ماذا تحضر أمريكا للسودان (2/2)
عبد العظيم سر الختم الشوتلي
18 June, 2023
18 June, 2023
تأخر هذا الجزء من الحديث في محاولة لاستيعاب وفهم حقيقة ما يجري في الخارج وهو أمر بالغ الصعوبة في ظل غموض متعمد وتضليل اعلامي ممنهج،
ثمة أحداث تبدو مبعثرة هنا وهناك ووظيفة التضليل الاعلامي تكون في العادة هي إخفاء الرابط بينها.. وفي موضوع الحرب الدائرة الآن في السودان، لاحظوا أحداث مثل هدنة اليوم الواحد، الضجيج الواسع لانتصارات متوهمة أو حقيقية للجيش، صمت (الميسران) عن ما يجري في محادثات جدة، النشاط الكبير على المستوى الأفريقي،،
هذه السلسلة من الأحداث تنتظم عبر خيط غير مرئي يبدأ و ينتهي عند اليد الأمريكية!
وقبل أن نحاول الاجابة (الافتراضية) عما تحضر له الولايات المتحدة الأمريكية علينا تثبيت الحقائق التالية..
-أولاً إن ما تريده أمريكا ليس قدراً حتمي النفاذ،،
-ثانياً لقد أثبت تاريخنا السياسي وتاريخ المنطقة من حولنا أن أمريكا لازالت وستظل لوقت طويل غير قادرة على فهم الواقع السوداني كما هو وتبدو غير آبهة بأهم مؤثراته الفاعلة وفي مقدمتها إرادة الشعوب..
-ثالثاً إن المجتمع الدولي (اسم الدلع للارادة الأمريكية) يتحمل جزء كبير ولعله الأكبر في تعقيدات المشهد السياسي بعد ثورة ديسمبر المجيدة وسقوط نظام الانقاذ وهو التعقيد الذي أوصلنا لهذه الحرب العقيمة..
-وبالتالي فإن هذا (العقل) الذي ساهم في صنع الكارثة هو آخر من نحتاجه للمساعدة في الخروج منها.
إن أمريكا وإن شئت المجتمع الدولي لا ترى في الحرب ونتائجها الكارثية على الوطن والبشر إلا وجه واحد، وهو مع ذلك وجه ظني وغبي.. وهو (أن نتائج الحرب قد غيرت مسرح ما بعد الثورة وقلبت أولوياته رأساً على عقب وأنها قد مهدت الأرض لتسوية الثورة بالأرض، وأصبح السودان مهيأ بالكامل لانزال مشروعها كبديل لمشروع الثورة والتغيير)!!! ففي ظن الخارج المتربص بالثورة أن أولوياتنا الوطنية قد تراجعت وأننا الآن جاهزون لاستبدال أهداف وطموحات وأحلام الثورة بسلام زائف مشروط بالخضوع للهيمنة، وأنه سيكفينا فقط أن نعود لبيوتنا ويعود أبنائنا لمدارسهم وجامعاتهم ونحصل على خبز الكفاف! وهو لا يعبأ أو في الحقيقة هو يستثمر في نتائج الحرب الكارثية على شخصية الانسان السوداني، فثمة علاقة وثيقة بين واقع الحرب العنيف والحالة النفسية للشعوب ضحية الحرب مما يزيد من فرص تأجيج الصراعات الاجتماعية والاضطرابات النفسية وتزداد العلاقة الوثيقة بين المعاناة الفردية والمعاناة العامة للدولة والمحتمع ، فالدمار والأضرار التي تسببها الحرب لا تقتصر فقط على تدمير المدن والمباني بل تمتد بشكل أخطر إلى نفوس الناس وأخلاق البشر،، هذا الواقع الفظيع يمثل بالنسبة لهم فرصة مواتية لفرض الحلول الخارجية مهما كانت،
-لذلك فإن أي تصور لأي حل دولي أواقليمي وأي موقف سياسي من هذا الحل لا يستصحب هذه الرؤية الأمريكية سيكون موقفا خاطئا أو خائناً.. قولاً واحداً!
-ومن هذه الرؤية الأمربكية يتم التحضير لفرض الحل الأمريكي وهو (حتى الآن يبدو) على النحو التالي...
-الابقاء على البرهان وانقلابه بعد إضافة جرائم الحرب إلى قائمة الابتزاز الطويلة التي تضمن خضوعه النهائي، وبالطبع فإن البرهان بشخصيته الوضيعة الخائفة مع طموحه الذي يفوق قدراته بملايين السنين الضوئية سيظل هو الرهان المناسب لهم في الوقت الراهن..
-الابقاء على الدعم السريع بعد عمليات تجميلية داخل الجيش فالمعلوم بالضرورة أن أهم أركان المشروع الغربي في المنطقة هو إضعاف واخضاع الجيوش الوطنية،،
-سيظل سلام جوبا بأطرافه بقرة مقدسة لا يجوز الإساءة حتى لفضلاتها..
-هذا الثالوث من العسكرتاريا سيتم تجميله بمسحة مدنية من قوى السودان القديم (أمة اتحادي اسلامويين) زائد الصالونات الليبرالية الحديثة ممثلة في قوى سياسية مثل حزب المؤتمر السوداني ومنظمات الاختراق الغربي(منظمات مجتمع مدني وواجهات نقابية لذات المنظومة السياسية) وجماعات متفرقة من ما يطلق عليهم قادة الرأي.. هذا مع حكومة من المدنيين من عينة (نصر الدين التعايشي وحمدوك وهلما جرا)
-أما أدوات فرض المشروع فلقد تم استدعاء رافعتين، الأولى حيلة مكافحة الارهاب (مؤشراته في الجزء الأول من المنشور) والثاني هو ذراع مجلس الأمن والسلم الأفريقي ويلاحظ هنا أن وضوح هدف تجاوز مجلس الأمن وعقبة الفيتو الروسي الصيني فلطالما تدخلت الولايات المتحدة والناتو عسكريا في مناطق متفرقة من العالم تحت حجة مكافحة الارهاب وحماية الأمن القومي.. حتى أوشك العالم أن يسلم لها بهذا الحق الغريب!، هذه عن العصا أما الجزرة في أدوات فرض المشروع فليس في جراب اليانكي سوى خرافة الدعم والمنح والقروض وروشتات الصندوق الجاهزة،،
بعض مظاهر المشروع الأمريكي وتوزيع الأدوار ..
-اعلان المتحدث باسم الأمم المتحدة عن عقد فعالية رفيعة المستوى لإعلان تعهدات دعم الاستجابة الإنسانية في السودان في 19 من هذا الشهر في جنيف بمشاركة مصر، ألمانيا، قطر، السعودية والاتحاد الأوروبي.
-تحركات الاتحاد الأفريقي والايقاد والتصريحات العديدة مثل تصريح الرئيس الكيني بلقاء مرتقب للإيقاد خلال الأيام العشرة القادمة مع البرهان وحميدتي!
-ما سبق الاشارة إليه حول مركز مكافحة الارهاب في أفريقيا ودور السعودية فيه..
-الحديث عن انضمام مدنيين لمحادثات جدة والأنباء عن لقاءآت تجري في مصر وعواصم أخرى حول تحضير الغطاء المدني لشرعنة والتمديد لانقلاب البرهان... هذا والله أعلم..
عبد العظيم سر الختم الشوتلي
https://www.facebook.com/profile.php?id=100001831409136&mibextid=ZbWKwL
https://twitter.com/atbara1?t=qlAMj6rlhbqJRXZ8dXYDYA&s=09
albashir2015@hotmail.com
ثمة أحداث تبدو مبعثرة هنا وهناك ووظيفة التضليل الاعلامي تكون في العادة هي إخفاء الرابط بينها.. وفي موضوع الحرب الدائرة الآن في السودان، لاحظوا أحداث مثل هدنة اليوم الواحد، الضجيج الواسع لانتصارات متوهمة أو حقيقية للجيش، صمت (الميسران) عن ما يجري في محادثات جدة، النشاط الكبير على المستوى الأفريقي،،
هذه السلسلة من الأحداث تنتظم عبر خيط غير مرئي يبدأ و ينتهي عند اليد الأمريكية!
وقبل أن نحاول الاجابة (الافتراضية) عما تحضر له الولايات المتحدة الأمريكية علينا تثبيت الحقائق التالية..
-أولاً إن ما تريده أمريكا ليس قدراً حتمي النفاذ،،
-ثانياً لقد أثبت تاريخنا السياسي وتاريخ المنطقة من حولنا أن أمريكا لازالت وستظل لوقت طويل غير قادرة على فهم الواقع السوداني كما هو وتبدو غير آبهة بأهم مؤثراته الفاعلة وفي مقدمتها إرادة الشعوب..
-ثالثاً إن المجتمع الدولي (اسم الدلع للارادة الأمريكية) يتحمل جزء كبير ولعله الأكبر في تعقيدات المشهد السياسي بعد ثورة ديسمبر المجيدة وسقوط نظام الانقاذ وهو التعقيد الذي أوصلنا لهذه الحرب العقيمة..
-وبالتالي فإن هذا (العقل) الذي ساهم في صنع الكارثة هو آخر من نحتاجه للمساعدة في الخروج منها.
إن أمريكا وإن شئت المجتمع الدولي لا ترى في الحرب ونتائجها الكارثية على الوطن والبشر إلا وجه واحد، وهو مع ذلك وجه ظني وغبي.. وهو (أن نتائج الحرب قد غيرت مسرح ما بعد الثورة وقلبت أولوياته رأساً على عقب وأنها قد مهدت الأرض لتسوية الثورة بالأرض، وأصبح السودان مهيأ بالكامل لانزال مشروعها كبديل لمشروع الثورة والتغيير)!!! ففي ظن الخارج المتربص بالثورة أن أولوياتنا الوطنية قد تراجعت وأننا الآن جاهزون لاستبدال أهداف وطموحات وأحلام الثورة بسلام زائف مشروط بالخضوع للهيمنة، وأنه سيكفينا فقط أن نعود لبيوتنا ويعود أبنائنا لمدارسهم وجامعاتهم ونحصل على خبز الكفاف! وهو لا يعبأ أو في الحقيقة هو يستثمر في نتائج الحرب الكارثية على شخصية الانسان السوداني، فثمة علاقة وثيقة بين واقع الحرب العنيف والحالة النفسية للشعوب ضحية الحرب مما يزيد من فرص تأجيج الصراعات الاجتماعية والاضطرابات النفسية وتزداد العلاقة الوثيقة بين المعاناة الفردية والمعاناة العامة للدولة والمحتمع ، فالدمار والأضرار التي تسببها الحرب لا تقتصر فقط على تدمير المدن والمباني بل تمتد بشكل أخطر إلى نفوس الناس وأخلاق البشر،، هذا الواقع الفظيع يمثل بالنسبة لهم فرصة مواتية لفرض الحلول الخارجية مهما كانت،
-لذلك فإن أي تصور لأي حل دولي أواقليمي وأي موقف سياسي من هذا الحل لا يستصحب هذه الرؤية الأمريكية سيكون موقفا خاطئا أو خائناً.. قولاً واحداً!
-ومن هذه الرؤية الأمربكية يتم التحضير لفرض الحل الأمريكي وهو (حتى الآن يبدو) على النحو التالي...
-الابقاء على البرهان وانقلابه بعد إضافة جرائم الحرب إلى قائمة الابتزاز الطويلة التي تضمن خضوعه النهائي، وبالطبع فإن البرهان بشخصيته الوضيعة الخائفة مع طموحه الذي يفوق قدراته بملايين السنين الضوئية سيظل هو الرهان المناسب لهم في الوقت الراهن..
-الابقاء على الدعم السريع بعد عمليات تجميلية داخل الجيش فالمعلوم بالضرورة أن أهم أركان المشروع الغربي في المنطقة هو إضعاف واخضاع الجيوش الوطنية،،
-سيظل سلام جوبا بأطرافه بقرة مقدسة لا يجوز الإساءة حتى لفضلاتها..
-هذا الثالوث من العسكرتاريا سيتم تجميله بمسحة مدنية من قوى السودان القديم (أمة اتحادي اسلامويين) زائد الصالونات الليبرالية الحديثة ممثلة في قوى سياسية مثل حزب المؤتمر السوداني ومنظمات الاختراق الغربي(منظمات مجتمع مدني وواجهات نقابية لذات المنظومة السياسية) وجماعات متفرقة من ما يطلق عليهم قادة الرأي.. هذا مع حكومة من المدنيين من عينة (نصر الدين التعايشي وحمدوك وهلما جرا)
-أما أدوات فرض المشروع فلقد تم استدعاء رافعتين، الأولى حيلة مكافحة الارهاب (مؤشراته في الجزء الأول من المنشور) والثاني هو ذراع مجلس الأمن والسلم الأفريقي ويلاحظ هنا أن وضوح هدف تجاوز مجلس الأمن وعقبة الفيتو الروسي الصيني فلطالما تدخلت الولايات المتحدة والناتو عسكريا في مناطق متفرقة من العالم تحت حجة مكافحة الارهاب وحماية الأمن القومي.. حتى أوشك العالم أن يسلم لها بهذا الحق الغريب!، هذه عن العصا أما الجزرة في أدوات فرض المشروع فليس في جراب اليانكي سوى خرافة الدعم والمنح والقروض وروشتات الصندوق الجاهزة،،
بعض مظاهر المشروع الأمريكي وتوزيع الأدوار ..
-اعلان المتحدث باسم الأمم المتحدة عن عقد فعالية رفيعة المستوى لإعلان تعهدات دعم الاستجابة الإنسانية في السودان في 19 من هذا الشهر في جنيف بمشاركة مصر، ألمانيا، قطر، السعودية والاتحاد الأوروبي.
-تحركات الاتحاد الأفريقي والايقاد والتصريحات العديدة مثل تصريح الرئيس الكيني بلقاء مرتقب للإيقاد خلال الأيام العشرة القادمة مع البرهان وحميدتي!
-ما سبق الاشارة إليه حول مركز مكافحة الارهاب في أفريقيا ودور السعودية فيه..
-الحديث عن انضمام مدنيين لمحادثات جدة والأنباء عن لقاءآت تجري في مصر وعواصم أخرى حول تحضير الغطاء المدني لشرعنة والتمديد لانقلاب البرهان... هذا والله أعلم..
عبد العظيم سر الختم الشوتلي
https://www.facebook.com/profile.php?id=100001831409136&mibextid=ZbWKwL
https://twitter.com/atbara1?t=qlAMj6rlhbqJRXZ8dXYDYA&s=09
albashir2015@hotmail.com