمل ليل نهار على ألا يتوافق الناس ، وكلام عن المحافظة على الأمن وهم من يتخذون من الانفلات الأمني ذريعة للبقاء في السلطة ، وكلام عن عزل المؤتمر الوطني ويمكنون له في مؤسسات الدولة ومفاصلها .
البرهان وحميدتي كلاهما فاقد للاهلية التي تؤهلهم للحكم وفاقد للمصداقية ولن يصدقهم احد فافعالهم تكذب ادعاءاتهم ، وليس لديهم الشجاعة لمواجهة الواقع .المستقبل هو أخوف ما يخافانه ، فأمامهم المخارج مغلقة تماما ، لا هما مقبولان في الداخل مهما فعلا ، ولا هما مقبولان في الخارج ولن يجدا دعما عما قريب حني من مصر والامارات والسعودية فالثلاثة هؤلاء سيدهم في الخارج امريكا واليهود من خلفهم واليهود لن يراهنوا على حصان خاسر لا يملك الا بندقيته
ولا يملك مقومات تنفيذ ما يتفق عليه معهم ، فالجميع يعلم عجز البرهان وحميدتي ومن خلفهم عن تكوين حكومة ولو صورية ، ويعلم الجميع أنهما عاجزان عن وجود أي حاضنة سياسية في الشارع ، بل يتمتعان بقدر كبير من الكراهية وعدم القبول .
قصور نظر الرهان وحميدتي يتمثل في الدرجة الأولى في تصورات خاطئة وأوهام تتملكهم بحكم البلد دون رؤية ولا روية ولا مؤهلات ولا مقدرات خاصة يتمتعان بها .
والمصيبة أنهما يتخذان الوسائل الخطأ للوصول للحكم ، يتصوران أن الكيزان يمكن أن يمثلوا حاضنة سياسية لهم ، مع بعد أهافهما عن أهداف الكيزان الطامعون هم أنفسهم في الحكم ، وينسي حميدتي والرهان أن الشعب السوداني يكره الكيزان بمثلما يكرههما .
ويتخذان من الترويع الأمني وسيلة ليلجأ الناس إليهما ويرضى بالأمن مقابل حكمهما ، مساومة بغيضة هي نفسها تشي بمن فض الاعتصام أو حتى غض الطرف عنه ليتسيد المشهد .
الخلاصة وهي مصيبة المصائب ثلاثة أخرى حميدتي والرهان والكيزان تماثلها أمراض السودان المزمنة الشيوعيين والحركات المسلحة والمشترك بينها الكيزان الذين هم أصل كل تلك المصائب فما لم تنظف الساحة مهم فلا استقرار ولا أمان ولا تنمية ولا تقدم .

zahidzaidd@hotmail.com

 

آراء