أقوالٌ تهزأ بها أفعال ..!
هيثم الفضل
4 December, 2022
4 December, 2022
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
في إعتقادي أن المرض العُضال المُسمى بـ (عدم الحياء) من ما تبَّدى بالأمس من عورات ، وفق الإعتماد على ضعف ذاكرة الآخرين ، يبدأ من مُجمل الاٌقوال قبل الأفعال ، إذ يعتقد المريض بهذا الداء أنه قادر على محو آثار وتبعات سوءاته ، بمُجرَّد (المراوغة) و(التعديل التكتيكي) في أقواله ، والمراوغة في الأقوال تبدأ بالكذب الجهير وتنتهي بالتلفيق والتخوين وأحياناً البذاءة ، خصوصاً في عالم السياسية ، ثم بالأخص في وضعنا هذا الذي إنقلبت فيه الموازين وإستأسد فيه الإنتهازيون ، وغُدِر فيه بالوطنيين الأحرار أصحاب البذل والعطاء والوفاء للوطن والأمة ، أقول ما سبق وبين يدي بيان صدر أول أمس ممن يسمون أنفسهم كُتلة نداء السودان وفي روايةٍ أخرى (قوى الحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية) ، أما العامة فيسمونهم (الأرادلة) وأحياناً الفلول ، لكن ما علينا بأسمائهم وصفاتهم ، ودعونا نتأمِّل فيما أدلت به قوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية من (شعارات وهمية) عبر بيانها ( المُخادع) ، وبين ظهرانيكم بعضاً من مقتطفاته : (إن قضايا الشهداء والجرحى والمفقودين لا تسقط بالتقادُم ، وقضايا العدالة وعدم الإفلات من العقاب مطلب أساسي لتحقيق انتقال ديمقراطي مُستدام ، وأضافت في صُلب البيان : يجب ألا تكون قضايا العدالة الانتقالية محلاً للمساومات وأداةً للابتزاز السياسي ، وأشارت إلى أن الالتزام بتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان وإستكماله بالتواصل مع غير المُوقِّعين هو السبيل الوحيد لوقف النزاعات والحروب في البلاد ، كما أشار البيان إلى أنّ قضية شرق السودان وطنية وجوهرية وعادلة ولا يمكن تجاوزها في أي معادلة للحل ، ومكونات شرق السودان يجب أن تكون من الأطراف الموقعة على أي اتفاق سياسي قادم).
ها هُم الذين نادوا وطالبوا البرهان إبان حكومة حمدوك الثانية بأن (يُسرع) ويُعجِّل بالإنقلاب من أجل (تصحيح) المسار ، أو بالأحرى (إفساح المجال) للمزيد من إراقة دماء الشهداء ، الذين كان سحلهم وقتلهم معلوم بالضرورة لكل الذين نادوا ودعموا إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم ، وهل كان جبريل وأردول وعسكوري والتوم هجو ومن شايعهم وخاض معهم في المُستنقع الآسِن لدعم الإنقلاب على المسار الديموقراطي في موضع شك أن شباب الثورة وشاباتها لن يتوقفوا عن المُضي قُدماً في مسيرة مناهضة الظلم والفساد والمُناداة بالدولة المدنية المُستحقة ، وأن آلة الإنقلاب الفاجرة لن تتوقَّف عن سحلهم ومطاردتهم وقتلهم ؟ ، كلا كانوا يعلمون أنهم بوقوعهم في تلك الخطيئة الفادحة يفتحون أبواباً مُشرعة لقتل المتظاهرين في عهد تحالفهم مع اللجنة الأمنية للبشير بعد 25 أكتوبر ، أما الآن وقد إنقشع غُبار العاصفة و إستبانت الحقيقة ، فقد غالَّبهم داء إنعدام الحياء وسكرة الذي يهوي من عرش السلطة مُجبراً ومُثقلاً بالآثام والخطايا ، أصبحوا ينثرون البيانات ويزيِّنونها بالعبارات التي يظنون أنها ستخدع العامة ، يتحدثون عن الشهداء وحقهم في القصاص وأن قضاياهم لا تسقط بالتقادم ، نقول لهم لقد حاولتم في ظلامٍ حالِك أن تُسقطوها (بالتقاعس) و(التهاون) و(التآمُر) ولكن الله أفشلكم وأثبت بياناً بالعمل وعبر إرادة الشارع الثوري الجبّاَر بأنها فعلاً لا قولاً لا تسقط ولن تسقُط لا بالتقادُم ولا بالتآمُر ولا بالتخاذُل ، ما ظلت راية المُناداة بالحرية والعدالة والمساوة مرفوعة على أكتاف شعب السودان الذي حباه رب العالمين بثروة (الوعي) قبل ثروة (المال والموارد) ، و إن غداً لناظره قريب.
haythamalfadl@gmail.com
سفينة بَوْح -
في إعتقادي أن المرض العُضال المُسمى بـ (عدم الحياء) من ما تبَّدى بالأمس من عورات ، وفق الإعتماد على ضعف ذاكرة الآخرين ، يبدأ من مُجمل الاٌقوال قبل الأفعال ، إذ يعتقد المريض بهذا الداء أنه قادر على محو آثار وتبعات سوءاته ، بمُجرَّد (المراوغة) و(التعديل التكتيكي) في أقواله ، والمراوغة في الأقوال تبدأ بالكذب الجهير وتنتهي بالتلفيق والتخوين وأحياناً البذاءة ، خصوصاً في عالم السياسية ، ثم بالأخص في وضعنا هذا الذي إنقلبت فيه الموازين وإستأسد فيه الإنتهازيون ، وغُدِر فيه بالوطنيين الأحرار أصحاب البذل والعطاء والوفاء للوطن والأمة ، أقول ما سبق وبين يدي بيان صدر أول أمس ممن يسمون أنفسهم كُتلة نداء السودان وفي روايةٍ أخرى (قوى الحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية) ، أما العامة فيسمونهم (الأرادلة) وأحياناً الفلول ، لكن ما علينا بأسمائهم وصفاتهم ، ودعونا نتأمِّل فيما أدلت به قوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية من (شعارات وهمية) عبر بيانها ( المُخادع) ، وبين ظهرانيكم بعضاً من مقتطفاته : (إن قضايا الشهداء والجرحى والمفقودين لا تسقط بالتقادُم ، وقضايا العدالة وعدم الإفلات من العقاب مطلب أساسي لتحقيق انتقال ديمقراطي مُستدام ، وأضافت في صُلب البيان : يجب ألا تكون قضايا العدالة الانتقالية محلاً للمساومات وأداةً للابتزاز السياسي ، وأشارت إلى أن الالتزام بتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان وإستكماله بالتواصل مع غير المُوقِّعين هو السبيل الوحيد لوقف النزاعات والحروب في البلاد ، كما أشار البيان إلى أنّ قضية شرق السودان وطنية وجوهرية وعادلة ولا يمكن تجاوزها في أي معادلة للحل ، ومكونات شرق السودان يجب أن تكون من الأطراف الموقعة على أي اتفاق سياسي قادم).
ها هُم الذين نادوا وطالبوا البرهان إبان حكومة حمدوك الثانية بأن (يُسرع) ويُعجِّل بالإنقلاب من أجل (تصحيح) المسار ، أو بالأحرى (إفساح المجال) للمزيد من إراقة دماء الشهداء ، الذين كان سحلهم وقتلهم معلوم بالضرورة لكل الذين نادوا ودعموا إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم ، وهل كان جبريل وأردول وعسكوري والتوم هجو ومن شايعهم وخاض معهم في المُستنقع الآسِن لدعم الإنقلاب على المسار الديموقراطي في موضع شك أن شباب الثورة وشاباتها لن يتوقفوا عن المُضي قُدماً في مسيرة مناهضة الظلم والفساد والمُناداة بالدولة المدنية المُستحقة ، وأن آلة الإنقلاب الفاجرة لن تتوقَّف عن سحلهم ومطاردتهم وقتلهم ؟ ، كلا كانوا يعلمون أنهم بوقوعهم في تلك الخطيئة الفادحة يفتحون أبواباً مُشرعة لقتل المتظاهرين في عهد تحالفهم مع اللجنة الأمنية للبشير بعد 25 أكتوبر ، أما الآن وقد إنقشع غُبار العاصفة و إستبانت الحقيقة ، فقد غالَّبهم داء إنعدام الحياء وسكرة الذي يهوي من عرش السلطة مُجبراً ومُثقلاً بالآثام والخطايا ، أصبحوا ينثرون البيانات ويزيِّنونها بالعبارات التي يظنون أنها ستخدع العامة ، يتحدثون عن الشهداء وحقهم في القصاص وأن قضاياهم لا تسقط بالتقادم ، نقول لهم لقد حاولتم في ظلامٍ حالِك أن تُسقطوها (بالتقاعس) و(التهاون) و(التآمُر) ولكن الله أفشلكم وأثبت بياناً بالعمل وعبر إرادة الشارع الثوري الجبّاَر بأنها فعلاً لا قولاً لا تسقط ولن تسقُط لا بالتقادُم ولا بالتآمُر ولا بالتخاذُل ، ما ظلت راية المُناداة بالحرية والعدالة والمساوة مرفوعة على أكتاف شعب السودان الذي حباه رب العالمين بثروة (الوعي) قبل ثروة (المال والموارد) ، و إن غداً لناظره قريب.
haythamalfadl@gmail.com