رحيل الأستاذ محجوب محمد صالح .. واهتز عرش الصحافة السودانية
عز العرب حمد النيل
15 February, 2024
15 February, 2024
عز العرب حمد النيل
(أخضر .. قوس من النار والعشب
أخضر صوتك
بيرق وجهك .. قبرك ..
لا تحفروا لي قبرا
سأرقد في كل شبر من الأرض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
مثلي أنا ليس يسكن قبرا)
القلب مثقل بجراحات الوطن و أعظمها و أجلّها أننا كل يوم نذرف الدمع على ركن من أجيال التضحيات الكبرى ، (كبارنا) حفظة الميزان في المجتمع السوداني و رعاة العلاقات البينية، و لا تحسبنّ ذلك على مستوى العلاقات الاجتماعية بل حملوها على رؤوس الأقلام و بنوا على (اسطقساتها) ما يحمل ريحهم من أجل أن تبرأ جراح الوطن.
يمثل الأستاذ محجوب محمد صالح أحد الأقلام الصحفية التي ظلت ترابط على تخوم السياسي اليومي حاملة مبضع التحليل من أجل التقويم تنقل الصوت والصدى بل و منذ أن تسيدت قضية الجنوب موائد الحوار في النصف الثاني من عمر نظام الإنقاذ البائد كان الفقيد حضورا أكبر ، لم يأنف و لم تمنعه توجهات النظام الإسلاموية عن المشاركة في البروتكولات التي سبقت التوقيع على اتفاقية نيفاشا فقد كان (يشتاف) أهمية المشاركة و هو في مقعد الحكمة و خبرة السنين فأمثاله لا يقفوا موقف المتفرج عندما تفتح مثل هذه الملفات و كان ذلك بابا لنقده من بعض السياسيين رغم أن النظام آنذاك ظل يتقرب بمثل هذا النوع من المشاركات إلى معارضيه جاعلا منها صنائع تقربه زلفى و تجلب إليه الرضا و القبول.
مثلت جريدة الأيام تجربة متميزة في التمسك بالمهنية العالية و احترام أخلاقيات العمل الصحفي مما أهّلها أن تكون مدرسة في احتراف المهنة و استطاعت الصمود أمام كل محاولات سوقها للمصانعة بإعمال سيف حجب الإعلانات الحكومية الذي اتخذه النظام البائد أداة من أدوات تركيع الصحف لتسبح بحمده و تقدس له و ما أكثر تلك الصحف التي شاع أن رؤساء تحريرها يتلقون توجيهات أسبوعية في مكاتب جهاز الأمن.
كان الأستاذ محجوب محمد صالح أول الأقلام التي لفتت الأنظار إلى قابلية انفجار الأوضاع في دارفور في سبيل الصراع على السلطة و الثروة في الإقليم و دفع ثمن ذلك اتهاما من النظام بإثارة الكراهية ضد الدولة تم بموجبه إثقال كاهل صحيفة الأيام بضرائب مصنوعة خصيصا لهذا الغرض فقد كان المشرعون آنذاك لا تعييهم الحيلة في فتاوى السلطان و عبر هذه الطريق القصيرة صدر قرار بإغلاق الأيام.
مثل إنشاء مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية نقلة نوعية في فتح الأبواب و النوافذ لمناقشة القضايا الوطنية و أبرزها قضية الديمقراطية، و حقوق الإنسان حيث نشط المركز عقب ثورة ديسمبر المجيدة في تبني الموضوعات ذات الصلة عبر ورش العمل و المنتديات.
شرف الفقيد بلاده بتمثيلها مناصب قيادية في إتحاد الصحفيين العرب ، إتحاد الصحفيين الأفارقة كما نال جائزة القلم الذهبي من المؤسسة العالمية للصحافة و جائزة حقوق الإنسان من الإتحاد الأوروبي.
رأيت الدهر مختلفا يدور فلا حزن يدوم و لا سرور
وقد بنت الملوك به قصورا فلم تبق الملوك و لا القصور .
رحم الله الأستاذ محجوب محمد صالح رحمة واسعة، إنا لله وإنا إليه راجعون.
(أخضر .. قوس من النار والعشب
أخضر صوتك
بيرق وجهك .. قبرك ..
لا تحفروا لي قبرا
سأرقد في كل شبر من الأرض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
مثلي أنا ليس يسكن قبرا)
القلب مثقل بجراحات الوطن و أعظمها و أجلّها أننا كل يوم نذرف الدمع على ركن من أجيال التضحيات الكبرى ، (كبارنا) حفظة الميزان في المجتمع السوداني و رعاة العلاقات البينية، و لا تحسبنّ ذلك على مستوى العلاقات الاجتماعية بل حملوها على رؤوس الأقلام و بنوا على (اسطقساتها) ما يحمل ريحهم من أجل أن تبرأ جراح الوطن.
يمثل الأستاذ محجوب محمد صالح أحد الأقلام الصحفية التي ظلت ترابط على تخوم السياسي اليومي حاملة مبضع التحليل من أجل التقويم تنقل الصوت والصدى بل و منذ أن تسيدت قضية الجنوب موائد الحوار في النصف الثاني من عمر نظام الإنقاذ البائد كان الفقيد حضورا أكبر ، لم يأنف و لم تمنعه توجهات النظام الإسلاموية عن المشاركة في البروتكولات التي سبقت التوقيع على اتفاقية نيفاشا فقد كان (يشتاف) أهمية المشاركة و هو في مقعد الحكمة و خبرة السنين فأمثاله لا يقفوا موقف المتفرج عندما تفتح مثل هذه الملفات و كان ذلك بابا لنقده من بعض السياسيين رغم أن النظام آنذاك ظل يتقرب بمثل هذا النوع من المشاركات إلى معارضيه جاعلا منها صنائع تقربه زلفى و تجلب إليه الرضا و القبول.
مثلت جريدة الأيام تجربة متميزة في التمسك بالمهنية العالية و احترام أخلاقيات العمل الصحفي مما أهّلها أن تكون مدرسة في احتراف المهنة و استطاعت الصمود أمام كل محاولات سوقها للمصانعة بإعمال سيف حجب الإعلانات الحكومية الذي اتخذه النظام البائد أداة من أدوات تركيع الصحف لتسبح بحمده و تقدس له و ما أكثر تلك الصحف التي شاع أن رؤساء تحريرها يتلقون توجيهات أسبوعية في مكاتب جهاز الأمن.
كان الأستاذ محجوب محمد صالح أول الأقلام التي لفتت الأنظار إلى قابلية انفجار الأوضاع في دارفور في سبيل الصراع على السلطة و الثروة في الإقليم و دفع ثمن ذلك اتهاما من النظام بإثارة الكراهية ضد الدولة تم بموجبه إثقال كاهل صحيفة الأيام بضرائب مصنوعة خصيصا لهذا الغرض فقد كان المشرعون آنذاك لا تعييهم الحيلة في فتاوى السلطان و عبر هذه الطريق القصيرة صدر قرار بإغلاق الأيام.
مثل إنشاء مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية نقلة نوعية في فتح الأبواب و النوافذ لمناقشة القضايا الوطنية و أبرزها قضية الديمقراطية، و حقوق الإنسان حيث نشط المركز عقب ثورة ديسمبر المجيدة في تبني الموضوعات ذات الصلة عبر ورش العمل و المنتديات.
شرف الفقيد بلاده بتمثيلها مناصب قيادية في إتحاد الصحفيين العرب ، إتحاد الصحفيين الأفارقة كما نال جائزة القلم الذهبي من المؤسسة العالمية للصحافة و جائزة حقوق الإنسان من الإتحاد الأوروبي.
رأيت الدهر مختلفا يدور فلا حزن يدوم و لا سرور
وقد بنت الملوك به قصورا فلم تبق الملوك و لا القصور .
رحم الله الأستاذ محجوب محمد صالح رحمة واسعة، إنا لله وإنا إليه راجعون.