حول مبادرة قوى الحرية والتغيير الاحادية: موفقة وفق مطلوبات

 


 

 

في تقديري، مبادرة قحت التي أعلن عنها الاستاذ محمد الفكي سليمان يوم ٣٠ يونيو ٢٠٢٢ في مقابلة مع سودان تربيون، خطوة موفقة في ظل الظرف الحالي، اذ انها خطوة للانتقال من مربع الانفعال بالانقلاب وردود الفعل لممارساته الى مربع المبادرة والفعل من قبل المدنيين. وهي مبادرة قد تكبح ما يشاع من توجه قادة الانقلاب لتعيين حكومة مدنية مدجنة او الدعوة لانتخابات مبكرة غير ناضجة.

لكن الخطورة في ثنايا هذه المبادرة تكمن في عدم التحضير الجيد لوثيقة الترتيبات الدستورية عبر أكبر شراكات ممكنة. فهذه الترتيبات اهم من اختيار رئيس وزراء وبرلمان بل وجب ان تكون سابقة وموجهة لهما.

لذا من المهم تمليك الخطوات التالية في إطار المبادرة لأكبر قدر من الفاعلين وعدم انفراد قحت بها.

الترتيبات الدستورية واختيار رئيس الوزراء والبرلمان الانتقالي تتطلب:

١. اتفاق قحت مع أكبر قدر ممكن من المدنيين (احزاب، لجان مقاومة، تنظيمات مجتمع مدني تقليدية وحديثة) والحركات المسلحة، خاصة القائدة لاتفاق جوبا.

٢. تصعيد الإحتجاجات والضغط السياسي والاعلامي والدبلوماسي بقوة أكبر بكثير من ما هو قائم.

٣. عدم تجاوز الآلية الثلاثية والفاعلين الاقليمين خاصة مصر والسعودية وجنوب السودان والدوليين خاصة دول الترويكا (الولايات المتحدة، بريطانيا، النرويج) واستصحابها وطلب دعمها.

من ناحية أخرى، لا حاجة لتريبات دستورية تفرق ولا لتسمية رئيس وزراء غير معترف به داخليا من أغلب قوى الثورة.

عموما، المبادرة قد تكون خطوة للإمام. وعلى قحت أخذها بقوة وعلى الرافضين لها تطويرها بالنقد البناء. وما لا يدرك كله لا يترك جله.

 

آراء