أوقفوا الحرب في السودان!! أكبر مفارقات القصر الجمهوري السوداني!!
فيصل علي الدابي/المحامي
4 June, 2023
4 June, 2023
يقع القصر الجمهوري السوداني، مقر الرؤساء والشاهد على رفع علم استقلال السودان عام 1956، بالقرب من النيل الأزرق وملتقى النيلين في مساحة قدرها 74 ألف متر مربع وقد اكتسب سمعة عالمية كبرى بعد أن رددت اسمه بكثرة جميع محطات التلفزة العالمية بسبب استهدافه المستمر من قبل المتظاهرين السودانيين المطالبين بالديمقراطية والحكم المدني!!
بعد احتلالهم السودان واختيارهم الخرطوم عاصمة لهم، شيد الأتراك القصر الجمهوري بالطين عام 1825 كمقر للحاكم ثم أعادوا تشييده بالطوب الأحمر، وبعد تحرير الخرطوم من الأتراك على يد الثورة المهدية في عام 1885 وقتل الحاكم غردون باشا في القصر الجمهوري وهو انجليزي كان يعمل مع الأتراك وقد عمل سابقاً في الصين وقتل أعداداً كبيرة من الثوار الصينين، نقل الانصار العاصمة ومقر الحكم لمدينة أم درمان، بعد هزيمة قوات المهدية من قبل الاستعمار الإنجليزي المصري، نقل أول حاكم عام للسودان (الإنجليزي كتشنر) العاصمة للخرطوم، وشرع سنة 1899 ببناء القصر الجمهوري على الطراز الغربي بالطوب الأحمر على الأساس الحجري للقصر التركي المهدم واكتمل البناء عام 1906، وفي عام 2015 ، قام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير بإضافة مبنى آخر هو القصر الرئاسي بتكلفة مالية ضخمة والذي بنته الحكومة الصينية على الطراز الشرقي، فالقصر الجمهوري السوداني هو عبارة عن قصرين في فناء واحد.
نلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم، تملك قصر جمهوري واحد هو البيت الأبيض بينما يمتلك السودان، المصنف من بين أفقر دول العالم، قصرين جمهوريين، كذلك نلاحظ أن بعض مباني البيت الأبيض الأمريكي تكون مفتوحة للجمهور الأمريكي معظم أيام الأسبوع بينما يُمنع الجمهور السوداني من مجرد الاقتراب من القصر الجمهوري السوداني!! أما أكبر المفارقات والتي أدهشت الخبراء العسكريين العالميين ولم يصدقها أغلبهم فهي الأخبار المكررة التي مفادها أن هناك معارك عنيفة تدور بمحيط القصر الجمهوري السوداني في منطقة خالية من السكان منذ عدة أسابيع ومع ذلك لم تحسم المعركة ولم تنقل أي صور لتهدم القصرين وكـأن المتحاربين يتراشقون بالورد والأزهار لا بالصواريخ وقنابل الدمار!! علي أي حال نتمنى انتهاء الحرب السودانية اليوم وليس غداً وأن يصبح القصر الجمهوري مقراً للحاكم السوداني المدني القادم وأن يتم فتح بعض مبانيه للجمهور فمن حق الشعب السوداني أن يشاهد تراثه وتاريخه السياسي وألا يُحرم من ذلك الحق العام بأي حال من الأحوال!!
المحامي\فيصل علي الدابي
menfaszo1@gmail.com
بعد احتلالهم السودان واختيارهم الخرطوم عاصمة لهم، شيد الأتراك القصر الجمهوري بالطين عام 1825 كمقر للحاكم ثم أعادوا تشييده بالطوب الأحمر، وبعد تحرير الخرطوم من الأتراك على يد الثورة المهدية في عام 1885 وقتل الحاكم غردون باشا في القصر الجمهوري وهو انجليزي كان يعمل مع الأتراك وقد عمل سابقاً في الصين وقتل أعداداً كبيرة من الثوار الصينين، نقل الانصار العاصمة ومقر الحكم لمدينة أم درمان، بعد هزيمة قوات المهدية من قبل الاستعمار الإنجليزي المصري، نقل أول حاكم عام للسودان (الإنجليزي كتشنر) العاصمة للخرطوم، وشرع سنة 1899 ببناء القصر الجمهوري على الطراز الغربي بالطوب الأحمر على الأساس الحجري للقصر التركي المهدم واكتمل البناء عام 1906، وفي عام 2015 ، قام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير بإضافة مبنى آخر هو القصر الرئاسي بتكلفة مالية ضخمة والذي بنته الحكومة الصينية على الطراز الشرقي، فالقصر الجمهوري السوداني هو عبارة عن قصرين في فناء واحد.
نلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم، تملك قصر جمهوري واحد هو البيت الأبيض بينما يمتلك السودان، المصنف من بين أفقر دول العالم، قصرين جمهوريين، كذلك نلاحظ أن بعض مباني البيت الأبيض الأمريكي تكون مفتوحة للجمهور الأمريكي معظم أيام الأسبوع بينما يُمنع الجمهور السوداني من مجرد الاقتراب من القصر الجمهوري السوداني!! أما أكبر المفارقات والتي أدهشت الخبراء العسكريين العالميين ولم يصدقها أغلبهم فهي الأخبار المكررة التي مفادها أن هناك معارك عنيفة تدور بمحيط القصر الجمهوري السوداني في منطقة خالية من السكان منذ عدة أسابيع ومع ذلك لم تحسم المعركة ولم تنقل أي صور لتهدم القصرين وكـأن المتحاربين يتراشقون بالورد والأزهار لا بالصواريخ وقنابل الدمار!! علي أي حال نتمنى انتهاء الحرب السودانية اليوم وليس غداً وأن يصبح القصر الجمهوري مقراً للحاكم السوداني المدني القادم وأن يتم فتح بعض مبانيه للجمهور فمن حق الشعب السوداني أن يشاهد تراثه وتاريخه السياسي وألا يُحرم من ذلك الحق العام بأي حال من الأحوال!!
المحامي\فيصل علي الدابي
menfaszo1@gmail.com