الحركة الاسلامية في السودان كخضراء الدمن.. المرأة الحسناء في منبت السوء

 


 

 

ظل تنظيم الاسلاميين وتاريخهم حبيس جامعة الخرطوم التي لم تؤسس علي تقوي من الله ورضوان. لذلك جاءت حركتهم كما كانت وظلت جامعة الخرطوم اسسها المستعمر احياء لذكري غردون باشا وكانت تسمي كلية غردون التذكارية احياء لذكري حاكم عام السودان الذي قتله الانصار ولا شك انها انطوت علي حقد دفين علي الانصار والاسلام الذي كانوا يحملونه عقيدة وفكرة ويمارسونه جهادا في سبيل الله.
صحيح انها كانت هنالك حركة اسلامية جاء بها الشيخ علي طالب الله من ذ مصر ومن بعده الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد وهما لم يكونا من العلماء علي طريقة الاخوان في مصر الذين كانت رموزهم من علماء الازهر أمثال الشيخ سيد سابق والشيخ محمد الغزالي والشيخ الدكتور القرضاوي وغيرهم ولكن غلبت عليهم جركة الاسلاميين بقيادة الاسلاميين في جامعة الخرطوم وعلي رأسهم بابكر كرار والاستاذ الرشيد الطاهر بكر وكانت هي الاقوي في الساحة حتي من بعد انشقاق الاتجاه الديني السلفي بقيادة الدكتور جعفر شيخ ادريس وكان الترابي منه وفيه وذلك قبل سفره الي الغرب وتخرجه من جامعة سربون بفرنسا.
أسست جامعة أمدرمان الاسلامية علي تقوي من الله ورضوان وهي امتداد وتطور للمعهد العلمي الذي كان يعني بالفقه والعلوم الشرعية وكان الوضع الطبيعي ان تخرج الحركة الاسلامية من الجامعة الاسلامية لتكون الحاضنة العلمية والعملية للحركة حتي تكون ملتزمة تماما باصول الشرع وقواعد الدين الاسلامي الحنيف. وهذا مالم يحدث فقد كانت الجامعة الاسلامية تأتي في مرحلة متأخرة في أولويات الحركة الاسلامية حتي أن جامعة القاهرة فرع الخرطوم كانت تتقدمها في ذلك بل حتي الاسلاميون القادمون من خلف الحدود في الجامعات المصرية او الهندية او غيرها قد حظوا بمواقع مؤثرة في التنظيم والدولة من بعد باكثر من خريجي الجامعة الاسلامية وحتي المؤسسات الدينية مثل منظمة الدعوة الاسلامية والمركز الاسلامي الافريقي والمصارف الاسلامية كان يتصدر الامر فيها خريجو جامعة الخرطوم وهنالك الكثير من الامثلة في ذلك..
النفحة العلمانية في جامعة الخرطوم كانت أقوي من النفحة الاسلامية فيها والتي تقتصر علي قسم الشريعة في كلية القانون والذين ظلت تطارد خرجيه عقدة او مشاعر الاحساس بالنقص او الدونية مقارنة بخريجي القسم العلماني في الكلية وبقية كليات الجامعة.
اذن فان الحركة الاسلامية قد بيضت وفرخت في بيئة علمانية فكانت كالوليد الذي ولد في بيت الدعارة حتي وان كان نتيجة زواج شرعي كمثل الحديث( اياكم وخضراء الدمن. فقالوا وما خضراء الدمن يارسول الله فقال المرأة الحسناء في منبت السوء) وحتي الان مايزال يتصدر الامر ويتصدي لقيادة الحركة الاسلامية كوكبة من خريجي جامعة الخرطوم وأمثالها. ويأتي العلماء والفقهاء من خريجي الجامعة الاسلامية يأتون علي استحياء وتوكل اليهم بعض المهام و الادوار الهامشية ولايكونون علي قمة العمل السياسي والاقتصادي وغير ذلك
لذلك فان طابع الحركة الاسلامية في السودان التنظيمي أقوي من الطابع العلمي والديني لانه قد تصدر الأمر فيها خريجو اكبر قلاع الاستعمار والعلمانية في افريقيا والعالم العربي وهي جامعة الخرطوم فجاءت كما هم وقد روي عن الامام محمد احمد المهدي انه قال (عرضت دعوتي علي العلماء فرفضوها ثم عرضتها علي العوام فقبلوها فجاءت كما هم) فالحامل الاجتماعي لأي فكرة أو تنظيم يصبغ الفكرة بصبغته ويلونها بلونه فالاسلام الفارسي ليس كالاسلام اليمني او الصومالي وهكذا.
تنظيم الحركة الاسلامية يحتاج الي عملية اقتلاع من الجذور لانه قد فسد وأفسد .افسد عضويته أولا بالتجسس والتحسي واكل المال الحرام والفساد . وأفسد بهم البلاد اثناء حكمهم لانهم يبررون لأخطائهم بل جرائمهم بل ويعطونها صبغة دينية وصفة شرعية .اما الفكرة في اصلها وحقيقتها فلاغبار عليها من بعد تجنيبها نفوس البشر المتخثرة من طول المكث في هذا التنظيم القمئ الامني والاستخباراتي بجدارة. وبقاء الفكرة الوضيئة النيرة في هذا الاناء المتسخ يجلب لها الذباب والنمل والبعوض والحشرات وكل هوام الارض...الا هل بلغت اللهم فاشهد..ان اريد الا الاصلاح ما استطعت (وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)
////////////////////////////////

 

آراء