دور المؤسسة العسكرية السودانية ومستقبلها
شريف محمد شريف علي
18 January, 2023
18 January, 2023
لطالما كنت استمتع واعجب جدا بحكايات البطولة والفروسية التي كان يحكيها لنا عمي الراحل الملازم اول اسماعيل شريف الخبير بسلاح المدرعات حول معارك خاضها مع الجيش السوداني في جبهات مختلفة في لبنان والسويس وحدود السودان المختلفة. كم كان يحكي لنا من القصص واروع البطولات وعن الاوسمة ونياشين الشجاعة التي حازها في مواقع قتالية مختلفة.
انطباعي في ذلك الزمان ان الجيش السوداني مدرسة في الوطنية والزعامة كما ان افراده يتمتعون بالقوة البدنية والعقلية وحس فكاهي وخطابي عالي جدا مقارنة بمؤسسات الدولة المختلفة.
هذا ما دعاني للكتابة الان عن مستقبل المؤسسة العسكرية السودانية ودورها وتطورها.
كتبت في السابق عن ملامح لرؤية سودان ٢٠٥٠ وفيها تناولت ضرورة ابتعاد الجيش عن السياسة.
ازعجني بعض التطرف من البعض ضد المؤسسة العسكرية لذلك قررت ان افصل اكثر في هذا الامر. فأنا لا اشجع طرد الجيش عن الحكم والسياسة تماما بل لاكون اكثر دقة فانا ادعو بان تضع المؤسسة العسكرية نفسها في المكان الصحيح لتمارس دورها المنشود ورسالتها التي تتمثل في اسناد ودعم التغيير نحو سودان المستقبل بدلا عن ان تكون خصما ومعاكسا لجهود الاصلاح التي تهدف الي اعادة السودان المخطوف من قبل جماعة الانقاذ الي اهله ووضع السودان في المسار الصحيح الذي يقود الي الاستقرار السياسي ( بانقطاع الدائرة الخبيثة) و التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق قدر اكبر من الوحدة والحرية والسلام والعدالة.
اعتقد ان دور الجيش في السياسة كان دائما انعكاس للحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تمر بها الدولة السودانية. نعم نشوء الجيش ومولده في رحم المستعمر خلق فيه ثقافة راسخة وقيم تسند شرعية القوة ولاتدعم قيم الديمقراطية الدستورية من سيادة الشعب وقيم المشاركة والمساءلة والمحاسبة والشفافية وغيرها . وهذا طبعا يفسر بعضا من ثقافة افراد القوات النظامية في تعاملها مع الشعب . فكلنا سمعنا كلمة ( يامواطن) التي تخرج علي استعلاء من شفاه افراد القوات النظامية لا من احترام منبعه عقيدة الخدمة العامة كما هو متعارف عليه.
لعل كثير منا شارك في اعتصام القيادة الذي يمثل تعبيرا بليغا عن الشوق وحاجة جماهير الشعب السوداني للمؤسسة العسكرية للعب دور ايجابي في اسناد ووضع اللمسات الاخيرة في ادارة التغيير للمصلحة العامة وسيادة الشعب.
رائي ان حادثة فض الاعتصام مخطط ذكي من اعداء المؤسسة العسكرية والشعب السوداني نجح في تحقيق هدفه في الوقيعة واحداث الفتنة بين المؤسسة العسكرية وبين جماهير الشعب السوداني وخاصة الشباب والشابات وهم طبعا وقود التغيير وعماد المستقبل.
نعم نجح المخطط تماما في احداث ذلك الحاجز النفسي والوجداني بين المؤسسة العسكرية والشعب كما اطاح بطموحات قيادة المؤسسة العسكرية الحالية في ان تلقي القبول من الناس. لان الحقيقة ان قيادة المؤسسة العسكرية الان في نظر الشعب السوداني فاقدة للمصداقية والزعامة والفروسية وهما صفات مفتاحية في القيادة التي تطمح في الاستجابة وتحقيق امال وطموحات الشعب السوداني.
لا اعتقد ان الشعب السوداني مستعد لتقبل اي قيادة متهمة بارتكاب فظائع الاعتصام في رئاسة الدولة وقيادتها نحو المستقبل.
قد تفرض بعض القيادات نفسها بقوة السلاح في خطوة اعتبرها انتحارية اذا حدثت لانها ستفتح الباب نحو التدويل والتشظي والتمرد والحرب الاهلية وسفك الدماء.
لاشك ان نظرة الشعب عامة والشباب ( رجالا ونساءا) للمؤسسة العسكرية ودورها ( السلبية نتيجة كارثة فض الاعتصام) حتما لامحال قد ترك اثرا سلبيا في الحالة المعنوية والنفسية لضباط وجنود القوات المسلحة. ان هذا الامر حتما سيؤثر علي قدرة الجيش علي جذب العقول الذكية والمتميزة من شباب وشابات الشعب السوداني وهذا بالتاكيد سينعكس علي اداء الجيش ويحد من قدرته علي اداء رسالته.
هذه حقيقة لايمكن انكارها يعرفها اهل المعرفة والخبرة بالشئون الاستراتيجية فالجيش كمؤسسة خدمة عامة تحتاج في تطوير عملها واداءها ونجاحها في اداء رسالتها الي جذب الموارد البشرية من الرجال والنساء اصحاب القدرات الخلاقة والمتميزة والاخلاق العالية ( اخلاق الفرسان وتضحياتهم وتفانيهم في خدمة وطنهم وشعبهم).
طبعا هذا لاينفي عن المؤسسة العسكرية انها الان تذخر بموارد بشرية من الرجال والنساء الوطنيين اهل الاستقامة الذين سيكون لهم دور في المستقبل في دعم واسناد التغيير ووضع المؤسسة العسكرية في مكانها ودورها الصحيح الذي يبني ولايهدم الشرعية الدستورية ويسهم مع مؤسسات الدولة الاخري في تحقيق التقدم والرفاه
امام قيادة المؤسسة العسكرية عدة مسالك ودروب ستسير فيها ما شاء الله ولكن امثلها طريقة في رائي ان تمارس قيادة المؤسسة العسكرية نقدا ذاتيا وان تختار طوعا مسار العدالة الانتقالية وبذلك تعيد تموضعها لتصبح جزءا من منظومة الاصطفاف نحو رؤية مستقبلية ملامحها كالاتي:
(١) دستور دائم يكتبه الشعب السوداني ويحوز علي رضاء السواد الاعظم من الشعب السوداني
(٢) حكومة فيدرالية دستورية قوية.
(٣)رؤية اقتصادية بسياسات مالية ونقدية مبتكرة
(٤)حكومات اقليمية ديمقراطية قوية.
(٥)حكومات محلية منتخبة ديمقراطية
(٦)سياسة خارجية غير منحازة تلتزم بالسلام مع دول العالم بما فيها اسرائيل.
(٧)انشاء مفوضيات علي رأسها مفوضية اصلاح الخدمة العامة ومكافحة الفساد وحقوق الانسان.
ان الاتفاق علي شراكة لتنفيذ هذه الرؤية المستقبلية واصطفاف جميع المؤسسات السودانية سواء كانت مؤسسات الدولة النظامية وغير النظامية حولها بالاضافة لدعم مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني والجماهير حولها كفيل بان يضع قاطرة السودان في طريق الوحدة والحرية والسلام والعدالة .
ان عدم اصطفاف كل المؤسسات نحو قبلة واحدة ورؤية واحدة وتبادل الاتهامات واللوم( كالرجال البلهاء) ومحاولة تخذيل بعضنا البعض سيقودنا الي حيث تنتهي الدول الفاشلة حيث التشظي والنزوح واللجوء والفقر والعوز والحروب الاهلية.
لروبرت شولز مقولة حكيمة احب ان استدعيها حيث يقول ( أفضل أن أغير رأيي وأنجح، على أن أتشبث به وأفشل).
اعتقد امامنا نحن السودانيون جميعا الان تحدي عظيم وفرصة كبيرة ان نشترك ونتعاهد علي صناعة النجاح وان نجعل وحدتنا عند اعتصام القيادة الحدث الذي سطره التأريخ في الكتب والماثل في ذاكرتنا القريبة بداية التغيير. دعونا نردد بصوت ووجدان وضمير واحد :
نلتقيك اليوم ياوطني
لقـــاء الاوفياء...
قد تنادينا خفافاً كخيول الريــح في جوف العتــامير
لك يا أرض البطولات... وميراث الحضارات...
نغني اليوم فــي عرس الفـــــــــــداء
ها هنا... يبتسم النهــر القـديم...
لبعانخي ولتهراقا وللمهدي...لعلي عبداللطيف
ولعبدالقادر ود حبوبه...للقرشي
لصمود العذب في كرري
وللموت الفدائي العظيم
نذكر الان جميع الشهداء
كل من خط علي التاريخ..سطرا بالدماء
نذكر الان جميع الشرفاء
كل من صاح في وجه الظلم ...لا..لا..لاااا
نحن ابناؤك...في الفرح الجميل
نحن ابناؤك...في الحزن النبيل
ونغني لك ياوطني..كما غني الخليل
مثلما غنت مهيرة
تلهم الفرسان جيلاً بعد جيل
ونغني لحريق المك في قلب الدخيل
للجسارة حينما استشهد في مدفعه عبد الفضيل
نكحل اليوم مأقينا بمرواد الصلابة
وبإيمان كإيمان الصحـــــابة
سوف نفديك دواما..ونناديك هياما
فلتعش حرا ابيا.. في مهابة.في مهابة..في مهــــــــابة
شريف محمد شريف علي
١/١٤/٢٠٢١
#رؤية سودان ٢٠٥٠
sshereef2014@gmail.com
/////////////////////////
انطباعي في ذلك الزمان ان الجيش السوداني مدرسة في الوطنية والزعامة كما ان افراده يتمتعون بالقوة البدنية والعقلية وحس فكاهي وخطابي عالي جدا مقارنة بمؤسسات الدولة المختلفة.
هذا ما دعاني للكتابة الان عن مستقبل المؤسسة العسكرية السودانية ودورها وتطورها.
كتبت في السابق عن ملامح لرؤية سودان ٢٠٥٠ وفيها تناولت ضرورة ابتعاد الجيش عن السياسة.
ازعجني بعض التطرف من البعض ضد المؤسسة العسكرية لذلك قررت ان افصل اكثر في هذا الامر. فأنا لا اشجع طرد الجيش عن الحكم والسياسة تماما بل لاكون اكثر دقة فانا ادعو بان تضع المؤسسة العسكرية نفسها في المكان الصحيح لتمارس دورها المنشود ورسالتها التي تتمثل في اسناد ودعم التغيير نحو سودان المستقبل بدلا عن ان تكون خصما ومعاكسا لجهود الاصلاح التي تهدف الي اعادة السودان المخطوف من قبل جماعة الانقاذ الي اهله ووضع السودان في المسار الصحيح الذي يقود الي الاستقرار السياسي ( بانقطاع الدائرة الخبيثة) و التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق قدر اكبر من الوحدة والحرية والسلام والعدالة.
اعتقد ان دور الجيش في السياسة كان دائما انعكاس للحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تمر بها الدولة السودانية. نعم نشوء الجيش ومولده في رحم المستعمر خلق فيه ثقافة راسخة وقيم تسند شرعية القوة ولاتدعم قيم الديمقراطية الدستورية من سيادة الشعب وقيم المشاركة والمساءلة والمحاسبة والشفافية وغيرها . وهذا طبعا يفسر بعضا من ثقافة افراد القوات النظامية في تعاملها مع الشعب . فكلنا سمعنا كلمة ( يامواطن) التي تخرج علي استعلاء من شفاه افراد القوات النظامية لا من احترام منبعه عقيدة الخدمة العامة كما هو متعارف عليه.
لعل كثير منا شارك في اعتصام القيادة الذي يمثل تعبيرا بليغا عن الشوق وحاجة جماهير الشعب السوداني للمؤسسة العسكرية للعب دور ايجابي في اسناد ووضع اللمسات الاخيرة في ادارة التغيير للمصلحة العامة وسيادة الشعب.
رائي ان حادثة فض الاعتصام مخطط ذكي من اعداء المؤسسة العسكرية والشعب السوداني نجح في تحقيق هدفه في الوقيعة واحداث الفتنة بين المؤسسة العسكرية وبين جماهير الشعب السوداني وخاصة الشباب والشابات وهم طبعا وقود التغيير وعماد المستقبل.
نعم نجح المخطط تماما في احداث ذلك الحاجز النفسي والوجداني بين المؤسسة العسكرية والشعب كما اطاح بطموحات قيادة المؤسسة العسكرية الحالية في ان تلقي القبول من الناس. لان الحقيقة ان قيادة المؤسسة العسكرية الان في نظر الشعب السوداني فاقدة للمصداقية والزعامة والفروسية وهما صفات مفتاحية في القيادة التي تطمح في الاستجابة وتحقيق امال وطموحات الشعب السوداني.
لا اعتقد ان الشعب السوداني مستعد لتقبل اي قيادة متهمة بارتكاب فظائع الاعتصام في رئاسة الدولة وقيادتها نحو المستقبل.
قد تفرض بعض القيادات نفسها بقوة السلاح في خطوة اعتبرها انتحارية اذا حدثت لانها ستفتح الباب نحو التدويل والتشظي والتمرد والحرب الاهلية وسفك الدماء.
لاشك ان نظرة الشعب عامة والشباب ( رجالا ونساءا) للمؤسسة العسكرية ودورها ( السلبية نتيجة كارثة فض الاعتصام) حتما لامحال قد ترك اثرا سلبيا في الحالة المعنوية والنفسية لضباط وجنود القوات المسلحة. ان هذا الامر حتما سيؤثر علي قدرة الجيش علي جذب العقول الذكية والمتميزة من شباب وشابات الشعب السوداني وهذا بالتاكيد سينعكس علي اداء الجيش ويحد من قدرته علي اداء رسالته.
هذه حقيقة لايمكن انكارها يعرفها اهل المعرفة والخبرة بالشئون الاستراتيجية فالجيش كمؤسسة خدمة عامة تحتاج في تطوير عملها واداءها ونجاحها في اداء رسالتها الي جذب الموارد البشرية من الرجال والنساء اصحاب القدرات الخلاقة والمتميزة والاخلاق العالية ( اخلاق الفرسان وتضحياتهم وتفانيهم في خدمة وطنهم وشعبهم).
طبعا هذا لاينفي عن المؤسسة العسكرية انها الان تذخر بموارد بشرية من الرجال والنساء الوطنيين اهل الاستقامة الذين سيكون لهم دور في المستقبل في دعم واسناد التغيير ووضع المؤسسة العسكرية في مكانها ودورها الصحيح الذي يبني ولايهدم الشرعية الدستورية ويسهم مع مؤسسات الدولة الاخري في تحقيق التقدم والرفاه
امام قيادة المؤسسة العسكرية عدة مسالك ودروب ستسير فيها ما شاء الله ولكن امثلها طريقة في رائي ان تمارس قيادة المؤسسة العسكرية نقدا ذاتيا وان تختار طوعا مسار العدالة الانتقالية وبذلك تعيد تموضعها لتصبح جزءا من منظومة الاصطفاف نحو رؤية مستقبلية ملامحها كالاتي:
(١) دستور دائم يكتبه الشعب السوداني ويحوز علي رضاء السواد الاعظم من الشعب السوداني
(٢) حكومة فيدرالية دستورية قوية.
(٣)رؤية اقتصادية بسياسات مالية ونقدية مبتكرة
(٤)حكومات اقليمية ديمقراطية قوية.
(٥)حكومات محلية منتخبة ديمقراطية
(٦)سياسة خارجية غير منحازة تلتزم بالسلام مع دول العالم بما فيها اسرائيل.
(٧)انشاء مفوضيات علي رأسها مفوضية اصلاح الخدمة العامة ومكافحة الفساد وحقوق الانسان.
ان الاتفاق علي شراكة لتنفيذ هذه الرؤية المستقبلية واصطفاف جميع المؤسسات السودانية سواء كانت مؤسسات الدولة النظامية وغير النظامية حولها بالاضافة لدعم مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني والجماهير حولها كفيل بان يضع قاطرة السودان في طريق الوحدة والحرية والسلام والعدالة .
ان عدم اصطفاف كل المؤسسات نحو قبلة واحدة ورؤية واحدة وتبادل الاتهامات واللوم( كالرجال البلهاء) ومحاولة تخذيل بعضنا البعض سيقودنا الي حيث تنتهي الدول الفاشلة حيث التشظي والنزوح واللجوء والفقر والعوز والحروب الاهلية.
لروبرت شولز مقولة حكيمة احب ان استدعيها حيث يقول ( أفضل أن أغير رأيي وأنجح، على أن أتشبث به وأفشل).
اعتقد امامنا نحن السودانيون جميعا الان تحدي عظيم وفرصة كبيرة ان نشترك ونتعاهد علي صناعة النجاح وان نجعل وحدتنا عند اعتصام القيادة الحدث الذي سطره التأريخ في الكتب والماثل في ذاكرتنا القريبة بداية التغيير. دعونا نردد بصوت ووجدان وضمير واحد :
نلتقيك اليوم ياوطني
لقـــاء الاوفياء...
قد تنادينا خفافاً كخيول الريــح في جوف العتــامير
لك يا أرض البطولات... وميراث الحضارات...
نغني اليوم فــي عرس الفـــــــــــداء
ها هنا... يبتسم النهــر القـديم...
لبعانخي ولتهراقا وللمهدي...لعلي عبداللطيف
ولعبدالقادر ود حبوبه...للقرشي
لصمود العذب في كرري
وللموت الفدائي العظيم
نذكر الان جميع الشهداء
كل من خط علي التاريخ..سطرا بالدماء
نذكر الان جميع الشرفاء
كل من صاح في وجه الظلم ...لا..لا..لاااا
نحن ابناؤك...في الفرح الجميل
نحن ابناؤك...في الحزن النبيل
ونغني لك ياوطني..كما غني الخليل
مثلما غنت مهيرة
تلهم الفرسان جيلاً بعد جيل
ونغني لحريق المك في قلب الدخيل
للجسارة حينما استشهد في مدفعه عبد الفضيل
نكحل اليوم مأقينا بمرواد الصلابة
وبإيمان كإيمان الصحـــــابة
سوف نفديك دواما..ونناديك هياما
فلتعش حرا ابيا.. في مهابة.في مهابة..في مهــــــــابة
شريف محمد شريف علي
١/١٤/٢٠٢١
#رؤية سودان ٢٠٥٠
sshereef2014@gmail.com
/////////////////////////