أشباه الفلول ..!بقلم: هيثم الفضل
هيثم الفضل
17 January, 2023
17 January, 2023
haythamalfadl@gmail.com
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
من بركات ثورة ديسمبر المجيدة ، أنها بحمد الله قد مايزت بين الصفوف ، وأجبرت الكثير مِن مَنْ كانوا في بدايات الثورة يدَّعون الثورية والوقوف مع مطالب الثُّوار العادلة ، رغم أنهم في حقيقة الأمر كانوا (أشباه فلول) بإعتبار أنهم لم ينخرطوا تنظيمياً في صفوف المؤتمر الوطني المحلول ، على الظهور في العلن والطفو خارج أعماق مُستنقع الخيانة الوطنية ، والمُجاهرة بما تُخفيه صدورهم من عداء وضغينة تجاه مبدأ التحوُّل الديموقراطي ومُناصريه ، هم أولئك الذين تتضارب مصالحهم الخاصة مع منهج العدالة والمساوة والحرية ، يعتمدون في كسب عيشهم على أدوات هدَّامة ، وبيئة قذرة أهم مواصفتها وإشتراطاتها غياب دولة القانون والعدالة والمؤسسات المُحايدة ، هذا فضلاً عن سيادة مبدأ (عُلوهِم) على الآخرين بمُجرَّد إحتكارهم للنفوذ والقوة والعلاقات الموطَّدة مع نافذي المؤتمر الوطني المحلول عبر موازين (المكاسب اللاشرعية المُشتركة) ، إنهم رُعاة الفساد وأساطين الأنانية التي بلغت بهم مبلغ أن يضحوا لأجل إستمرار فسادهم بأمةٍ بأكمالها ووطنٍ بُذلت دونه المُهج والأرواح ، أذيال الفلول هم أخطر من الفلول أنفسم لأن الفلول الحقيقين على الأقل يبذلون قدراً من مالهم وطاقاتهم وفكرهم مُستهدفين (التوطيد السياسي) وما تبقى من جُهد يبذلونه لأغراض الفساد والكسب الحرام عبر نهب موارد البلاد والعباد ، أما أذيال الفلول فهم متفرِّغون لا شُغل ولا شاغل لهم سوى إمتطاء رقاب الضُعفاء والخوض في مُستنقع (حماية) مصالحهم الخاصة التي لا يستقيم أمر رعايتها والإبقاء عليها في وجود دولة مؤسسات وقانون وعدالة.
أذيال الفلول أصبحوا اليوم وقد بدأت إشراقات عودة مسارات التحوُّل الديموقراطي تومضُ من جديد ، أكثر شراسةً من الكيزان الأصليين أصحاب المصلحة الحقيقية في وأد وإغتيال الثورة ، فهُم في هذا التوقيت بالذات ليسوا مدفوعين من أحد بما في ذلك الكيزان أنفسهم ، هم فقط يدفعهم الخوف والهلع من ما ينتظرهم من (منافسة) شريفة في قطاعات عديدة ظلوا يحتكرونها ويثرون منها تقاسُماً ومُشاركةً مع نافذي سُلطة الإنقاذ البائدة التي يتمنون ويحلمون بعودتها مرةً أخرى ولو بلغت الدماء الحناجر ، أذيال الفلول جميعهم مُصطنعين من النظام البائد عندما إستعصى عليه دفع الكثير من القوى الوطنية الحزبية والمهنية والمطلبية والشجعان من رجالات الإدارة الأهلية والطرق الصوفية إلى مساندة وتأييد السُلطة الجائرة ، بعد محاولات عديدة كانت بداياتها بالترغيب والإغراء ونهاياتها بالترهيب والمُلاحقات والتشريد والإفقار ، لذلك إضطر النظام البائد إلى صناعة (بداائل كرتونيه) لتلك المكوِّنات تمثلَّت في الأحزاب السياسية الوهمية التي لا سند لها في الشارع ، والنقابات والإتحادات المًشيَّدة بأمر السلطة وإنتخاباتها الباطلة والمزوَّرة ، ثم إختيار بعض ضعاف النفوس من منبوذي القبائل ومنحهم ألقاباً لا يمتلكونها ولا يستحقونها ولا تعترف بها قبائلهم وبيوتاتهم العرقية ، وهم للحقيقة المحضة وبلا شطط تجدهم في أغلب الأحيان بلا كفاءة ولا قدرات ولا مواهب ولا حتى قواعد جماهيرية معقولة ترفع من مقامهم عند الرأي العام ، بل في أحيانٍ كثيرة تبدو على سيماهم وتصرفاتهم ملامح من الغباء ومحدودية القُدرة حتى على الكذب والتدليس في تبرير مواقفهم المُخزية من قضايا وتحديات الشعب السوداني الماثلة الآن.
حتى الآن إستطاعت الثورة أن تهزم قيادات الدولة الكيزانية البغيضة بزجهم في السجون وإجبار أغلبهم على الهروب والتخَّفي ، كما أنها إستطاعت بنسبةٍ ما أن تهُز عرش الدولة العميقة وكيان التمكين السياسي في منظومة مؤسسات الدولة ، كما أنها أصمتت بوق المؤتمر الوطني وحصرت خطاباته السياسية في فضاء محدود بوسائل التواصل الإجتماعي ، كما أنها في طريقها الآن إلى وضع القوات العسكرية والشرطية والأمنية في مساراتها الصحيحة وإبعادها من ممارسة السياسة والتجارة ، تبقى الآن القضاء على أذيال الفلول الذين على ما يبدو أصبحوا أكثر ألماً ووجعاً من الفلول أنفسهم من ما يجري الآن من إستعدادات لعودة التحوٌّل الديموراطي ، على الثورة والثوار والقوى الوطنية الحيَّة التي تقف خلف بناء ديموقراطية السودان أن تقف بصلابة في ملحمة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو و(مُلحقاته) ، والقضاء على (أذيال) و(أشباه) فلول المؤتمر الوطني وروافده التي تم صُنعها وتغذيتها بموارد السودان وشعبه وفي مقدمتهم الأحزاب والكيانات الوهمية التي لا سند جماهيري لها ، ورجالات الإدارة الأهلية والطُرق الصوفية غير الحقيقيين والمفروضين فرضاً بأمر التمكين السياسي الكيزاني على قواعدهم الجماهيرية ، وكذلك التجُّمعات والإتحادات الجهوية والقبلية غير المتفق حولها ، وكذلك الجيوش والحركات العسكرية المُستحدثة بإسم أقاليم وجهات لم يُشارك أويُستشار أهلها في تكوينها.
/////////////////////////
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
من بركات ثورة ديسمبر المجيدة ، أنها بحمد الله قد مايزت بين الصفوف ، وأجبرت الكثير مِن مَنْ كانوا في بدايات الثورة يدَّعون الثورية والوقوف مع مطالب الثُّوار العادلة ، رغم أنهم في حقيقة الأمر كانوا (أشباه فلول) بإعتبار أنهم لم ينخرطوا تنظيمياً في صفوف المؤتمر الوطني المحلول ، على الظهور في العلن والطفو خارج أعماق مُستنقع الخيانة الوطنية ، والمُجاهرة بما تُخفيه صدورهم من عداء وضغينة تجاه مبدأ التحوُّل الديموقراطي ومُناصريه ، هم أولئك الذين تتضارب مصالحهم الخاصة مع منهج العدالة والمساوة والحرية ، يعتمدون في كسب عيشهم على أدوات هدَّامة ، وبيئة قذرة أهم مواصفتها وإشتراطاتها غياب دولة القانون والعدالة والمؤسسات المُحايدة ، هذا فضلاً عن سيادة مبدأ (عُلوهِم) على الآخرين بمُجرَّد إحتكارهم للنفوذ والقوة والعلاقات الموطَّدة مع نافذي المؤتمر الوطني المحلول عبر موازين (المكاسب اللاشرعية المُشتركة) ، إنهم رُعاة الفساد وأساطين الأنانية التي بلغت بهم مبلغ أن يضحوا لأجل إستمرار فسادهم بأمةٍ بأكمالها ووطنٍ بُذلت دونه المُهج والأرواح ، أذيال الفلول هم أخطر من الفلول أنفسم لأن الفلول الحقيقين على الأقل يبذلون قدراً من مالهم وطاقاتهم وفكرهم مُستهدفين (التوطيد السياسي) وما تبقى من جُهد يبذلونه لأغراض الفساد والكسب الحرام عبر نهب موارد البلاد والعباد ، أما أذيال الفلول فهم متفرِّغون لا شُغل ولا شاغل لهم سوى إمتطاء رقاب الضُعفاء والخوض في مُستنقع (حماية) مصالحهم الخاصة التي لا يستقيم أمر رعايتها والإبقاء عليها في وجود دولة مؤسسات وقانون وعدالة.
أذيال الفلول أصبحوا اليوم وقد بدأت إشراقات عودة مسارات التحوُّل الديموقراطي تومضُ من جديد ، أكثر شراسةً من الكيزان الأصليين أصحاب المصلحة الحقيقية في وأد وإغتيال الثورة ، فهُم في هذا التوقيت بالذات ليسوا مدفوعين من أحد بما في ذلك الكيزان أنفسهم ، هم فقط يدفعهم الخوف والهلع من ما ينتظرهم من (منافسة) شريفة في قطاعات عديدة ظلوا يحتكرونها ويثرون منها تقاسُماً ومُشاركةً مع نافذي سُلطة الإنقاذ البائدة التي يتمنون ويحلمون بعودتها مرةً أخرى ولو بلغت الدماء الحناجر ، أذيال الفلول جميعهم مُصطنعين من النظام البائد عندما إستعصى عليه دفع الكثير من القوى الوطنية الحزبية والمهنية والمطلبية والشجعان من رجالات الإدارة الأهلية والطرق الصوفية إلى مساندة وتأييد السُلطة الجائرة ، بعد محاولات عديدة كانت بداياتها بالترغيب والإغراء ونهاياتها بالترهيب والمُلاحقات والتشريد والإفقار ، لذلك إضطر النظام البائد إلى صناعة (بداائل كرتونيه) لتلك المكوِّنات تمثلَّت في الأحزاب السياسية الوهمية التي لا سند لها في الشارع ، والنقابات والإتحادات المًشيَّدة بأمر السلطة وإنتخاباتها الباطلة والمزوَّرة ، ثم إختيار بعض ضعاف النفوس من منبوذي القبائل ومنحهم ألقاباً لا يمتلكونها ولا يستحقونها ولا تعترف بها قبائلهم وبيوتاتهم العرقية ، وهم للحقيقة المحضة وبلا شطط تجدهم في أغلب الأحيان بلا كفاءة ولا قدرات ولا مواهب ولا حتى قواعد جماهيرية معقولة ترفع من مقامهم عند الرأي العام ، بل في أحيانٍ كثيرة تبدو على سيماهم وتصرفاتهم ملامح من الغباء ومحدودية القُدرة حتى على الكذب والتدليس في تبرير مواقفهم المُخزية من قضايا وتحديات الشعب السوداني الماثلة الآن.
حتى الآن إستطاعت الثورة أن تهزم قيادات الدولة الكيزانية البغيضة بزجهم في السجون وإجبار أغلبهم على الهروب والتخَّفي ، كما أنها إستطاعت بنسبةٍ ما أن تهُز عرش الدولة العميقة وكيان التمكين السياسي في منظومة مؤسسات الدولة ، كما أنها أصمتت بوق المؤتمر الوطني وحصرت خطاباته السياسية في فضاء محدود بوسائل التواصل الإجتماعي ، كما أنها في طريقها الآن إلى وضع القوات العسكرية والشرطية والأمنية في مساراتها الصحيحة وإبعادها من ممارسة السياسة والتجارة ، تبقى الآن القضاء على أذيال الفلول الذين على ما يبدو أصبحوا أكثر ألماً ووجعاً من الفلول أنفسهم من ما يجري الآن من إستعدادات لعودة التحوٌّل الديموراطي ، على الثورة والثوار والقوى الوطنية الحيَّة التي تقف خلف بناء ديموقراطية السودان أن تقف بصلابة في ملحمة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو و(مُلحقاته) ، والقضاء على (أذيال) و(أشباه) فلول المؤتمر الوطني وروافده التي تم صُنعها وتغذيتها بموارد السودان وشعبه وفي مقدمتهم الأحزاب والكيانات الوهمية التي لا سند جماهيري لها ، ورجالات الإدارة الأهلية والطُرق الصوفية غير الحقيقيين والمفروضين فرضاً بأمر التمكين السياسي الكيزاني على قواعدهم الجماهيرية ، وكذلك التجُّمعات والإتحادات الجهوية والقبلية غير المتفق حولها ، وكذلك الجيوش والحركات العسكرية المُستحدثة بإسم أقاليم وجهات لم يُشارك أويُستشار أهلها في تكوينها.
/////////////////////////