في ضرورة إحداث توازن منهجي للأمة
د. الطيب النقر
28 July, 2022
28 July, 2022
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحياة السياسية والثقافية في بلداننا تعاني من أزمات حادة، وصراعات دامية، ومن مظاهر التفكك والانحطاط، كمصدر طبيعي للبُني المصطنعة والهشة، ولم تشهد بعد أي بدايات تُبلور وعي جديد، أو تزخر بمساهمات مباركة تجلو الغبار عن مجدنا المُؤثل، الذي حثونا عليه التراب، ونحنُ نركضُ خلف الأطر الفكرية الغربية، والعهر والمجون الذي يطالعه بعضنا بشغف بالغ، من خلال أضابير الشبكة العنكبوتية، أو عبر بعض القنوات الفضائية الهدامة، التي تنفثُ السموم، وتعمل على طمس هوية الأمة المسلمة.
والثقافة الغربية التي بيننا وبينها بونٌ شاسع، لا تعتد بالوحي كمصدر للمعرفة، فالغرب صاحب الماضي المخضب بالدنايا، انطلق من معايير ومناهج سعت لإزهاق روح الدين، وعملت على وأده، وحصرته في ردهات الكنائس، بينما نجد "أن الإسلام اعتمد على مصدرين لبناء مجده الشامخ وهما الوحي والوجود، وتوسل إلى ذلك بوسائل، في مقدمتها العقل والحس" إنّ الثقافة الغربية فرضت سطوتها ونفوذها على العالم بأسره، وعملت على تذويب العقائد المغروسة، والتقاليد الموروثة، بمادياتها القذرة، ومخاطبتها للغرائز، وسعيها لتفكيك القيم والموروثات وإلقائها في سلةِ النسيان، ومما لا شك فيه أن طغيان أي حضارة وتبعية الغير لها، يتطلب أولا أن يسبقه تبعية فكرية أو ثقافية، وعلى ضوء ذلك نستطيع أن نجزم بيقين أن أزمتنا الراهنة هي أزمة فكر، وأن هذا الاستلاب الثقافي الواضح للعيان، والذي تشهده في كلِ بقعةٍ ومكان، ما هو إلا نتيجة لابتعاد الأمة عن الرحيق العذب الذي يروي صداها، فالأمة المسلمة حينما كانت عاضة على دينها، ولازمةً غرسُه المبارك، استطاعت أن تحمل رسالة، وتُقيم حضارة، على الرغم من شظف العيش، وقسوةُ الظروف المادية، فقد كانت المشروعية العليا في حياتها هي الكتابُ والسنة، وما أن حادت عن جادةِ الحق والصواب حتى طالتها أنياب النزاع والفشل، وأمست أمة مستهلكة على كافة المستويات، فافتقدت الرابط الذي يجمع بين جزئياتها، وينظم حبيباتها، وغابت عنهم المشروعية الكبرى في حياتهم، وأصاب الخلل بنيتهم الفكرية، وتغيرت نظرتهم للإسلام، وفقدوا الثقة بفكره الثاقب، بل أضحى مجرد شعائر وعبادات يؤديها الفرد "هذا إن أداها" دون تفكر أو تدبر في مغزاها، وهناك من ينظر إلى الإسلام نظرة ملؤها الحيف والشطط، ويعده دينا يكبح جماح الغرائز والشهوات، ولا تتوافق نظمه ومسلماته مع تداعيات العصر، ولعل كل هذه دلائل ومؤشرات تبين حالة التمزق والصراع والتفكك الاجتماعي، التي تعيشه معظم بقاع الإسلام، وأن هذا الاستنزاف لا يمكن أن يتوقف أو ينتهي، إلا إذا عادت الأمة أدراجها إلى القرآن وارتضت بحكمه، وصاغت عقليتها وفق منهجه وفكره، وناءت بنفسها عن حبائل الشيطان الذي يترصد بالبشر الدوائر، فهلموا بنا نتخذه إماماً وننبذ ما سواه، ونستلهم منه ومن السنة المشرفة، وحياة الصحابة والتابعين، منهجاً لحياة.
د. الطيب النقر
هذا المقال استند على عدة مراجع.
nagar_88@yahoo.com
إن الحياة السياسية والثقافية في بلداننا تعاني من أزمات حادة، وصراعات دامية، ومن مظاهر التفكك والانحطاط، كمصدر طبيعي للبُني المصطنعة والهشة، ولم تشهد بعد أي بدايات تُبلور وعي جديد، أو تزخر بمساهمات مباركة تجلو الغبار عن مجدنا المُؤثل، الذي حثونا عليه التراب، ونحنُ نركضُ خلف الأطر الفكرية الغربية، والعهر والمجون الذي يطالعه بعضنا بشغف بالغ، من خلال أضابير الشبكة العنكبوتية، أو عبر بعض القنوات الفضائية الهدامة، التي تنفثُ السموم، وتعمل على طمس هوية الأمة المسلمة.
والثقافة الغربية التي بيننا وبينها بونٌ شاسع، لا تعتد بالوحي كمصدر للمعرفة، فالغرب صاحب الماضي المخضب بالدنايا، انطلق من معايير ومناهج سعت لإزهاق روح الدين، وعملت على وأده، وحصرته في ردهات الكنائس، بينما نجد "أن الإسلام اعتمد على مصدرين لبناء مجده الشامخ وهما الوحي والوجود، وتوسل إلى ذلك بوسائل، في مقدمتها العقل والحس" إنّ الثقافة الغربية فرضت سطوتها ونفوذها على العالم بأسره، وعملت على تذويب العقائد المغروسة، والتقاليد الموروثة، بمادياتها القذرة، ومخاطبتها للغرائز، وسعيها لتفكيك القيم والموروثات وإلقائها في سلةِ النسيان، ومما لا شك فيه أن طغيان أي حضارة وتبعية الغير لها، يتطلب أولا أن يسبقه تبعية فكرية أو ثقافية، وعلى ضوء ذلك نستطيع أن نجزم بيقين أن أزمتنا الراهنة هي أزمة فكر، وأن هذا الاستلاب الثقافي الواضح للعيان، والذي تشهده في كلِ بقعةٍ ومكان، ما هو إلا نتيجة لابتعاد الأمة عن الرحيق العذب الذي يروي صداها، فالأمة المسلمة حينما كانت عاضة على دينها، ولازمةً غرسُه المبارك، استطاعت أن تحمل رسالة، وتُقيم حضارة، على الرغم من شظف العيش، وقسوةُ الظروف المادية، فقد كانت المشروعية العليا في حياتها هي الكتابُ والسنة، وما أن حادت عن جادةِ الحق والصواب حتى طالتها أنياب النزاع والفشل، وأمست أمة مستهلكة على كافة المستويات، فافتقدت الرابط الذي يجمع بين جزئياتها، وينظم حبيباتها، وغابت عنهم المشروعية الكبرى في حياتهم، وأصاب الخلل بنيتهم الفكرية، وتغيرت نظرتهم للإسلام، وفقدوا الثقة بفكره الثاقب، بل أضحى مجرد شعائر وعبادات يؤديها الفرد "هذا إن أداها" دون تفكر أو تدبر في مغزاها، وهناك من ينظر إلى الإسلام نظرة ملؤها الحيف والشطط، ويعده دينا يكبح جماح الغرائز والشهوات، ولا تتوافق نظمه ومسلماته مع تداعيات العصر، ولعل كل هذه دلائل ومؤشرات تبين حالة التمزق والصراع والتفكك الاجتماعي، التي تعيشه معظم بقاع الإسلام، وأن هذا الاستنزاف لا يمكن أن يتوقف أو ينتهي، إلا إذا عادت الأمة أدراجها إلى القرآن وارتضت بحكمه، وصاغت عقليتها وفق منهجه وفكره، وناءت بنفسها عن حبائل الشيطان الذي يترصد بالبشر الدوائر، فهلموا بنا نتخذه إماماً وننبذ ما سواه، ونستلهم منه ومن السنة المشرفة، وحياة الصحابة والتابعين، منهجاً لحياة.
د. الطيب النقر
هذا المقال استند على عدة مراجع.
nagar_88@yahoo.com