العنصرية في مجلس الأمن والدفاع !!

 


 

 

أطياف -
إنعقد بالأمس الإجتماع الدوري للجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع برئاسة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس الإنقلابي وبحضور المكون العسكري بالمجلس وقادة القطاع الأمني والعسكري.
واستعرضت اللجنة الفنية الموقف الأمني بالتركيز على تداعيات ماجرى مؤخراً من أحداث بإقليم النيل الأزرق وماصاحبها من تأثير سالب لبعض ما يتم تداوله خلال الوسائط ومواقع التواصل الإجتماعي، من تحريض للإصطفاف القبلي وترويج لخطاب الكراهية والتشجيع على العنف مما يؤثر على الأمن الوطني السوداني وقررت الآتي:
أولاً: توجيه جميع شركات الاتصال بالبلاد لوقف التعامل فوراً مع بطاقات الاتصال غير المسجلة طبقاً للرقم الوطني وبطاقة الهوية بجميع الشبكات على ان تتحمل هذه الشركات التبعات القانونية لأي مخالفة تتعلق بذلك.
ثانياً: على الجهات العدلية والأمنية إتخاذ مايلزم من إجراءات قانونية عاجلة ضد مثيري النعرات العنصرية ودعاة الفتنة سواء كان ذلك بإستخدام الوسائط أو وسائل التواصل الإجتماعي أو أي إسلوب آخر يؤثر على السلم الإجتماعي والطمأنينة العامة. (انتهى الإجتماع).
فمجلس الأمن والدفاع ( كلو) برئاسة السيد الفريق عبد الفتاح البرهان ترك القضية الاساسية أسبابها وتفاصيلها الجوهرية ومن يقف خلفها، ونتائجها الكارثية التي راح ضحيتها عشرات الأرواح من ابناء الإقليم وأجتمع من اجل تقنين الشرائح غبر المسجلة بالرقم الوطني هذا التوجيه الذي كان يمكن ان يرسل في خطاب لشركة الاتصالات ليطلب منها المجلس او يأمرها بالإجراء ، وتحسم (فوضى الشرائح) التي يرى المجلس انها تتسبب في إثارة الفتنة.
فالمجلس لم يناقش أسباب القصور من قبل السلطات الأمنية التي وقفت عاجزة ، عندما اشتعلت شرارة الأحداث فلم يتم استدعاء مدير جهاز الأمن ومدير الشرطة لتتم محاسبتهما او سؤالهما في الإجتماع عن الاسباب الرئيسة التي أدت لمقتل العشرات ، ولم يتطرق المجلس لقضية حمل السلاح وانتشاره وسط القبائل والمواطنين ، ولم يناقش المجلس عن الأسباب الرئيسية التي جعلت الإنفلات الأمني يتزامن في عدد من مدن السودان التي روع فيها المواطن وفقد أمنه واستقراره واصبحت حياته في خطر ، لم يقر المجلس في إجتماعه أمس بفشله الواضح في السيطرة على الأحداث دون إراقة الدماء ، ولم يقدم اعتذارا للمواطنين الذين فقدوا الابناء والآباء في الصراع القبلي المشؤوم، كل مافعله المجلس انه بحث كيفية الحصول على ( شريحة مسجلة ) فالمجلس في اجتماع الأمس أكد أن القضية ليست في تسجيل بطاقات الاتصال بالرقم الوطني القضية ان المجلس نفسه (خارج الشبكة).
ويتحدث المجلس عن سلبيات الإصطفاف القبلي وترويج خطاب الكراهية وسط المواطنين الذي يقول أنه يتسبب في التشجيع على العنف مما يؤثر على الأمن الوطني ويفوت عليه أن العنصرية في مجلس الأمن، وكان يجب أن يبدأ الاجتماع بقادة الإنقلاب، وخطر خطاباتهم السياسية في المنابر القبلية فالأحرى بهم أن يقدموا النصح فيما بينهم من عدم استخدام العبارات العنصرية في الخطاب الجماهيري على شاكلة (مابشبهونا) هذه الكلمة وحدها كافية لتأجيج أكبر صراع قبلي يمكن ان يفتك ببنية النسيج الإجتماعي، ويكون أكبر سبب في فتنة قبلية قد لا تخمد نيرانها فالخطاب الأخير لقائد الجيش كشف عن عنصريته البغيضة وحمل في طياتها عدة جُمل تحريضية ، وكان دعوة واضحة وصريحة، وقعها وأثرها أكبر من غيرها لأنها تأتي من القائد الى القواعد، فكل العبارات السلبية التي حواها خطاب البرهان بنهر النيل كانت على الهواء مباشرة بالرغم من أن البرهان يحمل (شريحة مسجلة ) بالرقم الوطني، لكن أحياناً علة الوطنية وفقرها لاتحتاج الى رقم يحمله المواطن، بل تحتاج الى مواطن يحمل الوطن في قلبه ليصبح رقم !!
طيف أخير:
وبيك أهلاً ياوطن
بي حــياتك بـي صـعابا
كـل أحـزانك بشــيلا
وكـل أوجـاعك حـبابا
وكـم بـعزك والله عالم
عـــــزة الشـعـــــــب
الكتب بي دمو في التاريخ معالم
عـــزة الغـضــــــــب
البـحطـــم كـل ظـالم
عشت يا شعبي المسالم
عشت ســــــالم
الجريدة

 

آراء