كأس العالم 2022م .. (المغرب) الفرح القادم من أقصى
غسان عثمان
12 December, 2022
12 December, 2022
ghassanworld@gmail.com
ظلت كتب المؤرخين في الحضارة العربية ومن قديم تشير إلى أن مراكز الوعي والاستنارة مَشرقية الجغرافيا، ولذا فإن امتيازاً ما استقر في العقل المشرقي، ومركزية ما اعتقد أنه أستوفى شروطها وبات يملكها إلى الأبد، وفي ذلك حق تاريخي، كون المشرق كان مَهد الخلافة، بل قبل ذلك مهبط الدين، وأن الدول الكبرى في الإسلام قامت فيه، وأن اللغة العربية من فضائه انطلقت، ولكنه حينما كانوا يضطرون إلى الاعتراف بالمغرب العربي فإنهم يستخدمون دلالة معبرة عن طبيعة تكوينهم الثقافي، قلنا كانوا يشيرون إلى المغرب العربي الكبير بدالة جغرافية فيقولون: (المغرب الأقصى) وفي الأمر إشارة إلى البعد المكاني وكذلك الوجداني، وفي الواقع أن هذه المسافة الشاسعة بين بغداد حينها وبين المغرب استحالت إلى مزاجين، مشرقي ومغربي، الأول تكدست فيه القوميات العربية (فالعروبة قومية القوميات، كما يقول الجابري) والتحمت بالفارسية والرومانية مشكلةً حضوراً لعلوم الكلام والبيان في أبهى صورة للثقافة العربية، والمزاج الثاني (المغاربي) كان الأقرب إلى حواضر المنطق والفلسفة اتصالاً باليونان، ولذا كان ابن رشد الفيلسوف الكبير ذي نزعة عقلانية يقيس كل شيء بالتجربة والمراقبة والاختبار، وصح لنا القول بإن الشخصية المغربية تمثلت هذا الوعي، الوعي بالعالم إذ هو في حدوث مستمر.
إن هذه المقدمة التي كتبناها هنا جاءت بدافع من مشاهداتنا الفرح الكبير الذي انتظم المسلمين والعرب والأفارقة، فرحٌ قد يبدو عادياً إذا أخضعناه لقوانين الرياضة بين غالب ومغلوب، لكن ولأن الرياضة تعبير عن شكل من أشكال الظاهرة الاجتماعية، أي أنها بُنية من بُناها التي تمتاز بصفة الشمول والعمومية، فالفريق الذي يلعب مرتدياً شعار بلاده فهو حينها نموذجاً مصغراً من هويةٍ جمعية، والتشجيع والتأييد والمؤازرة التي يجدها لهي تعبير كذلك عن أنه يمثل فيما يقوم به من حركة ولعب، يمثل آخرين يجدون فيه معنىً اجتماعياً إذ يلعب باسمهم، وفوزه يحقق لهم انتصاراً ذاتياً قبل أن يكون للجميع، والرياضة عندي وكرة القدم على وجه الخصوص وجدت هذه الشعبية ليس فقط لأنها جماعية، فكثيرة هي الرياضات الجماعية، بل لأنها ارتبطت بجملة الولاءات الضيقة داخل المجتمعات، ولذا فإن هذه الولاءات تختفي حين يلعب الفريق القومي لأي بلد، هي إذن تلخيص لجدل الهواية والهوية والبحث عن اللذة في الانتصار، وبدا لي أن كأس العالم الذي قهرت به قطر كل الذين شككوا في قدراتها، وقدمت للعرب وللعالم تنظيماً محكماً وإنسانياً وليس فقط لأنها امتلكت القدرات المالية، بل لأن القائمين على أمرها استشعروا أهمية دورهم كونهم تمثيلاً لشعوب حُكم عليها أن تظل مصنفةً في خانة (دول العالم الثالث)، فشكراً لدوحة العرب.
كما إن مظاهر الفرح التي امتلأت بها شوارع العرب والأفارقة احتفالاً بفوز منتخب المغرب، بدأت لي أكثر من فرحة، وأكثر من ظننا أنها مجرد نشوة عابرة، ظني أن في انتصار المغرب على الكبار من الأوروبيين (أسبانيا، والبرتغال) فيه رمزية بسبب أن هذه الدول ليست فقط تملك فرقاً كرويةً قوية، بل أنها تنتمي إلى دول العالم الأول، وبالتالي ينبغي أن تكون الأولى في كل شيء، إلى أن جاء انتصار المغرب والعزيمة التي ظهر بها لاعبوه، والشجاعة المتبدية في الأداء، فقد أظهر المغاربة مقاومة أحالت اللعب إلى معركة، معركة حضارية وإنسانية، إنني أعترف بأن علاقتي بكرة القدم ليست على ما يرام منذ سنين طويلة، ولكن ما شدني هو لماذا فَرحَ الناس بهذا الانتصار بصورة أقرب إلى الهستريا؟ وبعد متابعات لفيديوهات وكتابات على جدران وسائل التواصل الاجتماعي، شدني جداً أن الجميع لم يهنئوا المنتخب المغربي فقط، بل عبروا عن فرح يخصهم بصورة أكثر من عامة، وجدت البعض كتبَ (فعلها) المغاربة، ومن الضرورة أن يكون (الفعل) المقصود هنا شيئاً لم يتوفر للذاكرة العربية وشعوبها منذ سنوات، فما هو هذا الفعل؟ وتوصلت إلى أن الذي يريده الفرحون بهذا الانتصار أن يقولوا: استطاعت دولة عربية – إفريقية – مسلمة أن تضايق المزاج الخاص لدولتين من دول العالم الأول، وهذه المضايقة هي رد للاعتبار وإنصاف لذات متحرقة ومحرومة من الفرحة بالإنجاز، وهذا سلوك تعويضي يختاره من يعجز عن المواجهة لأسباب لا تتعلق بقِصر الهمة، بل بواقعيتها، لقد وجد الفرحون بهذا الانتصار تعويضاً عن انهيارات الواقع والإنسان العربي، واقعه المنهار تحت الضوائق الاقتصادية، والحروب الثقافية الأهلية، والصراعات ذات الطابع الديني الطائفي، وكذلك التضييق على الحريات الفردية، فجمعهم هذا الانتصار وقفز فوق كل الاختلافات والتباينات، وهذه ميزة الرياضة، أن لها هوية خاصة تُخضع بها المختلفين إلى وحدة جماعية، وأثبت لي ذلك أن بين العرب الكثير من عناصر القوة والانتماء الموحد، أكثر من مظاهر الفرقة البادية على شاشات التلفزة وفوق سطور الصحف السيارة، ويبدو أن هذا المكبوت قد وجد ضالته وانطلق عندما صادمت المغرب وهي دولة من عالم منسي في نظر أوروبا وحضارتها، كونه ينتمي بالجغرافيا إلى إفريقيا وبالدين إلى الإسلام المتهم هو الآخر بالعدو الجديد، قلنا صنعت هذه المصادمة سحرها في نفوس العرب والمسلمين، إذ اقتصت لهم المغرب من مُلاك العالم الجديد، الموصوف زيفاً بالعالم الحُر، والحقيقة أن الشعوب العربية تعيش حالات سيئة من الاعتراف بالذات، بل هي مرهونة إلى لعبٍ آخر سياسيٍ واقتصادي واجتماعي كذلك، ومن الواضح أن فوز المغرب حرك كامن هذا العنف الرمزي الممارس على الحضارة العربية، وحقق شيئاً ولو يسيراً من هزيمة الآخر الذي لا يعترف لهم بأية خصوصية، وبالتالي يحرمهم حتى من المساهمة في إعادة تشكيل العالم.
ولعل المظهر الجوهري في فوز المنتخب المغربي الأخير يدل على أن الانتصار لا يعتمد فقط على القدرات والإمكانات المادية البحتة، بل أنه وبالعزيمة والإصرار، بل وبالوعي والإرادة يمكن للمغلوب إلى يتحول إلى غالب، غالب لمن يملك كل شروط التقدم، وأعجبني قول مدرب المغرب إن السر في هذا النجاح يعود إلى أنهم (أسرة) أي أن رابطة قوية هي التي قادتهم لتحقيق هذا النصر، رابطة فحواها أنهم يلعبون باسم كل الشعوب العربية والإفريقية المغلوبة، وقد وضح لمن تابعوا المباريات وجود أمهات اللاعبين المغاربة على المدرجات مما ذكرني بفتوة عربية قديمة كانت النساء فيها يلعبن دور المحرض على المواجهة والقتال، هن هنا شقائق بحق، فما بالك بالأم التي تَرقُب ابنها وهو يمثل ليس بلده فقط بل أمته كذلك، إن الإرادة لدي اللاعبين كانت مضاعفة لوجود هذا المعنى الإنساني الخالد بين الأم وأبنها.
بحق لقد انتظم الفرح مواقع عديدة المشتغل بكرة القدم ومن لا يحفلون بها كثيراً، إذ يكفي أن يصل إلى أسماعهم أن فريقاً عربياً هزم وعن جدارة فُرقً عُرفت بريادتها وتحقيقها البطولات، لقد انفلت الفرح في وجدان العرب والمسلمين والأفارقة بهذا الانتصار التاريخي للمغرب، وهدرت الجماهير تهتف بصورة أقرب إلى الاحتجاج منها إلى الفرح، تهتف بحياة المغرب المُبعد هنا في الذاكرة العربية كونه (أقصى) ولم يعتد الوعي الإنساني أن ينصرف إلا إلى الأمام، ونظره مثبتٌ على وجه بصورة مستقيمة، إذا استطاع الأقصى أن يتحول إلى (مركز) بفضل عزيمة المغاربة، وقدرتهم وإرادتهم الغّلابة لتحقيق هذا الفوز العظيم. شكراً للملكة المغربية وأبطالها، ومبروك لنا جميعاً..
///////////////////////////
ظلت كتب المؤرخين في الحضارة العربية ومن قديم تشير إلى أن مراكز الوعي والاستنارة مَشرقية الجغرافيا، ولذا فإن امتيازاً ما استقر في العقل المشرقي، ومركزية ما اعتقد أنه أستوفى شروطها وبات يملكها إلى الأبد، وفي ذلك حق تاريخي، كون المشرق كان مَهد الخلافة، بل قبل ذلك مهبط الدين، وأن الدول الكبرى في الإسلام قامت فيه، وأن اللغة العربية من فضائه انطلقت، ولكنه حينما كانوا يضطرون إلى الاعتراف بالمغرب العربي فإنهم يستخدمون دلالة معبرة عن طبيعة تكوينهم الثقافي، قلنا كانوا يشيرون إلى المغرب العربي الكبير بدالة جغرافية فيقولون: (المغرب الأقصى) وفي الأمر إشارة إلى البعد المكاني وكذلك الوجداني، وفي الواقع أن هذه المسافة الشاسعة بين بغداد حينها وبين المغرب استحالت إلى مزاجين، مشرقي ومغربي، الأول تكدست فيه القوميات العربية (فالعروبة قومية القوميات، كما يقول الجابري) والتحمت بالفارسية والرومانية مشكلةً حضوراً لعلوم الكلام والبيان في أبهى صورة للثقافة العربية، والمزاج الثاني (المغاربي) كان الأقرب إلى حواضر المنطق والفلسفة اتصالاً باليونان، ولذا كان ابن رشد الفيلسوف الكبير ذي نزعة عقلانية يقيس كل شيء بالتجربة والمراقبة والاختبار، وصح لنا القول بإن الشخصية المغربية تمثلت هذا الوعي، الوعي بالعالم إذ هو في حدوث مستمر.
إن هذه المقدمة التي كتبناها هنا جاءت بدافع من مشاهداتنا الفرح الكبير الذي انتظم المسلمين والعرب والأفارقة، فرحٌ قد يبدو عادياً إذا أخضعناه لقوانين الرياضة بين غالب ومغلوب، لكن ولأن الرياضة تعبير عن شكل من أشكال الظاهرة الاجتماعية، أي أنها بُنية من بُناها التي تمتاز بصفة الشمول والعمومية، فالفريق الذي يلعب مرتدياً شعار بلاده فهو حينها نموذجاً مصغراً من هويةٍ جمعية، والتشجيع والتأييد والمؤازرة التي يجدها لهي تعبير كذلك عن أنه يمثل فيما يقوم به من حركة ولعب، يمثل آخرين يجدون فيه معنىً اجتماعياً إذ يلعب باسمهم، وفوزه يحقق لهم انتصاراً ذاتياً قبل أن يكون للجميع، والرياضة عندي وكرة القدم على وجه الخصوص وجدت هذه الشعبية ليس فقط لأنها جماعية، فكثيرة هي الرياضات الجماعية، بل لأنها ارتبطت بجملة الولاءات الضيقة داخل المجتمعات، ولذا فإن هذه الولاءات تختفي حين يلعب الفريق القومي لأي بلد، هي إذن تلخيص لجدل الهواية والهوية والبحث عن اللذة في الانتصار، وبدا لي أن كأس العالم الذي قهرت به قطر كل الذين شككوا في قدراتها، وقدمت للعرب وللعالم تنظيماً محكماً وإنسانياً وليس فقط لأنها امتلكت القدرات المالية، بل لأن القائمين على أمرها استشعروا أهمية دورهم كونهم تمثيلاً لشعوب حُكم عليها أن تظل مصنفةً في خانة (دول العالم الثالث)، فشكراً لدوحة العرب.
كما إن مظاهر الفرح التي امتلأت بها شوارع العرب والأفارقة احتفالاً بفوز منتخب المغرب، بدأت لي أكثر من فرحة، وأكثر من ظننا أنها مجرد نشوة عابرة، ظني أن في انتصار المغرب على الكبار من الأوروبيين (أسبانيا، والبرتغال) فيه رمزية بسبب أن هذه الدول ليست فقط تملك فرقاً كرويةً قوية، بل أنها تنتمي إلى دول العالم الأول، وبالتالي ينبغي أن تكون الأولى في كل شيء، إلى أن جاء انتصار المغرب والعزيمة التي ظهر بها لاعبوه، والشجاعة المتبدية في الأداء، فقد أظهر المغاربة مقاومة أحالت اللعب إلى معركة، معركة حضارية وإنسانية، إنني أعترف بأن علاقتي بكرة القدم ليست على ما يرام منذ سنين طويلة، ولكن ما شدني هو لماذا فَرحَ الناس بهذا الانتصار بصورة أقرب إلى الهستريا؟ وبعد متابعات لفيديوهات وكتابات على جدران وسائل التواصل الاجتماعي، شدني جداً أن الجميع لم يهنئوا المنتخب المغربي فقط، بل عبروا عن فرح يخصهم بصورة أكثر من عامة، وجدت البعض كتبَ (فعلها) المغاربة، ومن الضرورة أن يكون (الفعل) المقصود هنا شيئاً لم يتوفر للذاكرة العربية وشعوبها منذ سنوات، فما هو هذا الفعل؟ وتوصلت إلى أن الذي يريده الفرحون بهذا الانتصار أن يقولوا: استطاعت دولة عربية – إفريقية – مسلمة أن تضايق المزاج الخاص لدولتين من دول العالم الأول، وهذه المضايقة هي رد للاعتبار وإنصاف لذات متحرقة ومحرومة من الفرحة بالإنجاز، وهذا سلوك تعويضي يختاره من يعجز عن المواجهة لأسباب لا تتعلق بقِصر الهمة، بل بواقعيتها، لقد وجد الفرحون بهذا الانتصار تعويضاً عن انهيارات الواقع والإنسان العربي، واقعه المنهار تحت الضوائق الاقتصادية، والحروب الثقافية الأهلية، والصراعات ذات الطابع الديني الطائفي، وكذلك التضييق على الحريات الفردية، فجمعهم هذا الانتصار وقفز فوق كل الاختلافات والتباينات، وهذه ميزة الرياضة، أن لها هوية خاصة تُخضع بها المختلفين إلى وحدة جماعية، وأثبت لي ذلك أن بين العرب الكثير من عناصر القوة والانتماء الموحد، أكثر من مظاهر الفرقة البادية على شاشات التلفزة وفوق سطور الصحف السيارة، ويبدو أن هذا المكبوت قد وجد ضالته وانطلق عندما صادمت المغرب وهي دولة من عالم منسي في نظر أوروبا وحضارتها، كونه ينتمي بالجغرافيا إلى إفريقيا وبالدين إلى الإسلام المتهم هو الآخر بالعدو الجديد، قلنا صنعت هذه المصادمة سحرها في نفوس العرب والمسلمين، إذ اقتصت لهم المغرب من مُلاك العالم الجديد، الموصوف زيفاً بالعالم الحُر، والحقيقة أن الشعوب العربية تعيش حالات سيئة من الاعتراف بالذات، بل هي مرهونة إلى لعبٍ آخر سياسيٍ واقتصادي واجتماعي كذلك، ومن الواضح أن فوز المغرب حرك كامن هذا العنف الرمزي الممارس على الحضارة العربية، وحقق شيئاً ولو يسيراً من هزيمة الآخر الذي لا يعترف لهم بأية خصوصية، وبالتالي يحرمهم حتى من المساهمة في إعادة تشكيل العالم.
ولعل المظهر الجوهري في فوز المنتخب المغربي الأخير يدل على أن الانتصار لا يعتمد فقط على القدرات والإمكانات المادية البحتة، بل أنه وبالعزيمة والإصرار، بل وبالوعي والإرادة يمكن للمغلوب إلى يتحول إلى غالب، غالب لمن يملك كل شروط التقدم، وأعجبني قول مدرب المغرب إن السر في هذا النجاح يعود إلى أنهم (أسرة) أي أن رابطة قوية هي التي قادتهم لتحقيق هذا النصر، رابطة فحواها أنهم يلعبون باسم كل الشعوب العربية والإفريقية المغلوبة، وقد وضح لمن تابعوا المباريات وجود أمهات اللاعبين المغاربة على المدرجات مما ذكرني بفتوة عربية قديمة كانت النساء فيها يلعبن دور المحرض على المواجهة والقتال، هن هنا شقائق بحق، فما بالك بالأم التي تَرقُب ابنها وهو يمثل ليس بلده فقط بل أمته كذلك، إن الإرادة لدي اللاعبين كانت مضاعفة لوجود هذا المعنى الإنساني الخالد بين الأم وأبنها.
بحق لقد انتظم الفرح مواقع عديدة المشتغل بكرة القدم ومن لا يحفلون بها كثيراً، إذ يكفي أن يصل إلى أسماعهم أن فريقاً عربياً هزم وعن جدارة فُرقً عُرفت بريادتها وتحقيقها البطولات، لقد انفلت الفرح في وجدان العرب والمسلمين والأفارقة بهذا الانتصار التاريخي للمغرب، وهدرت الجماهير تهتف بصورة أقرب إلى الاحتجاج منها إلى الفرح، تهتف بحياة المغرب المُبعد هنا في الذاكرة العربية كونه (أقصى) ولم يعتد الوعي الإنساني أن ينصرف إلا إلى الأمام، ونظره مثبتٌ على وجه بصورة مستقيمة، إذا استطاع الأقصى أن يتحول إلى (مركز) بفضل عزيمة المغاربة، وقدرتهم وإرادتهم الغّلابة لتحقيق هذا الفوز العظيم. شكراً للملكة المغربية وأبطالها، ومبروك لنا جميعاً..
///////////////////////////