صناعة المتوازيات !!
هيثم الفضل
15 August, 2022
15 August, 2022
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح –
وأنا أُطالع تاريخ الحركة الإسلامية وفق نشاطها السياسي الذي ظل على مدى تاريخ البلاد تحوم حولهُ شُبهات إستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في تثبيت أقدامهم على مسرح مُنافسات اللعبة السياسة في السودان ، تأكَّد لدي أن منهج (صناعة المتوازيات) هو واحد من أهم الأسلحة الغادرة التي يواجه بها الإخوان المسلمون خصومهم ، والفكرة تنبني من حيث المبدأ بتخطيط مؤامرات تستهدف في البداية شيطنة الخصوم وإتهامهم (بالكُفر) ومُعاداة الدين ، وهي بمثابة الخطة (أ) التي في حال فشلت ولم تؤتٍ أُكلها سرعان ما يتم إستبدالها بالخطة (ب) المُتمثِّلة في هدم الخصوم عبر صناعة وإحداث أجسام موازية تستطيع عن طريق (فقه التدليس) والغش والتزوير أن تستميل البُسطاء من عموم الناس خلف واجهات ترفع نفس شعارات الخصوم وأفكارهم وإجتهاداتهم ، خصوصاً إذا كانت هذه الشعارات أو المباديء مُتفَّق عليها لدى الأغلبية وحازت إستحساناً وإلتفافاً جماهيرياً كثيفاً وفاعلاً وصادقاً كما يحدث الآن حول فكرة (ديموقراطية السودان ومدنية الدولة) ، هم ببساطة مبدعون في فنون (خطف) جمائل الناس ومنجزاتهم ونضالاتهم ومكاسبهم في سوق الإستحواذ على رضا الرأي العام وقواعده المجتمعية السياسية المُستقلة.
صناعة المتوزيات جرَّبها عرَّابي الإنقاذ البائدة كسلاح فعَّال في ضرب المؤسسات الوطنية والقضاء عليها بُغية إستغلال صلاحياتها ومواردها لصالح التنظيم وخارج إطار مؤسسية الدولة ، مثال ذلك ما كان يُسمى بـ (مفوضية الإيرادات) التي كانت مؤسسة موازية لوزارة المالية حتى إستولت على كل صلاحياتها وإختصاصتها ، لتصبح المفوضية بعد ذلك هي المركز الرئيسي لإدارة شئون الإقتصاد الوطني والخاص والتنظيمي ، ومثال آخر ما كان يُسمى بمجلس الصداقة الشعبية الذي نافس وزارة الخارجية حينها في صناعة علاقات السودان الإقليمية والدولية وفقاً لما تتطلَّلبه الرؤي الفكرية والتنظيمية التي طالما تعارضت مع رؤى المصلحة الوطنية ، والأمثلة كثيرة ومُتعدِّدة لمن شاء أن يحصي ويبحث.
آما الآن ففلول الإنقاذ البائدة يسعون إلى إيهام الرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي وبذات السلاح الذي على ما يبدو هذه المرة قد فقد فعاليته وصديء نصلهُ بما توفَر من وعي شعبي وحراك ثوري لا يفتُر ، وما توفَّر من إهتمام إقليمي ودولي بالتفاصيل الدقيقة لما يحويه الواقع السياسي السوداني من تعقيدات ، لكن رغم ذلك الفشل المهيب ما زالوا يحاولون محاولة الغريق الذي يستمسِك بالمستحيل ، حين يسعون بإرتجاف في وقتنا هذا لصناعة ذات المتوازيات بإسم الباطل المُتدثِّر في ثوب الحق ليشتبه الأمرعلى المُتعجِّلين والمُشَّوشين ، صنعوا متوازية لقوى الحرية والتغيير وذيَّلوا إسمها بكلمتي (الوفاق الوطني) ولم ينجحوا ، صنعوا لجان مقاومة (منسوخة) وغيرأصلية يؤمها المُرتزقة والنفعيين فلم يفلحوا ، كما حاولوا صناعة (إعتصام وطني) ليوازي إعتصام القيادة المُقدس فضحك عليهم القاصي والداني ثم ضحكوا أخيراً على أنفسهم ، ثم إلتجأوا إلى صناعة مواكب ثورية تدعو للتوافُق معهم وقبولهم مرة أخرى فكانت (مويكبات) الزحف الأخضر التي عبَرت بياناً بالعمل عن مكانتهم الحقيقية التي آلوا إليها في ضمير الأمة السودانية وشارعها الذي أصبح الآن قائداً أساسياً بلا منافس ولا في ملاحم صناعة مستقبل واعد لهذا الوطن الذي يستحق.
haythamalfadl@gmail.com
سفينة بَوْح –
وأنا أُطالع تاريخ الحركة الإسلامية وفق نشاطها السياسي الذي ظل على مدى تاريخ البلاد تحوم حولهُ شُبهات إستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في تثبيت أقدامهم على مسرح مُنافسات اللعبة السياسة في السودان ، تأكَّد لدي أن منهج (صناعة المتوازيات) هو واحد من أهم الأسلحة الغادرة التي يواجه بها الإخوان المسلمون خصومهم ، والفكرة تنبني من حيث المبدأ بتخطيط مؤامرات تستهدف في البداية شيطنة الخصوم وإتهامهم (بالكُفر) ومُعاداة الدين ، وهي بمثابة الخطة (أ) التي في حال فشلت ولم تؤتٍ أُكلها سرعان ما يتم إستبدالها بالخطة (ب) المُتمثِّلة في هدم الخصوم عبر صناعة وإحداث أجسام موازية تستطيع عن طريق (فقه التدليس) والغش والتزوير أن تستميل البُسطاء من عموم الناس خلف واجهات ترفع نفس شعارات الخصوم وأفكارهم وإجتهاداتهم ، خصوصاً إذا كانت هذه الشعارات أو المباديء مُتفَّق عليها لدى الأغلبية وحازت إستحساناً وإلتفافاً جماهيرياً كثيفاً وفاعلاً وصادقاً كما يحدث الآن حول فكرة (ديموقراطية السودان ومدنية الدولة) ، هم ببساطة مبدعون في فنون (خطف) جمائل الناس ومنجزاتهم ونضالاتهم ومكاسبهم في سوق الإستحواذ على رضا الرأي العام وقواعده المجتمعية السياسية المُستقلة.
صناعة المتوزيات جرَّبها عرَّابي الإنقاذ البائدة كسلاح فعَّال في ضرب المؤسسات الوطنية والقضاء عليها بُغية إستغلال صلاحياتها ومواردها لصالح التنظيم وخارج إطار مؤسسية الدولة ، مثال ذلك ما كان يُسمى بـ (مفوضية الإيرادات) التي كانت مؤسسة موازية لوزارة المالية حتى إستولت على كل صلاحياتها وإختصاصتها ، لتصبح المفوضية بعد ذلك هي المركز الرئيسي لإدارة شئون الإقتصاد الوطني والخاص والتنظيمي ، ومثال آخر ما كان يُسمى بمجلس الصداقة الشعبية الذي نافس وزارة الخارجية حينها في صناعة علاقات السودان الإقليمية والدولية وفقاً لما تتطلَّلبه الرؤي الفكرية والتنظيمية التي طالما تعارضت مع رؤى المصلحة الوطنية ، والأمثلة كثيرة ومُتعدِّدة لمن شاء أن يحصي ويبحث.
آما الآن ففلول الإنقاذ البائدة يسعون إلى إيهام الرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي وبذات السلاح الذي على ما يبدو هذه المرة قد فقد فعاليته وصديء نصلهُ بما توفَر من وعي شعبي وحراك ثوري لا يفتُر ، وما توفَّر من إهتمام إقليمي ودولي بالتفاصيل الدقيقة لما يحويه الواقع السياسي السوداني من تعقيدات ، لكن رغم ذلك الفشل المهيب ما زالوا يحاولون محاولة الغريق الذي يستمسِك بالمستحيل ، حين يسعون بإرتجاف في وقتنا هذا لصناعة ذات المتوازيات بإسم الباطل المُتدثِّر في ثوب الحق ليشتبه الأمرعلى المُتعجِّلين والمُشَّوشين ، صنعوا متوازية لقوى الحرية والتغيير وذيَّلوا إسمها بكلمتي (الوفاق الوطني) ولم ينجحوا ، صنعوا لجان مقاومة (منسوخة) وغيرأصلية يؤمها المُرتزقة والنفعيين فلم يفلحوا ، كما حاولوا صناعة (إعتصام وطني) ليوازي إعتصام القيادة المُقدس فضحك عليهم القاصي والداني ثم ضحكوا أخيراً على أنفسهم ، ثم إلتجأوا إلى صناعة مواكب ثورية تدعو للتوافُق معهم وقبولهم مرة أخرى فكانت (مويكبات) الزحف الأخضر التي عبَرت بياناً بالعمل عن مكانتهم الحقيقية التي آلوا إليها في ضمير الأمة السودانية وشارعها الذي أصبح الآن قائداً أساسياً بلا منافس ولا في ملاحم صناعة مستقبل واعد لهذا الوطن الذي يستحق.
haythamalfadl@gmail.com