البرهان وحميدتي!… نهاية حُلم غبي!

 


 

 

واحد من جوانب هذه الحرب الكارثية ومسبباتها المباشرة ذو بعد شخصي يتعلق أولا بالطموح الخاص وبالتركيبة الشخصية لكلٍ من الرجلين ويرتبط ثانياً بالصراع بينهما نتيجة لتضارب المصالح، وهنا علينا أن ننظر لهذه (المصالح والطموحات) كمتغير قد يرتفع سقفها تبعاً للفرص المتاحة وقد يتراجع تبعاً للمخاطر المحتملة...

-يجمع بين الطرفين تاريخ مشترك حافل بالارهاب والمجازر وجرائم الحرب والارتزاق وانتهاكات لا حد لها وهذا التاريخ يطارد الرجلين وهو هاجس يشكل جزء كبير من شخصيتهما ويؤثر بشكل واضح في سلوكهم السياسي وحساباتهم، وكما يدفع الخوف من العقاب إلى تحالف المجرمين، قد يحرضهم أحيانا للشقاق والكيد للآخر! (وهذا بعض ما حدث بينهما)!

-ويجمع بينهما عديد من الصفات الوضيعة كالكذب والخداع والمراوغة والنفاق والعناد الغبي ونوع من الميكافيلية يخجل منها حتى الشيطان!

-ثم يفترق الرجلان في الطموح الشخصي فللبرهان حلم أبيه  الذي روج له بشكل مثير للشفقة في أول لقاء تلفزيوني بعد توقيع الوثيقة الدستورية حينما أعقب حديثه عن الحلم بقوله (سبحان الله اليوم توقيع الوثيقة تم في يوم ذكرى ميلادي)! أما حميدتي فقد سقط بامتياز كضحية لطموحه أكثر من كونه مجرم وجاني!! فجأة وجد الرجل نفسه بكل حقائق شخصيته كجاهل يتدثر خلف نوع من الذكاء الفطري الثعلبي في عالم من سيادة التفاهة والانحطاط و #سيطرة_التافهين، فاكتشف حجم  الخواء المريع المختبئ خلف بريق السلطة وأبهة القصور اكتشف خواء النخب وكيف أن في (المدينة) كل شيئ قابل للشراء بالمال، وأن السياسة في العاصمة عبارة عن سوق كبير للنخاسة والنجاسة، وكلما اخترق دهاليز السلطة وعالم النخب وصوالين المثقفاتية والأثرياء كلما تضخمت ذاته وكبرت طموحاته،(فهؤلاء السفلة حكام وزعماء ليسو بأفضل مني)هكذا بلا شك حدثته نفسه، ويكفي أن قمة الهرم الثقافي والعلمي والنخبوي قد جلس أمامه صاغراً منبهراً يوم اجتمع بأساتذة جامعة الخرطوم، وشاهد الجنرالات يستجدون رضاه ويمسحون حذائه،و فنانون وكتاب وشعراء يتبعهم غاوون ،،،،،،

-وحينما أراد البرهان الغبي أن يجعل منه (حاميني) كما فعلها قبله البشير أقدم بحماقة غريبة على فصل تبعية الجنجويد من الجيش ليكون حميدتي خالصاً له وحده كرئيس (دائم) لمجلس السيادة ويحميه حتى من الجيش الذي هو قائده العام والأعلى! ولكن كان حميدتي قد تغير! كان قد(تطوسن) للحد الذي كان البرهان بجانبه مجرد ريشة ساقطة سهواً من جناح الطاؤوس الشهير المثير!

-ثم كانت الخفة السياسية لقوى سياسية ونخب خبوب ظنت في البرهان معادلا موضوعيا للجيش يستطيع أن يمنعه من الحيلولة بينها وبين وصولها واستمرارها بالسلطة،، وهنا وصل الخبل وجنون العظمة بحميدتي أقصاه حتى ظن أن هناك من سيصدق دوره الجديد كحامي للثورة والثوار ومناضل جسور قادر على إهداء الشعب عالم جميل من الحياة الديمقراطية في ظل دولة مدنية يرعاها ويحميها هو بالذهب والسلاح!

-هذا العالم من المجانين هو الذي يقف خلف كل هذا المشهد الدامي وزاد من جنونه ودمويته وتعقيداته  انتماء الرجلين لنفس الكفيل وذات السيد،وتعادل نتائج السباق بينهما بهدفي العمالة والتطبيع!!

الخلاصة ؛

-واضح، إذن، أن الصراع في هذا الجانب الشخصي قد وصل بالحرب إلى نقطة اللاعودة ولذلك فلامجال ،لامجال البتة، لأي حل سياسي يُبقي على الرجلين أو حتى أحدهما في المشهد السياسي السوداني، هذا نقوله لرعاة المبادرات والمفاوضات من جنس، أما بالنسبة لنا كشعب وكثورة فإنه من نافلة القول أن أي تصور وطني سوداني للحل يشترط بالضرورة إبعادهما معاً مع عصابتيهما.... مع المحاسبة بالطبع...

 

عبد العظيم سر الختم الشوتلي

١٢ يونيو ٢٠٢٣

albashir2015@hotmail.com

https://www.facebook.com/profile.php?id=100001831409136&mibextid=ZbWKwL

https://twitter.com/atbara1?t=qlAMj6rlhbqJRXZ8dXYDYA&s=09

 

آراء