التدين المظهري!
د. زهير السراج
3 November, 2022
3 November, 2022
manazzeer@yahoo.com
* الكثير من أفراد الأمن والشرطة ملتزمون دينياً، يؤدون الصلاة فى أوقاتها ويصومون ويحجون إلى بيت الله، لكن ذلك لا يمنعهم أبداً من ممارسة عملهم اليومي فى التعذيب والضرب وانتهاك إنسانية وحقوق المعتقلين !
* كثير من المسلمين يؤدون فرائض الدين بإخلاص لكنهم في حياتهم اليومية يتصرفون بطريقة أبعد ما تكون عن الدين، ففى شهر رمضان نشرت إحدى الصحف تحقيقاً عن المستشفيات العامة ساعة الإفطار، لتكتشف أن معظم الأطباء يتركون المرضى بدون رعاية، حتى يتمكنوا من أداء صلاة التراويح! والذين يفعلون ذلك ليسوا جهلاء، بل هم أطباء متعلمون، لكنهم ببساطة يعتبرون أن صلاة التراويح أهم بكثير من رعاية المرضى ..!! إذن المسألة ليست مجرد نفاق أو جهل، وإنما هي فهم خاطئ للدين يؤدي إلى نوع من التدين الظاهري الذي يشكل بديلاً عن الدين الحقيقي.
* وهذا التدين البديل مريح وخفيف ولا يكلف جهداً ولا ثمناً لأنه يحصر الدين في الشعائر والمظاهر. فالدفاع عن مبادىء الإسلام الحقيقية، التي هي العدل والحرية والمساواة، مسألة محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي بك إلى السجن وقطع الرزق والتشريد. أما التدين البديل فلن يكلفك شيئاً، وهو يمنحك إحساساً كاذباً بالطمأنينة والرضا عن النفس .
* الذين يتبنون التدين البديل يصومون ويصلون، ويحيون الناس بتحية الإسلام ويلزمون زوجاتهم وبناتهم بالحجاب، وربما اشتركوا في مظاهرة ضد الرسوم الدنماركية أو منع الحجاب فى فرنسا. وهم يعتقدون بعد ذلك أنهم قد أدوا واجبهم الديني كاملاً غير منقوص.
* المتدين البديل لا يعتقد أساساً أن له حقوقاً سياسية كمواطن أو أن لغيره حقوقا سياسية، وفكرة الديمقراطية لا تشغله، وأقصى ما يفعله بهذا الصدد أن يدعو الله "أن يولى علينا من يصلح" ، ثم يحدثك بحماس عن الخلفاء العظام مثل عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز، بدون أن يجهد نفسه في الإقتداء بهم أو الإلمام بما كانوا يفعلون والانتصار للعدل وحقوق الإنسان حتى لغير المسلمين.
* لذلك تجد ان الأنظمة الإستبدادية تحرص حرصا دائماً على إنتشار التدين البديل، فالمتدين البديل هو المواطن النموذجي في عرف الحاكم المستبد، لأنه يعيش ويموت بجوار الحائط، دائماً فى حاله، لا يعترض أبداً على الحاكم، ويقصر إعتراضاته إما على ما يحدث خارج بلده، أو على أشياء لا تزعج النظام فى شىء، كرقصة أدتها راقصة أو فستان إرتدته ممثلة في أحد الافلام.
* والأنظمة الدكتاتورية ترحب تماماً بالتدين البديل لأنه يعفيها من المسؤلية. ففي عرف الإسلام الحقيقى يكون الحاكم هو المسؤل الأول عن مشاكل المواطنين فى بلاده، أما المتدين البديل فعندما يعانى من الفقر والبطالة لن يفكر أبداً فى مسؤلية الحاكم عن ذلك، بل يرجع ذلك إلى أحد إحتمالين: إما أنه قد قصَّر فى العبادة ولذلك فإن الله يعاقبه، أو أن الله يختبره بهذا الشقاء فعليه أن يصبر ولا يعترض .
* كان ذلك جزءا من مقال للكاتب المصري (خالد حسين) عن التدين البديل، وكلي ثقة أن ما ينطبق على شعب مصر، ينطبق علينا وعلى كل الشعوب الاسلامية التي انحدرت الى قعر قائمة التخلف والمتخلفين، بعد ان كانت اكثر شعوب العالم حضارة وإزدهارا في الزمن القديم. يعتقدون أن التدين المظهري هو الدين الحقيقي الذي أنزله الله على الناس، يصومون ويصلون ويخرجون من المساجد الى ممارسة الظلم والقهر والتعذيب وأكل أموال الناس بالباطل وإهدار حقوق الآخرين وانتهاك كرامتهم وإنسانيتهم ويعتقدون أنهم أدوا ما عليهم الى الله وهم واثقون من دخولهم الجنة، ولا يدركون أن الجنة لا يدخلها الا من حسن دينه ومعاملته للناس وخلق الله أجمعين !
////////////////////////
* الكثير من أفراد الأمن والشرطة ملتزمون دينياً، يؤدون الصلاة فى أوقاتها ويصومون ويحجون إلى بيت الله، لكن ذلك لا يمنعهم أبداً من ممارسة عملهم اليومي فى التعذيب والضرب وانتهاك إنسانية وحقوق المعتقلين !
* كثير من المسلمين يؤدون فرائض الدين بإخلاص لكنهم في حياتهم اليومية يتصرفون بطريقة أبعد ما تكون عن الدين، ففى شهر رمضان نشرت إحدى الصحف تحقيقاً عن المستشفيات العامة ساعة الإفطار، لتكتشف أن معظم الأطباء يتركون المرضى بدون رعاية، حتى يتمكنوا من أداء صلاة التراويح! والذين يفعلون ذلك ليسوا جهلاء، بل هم أطباء متعلمون، لكنهم ببساطة يعتبرون أن صلاة التراويح أهم بكثير من رعاية المرضى ..!! إذن المسألة ليست مجرد نفاق أو جهل، وإنما هي فهم خاطئ للدين يؤدي إلى نوع من التدين الظاهري الذي يشكل بديلاً عن الدين الحقيقي.
* وهذا التدين البديل مريح وخفيف ولا يكلف جهداً ولا ثمناً لأنه يحصر الدين في الشعائر والمظاهر. فالدفاع عن مبادىء الإسلام الحقيقية، التي هي العدل والحرية والمساواة، مسألة محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي بك إلى السجن وقطع الرزق والتشريد. أما التدين البديل فلن يكلفك شيئاً، وهو يمنحك إحساساً كاذباً بالطمأنينة والرضا عن النفس .
* الذين يتبنون التدين البديل يصومون ويصلون، ويحيون الناس بتحية الإسلام ويلزمون زوجاتهم وبناتهم بالحجاب، وربما اشتركوا في مظاهرة ضد الرسوم الدنماركية أو منع الحجاب فى فرنسا. وهم يعتقدون بعد ذلك أنهم قد أدوا واجبهم الديني كاملاً غير منقوص.
* المتدين البديل لا يعتقد أساساً أن له حقوقاً سياسية كمواطن أو أن لغيره حقوقا سياسية، وفكرة الديمقراطية لا تشغله، وأقصى ما يفعله بهذا الصدد أن يدعو الله "أن يولى علينا من يصلح" ، ثم يحدثك بحماس عن الخلفاء العظام مثل عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز، بدون أن يجهد نفسه في الإقتداء بهم أو الإلمام بما كانوا يفعلون والانتصار للعدل وحقوق الإنسان حتى لغير المسلمين.
* لذلك تجد ان الأنظمة الإستبدادية تحرص حرصا دائماً على إنتشار التدين البديل، فالمتدين البديل هو المواطن النموذجي في عرف الحاكم المستبد، لأنه يعيش ويموت بجوار الحائط، دائماً فى حاله، لا يعترض أبداً على الحاكم، ويقصر إعتراضاته إما على ما يحدث خارج بلده، أو على أشياء لا تزعج النظام فى شىء، كرقصة أدتها راقصة أو فستان إرتدته ممثلة في أحد الافلام.
* والأنظمة الدكتاتورية ترحب تماماً بالتدين البديل لأنه يعفيها من المسؤلية. ففي عرف الإسلام الحقيقى يكون الحاكم هو المسؤل الأول عن مشاكل المواطنين فى بلاده، أما المتدين البديل فعندما يعانى من الفقر والبطالة لن يفكر أبداً فى مسؤلية الحاكم عن ذلك، بل يرجع ذلك إلى أحد إحتمالين: إما أنه قد قصَّر فى العبادة ولذلك فإن الله يعاقبه، أو أن الله يختبره بهذا الشقاء فعليه أن يصبر ولا يعترض .
* كان ذلك جزءا من مقال للكاتب المصري (خالد حسين) عن التدين البديل، وكلي ثقة أن ما ينطبق على شعب مصر، ينطبق علينا وعلى كل الشعوب الاسلامية التي انحدرت الى قعر قائمة التخلف والمتخلفين، بعد ان كانت اكثر شعوب العالم حضارة وإزدهارا في الزمن القديم. يعتقدون أن التدين المظهري هو الدين الحقيقي الذي أنزله الله على الناس، يصومون ويصلون ويخرجون من المساجد الى ممارسة الظلم والقهر والتعذيب وأكل أموال الناس بالباطل وإهدار حقوق الآخرين وانتهاك كرامتهم وإنسانيتهم ويعتقدون أنهم أدوا ما عليهم الى الله وهم واثقون من دخولهم الجنة، ولا يدركون أن الجنة لا يدخلها الا من حسن دينه ومعاملته للناس وخلق الله أجمعين !
////////////////////////