التنازلات الكبرى. لأجل الحقيقة والمصالحة (٢)

 


 

 

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

• بالتشخيص السليم لوضعنا الأليم ، و مواجهة المخاطر وفق حقيقتها بلا تزييف. واتخاذ أسبابها طريق توجيه وليس مدعاة تشاكس حيث يمكننا عبر الإعتراف بالأخطأ وضع قدمنا فى الطريق الصحيح لتعاطى الدواء والأمل فى الشفاء .
• تحدثنا فى الجزء الاول عن واقع معلوم الإعتراف به سيفتح الطريق الملغوم،نحو الحقيقة والمصالحة و إبطاء الحديث عن الإقصاء ، و مسالب تدخل الغرباء .
• يقول الحق المبين بالآية ١٠٢ من سورة التوبة ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) •وتسهل الحلول عند النظر بتجرد لأسباب المشكلة السودانية ويمكننا أن نحدد أهمها فى الآتى :-
أولا/ التمترس فى المواقف من منطلقات حزبية وقبلية وجهوية مع وجود تدخلات خارجية سالبة
ثانيا / تبعات الانتماءات وما يتبعها من إستقطاب وفزع ، و إنفلات التسليح الشعبى ، ومخاطر هذا الأمر فى ظل التعدديات الإثنية و الحزبية والجهوية غير الرشيدة .
ثالثا/ سيادة الخطاب العاطفى و تسخيره عبر منابر عديدة لسوق حطب وقود الحرب من البسطاء من كل الاطراف .
رابعا/ الحلقة الخبيثة للإمداد البشرى واستمرارية السلب والنهب التى يغذي تيار استمرارها ما عاد به أفراد الدعم السريع والمجرمين الذين هربوا من السجون وتعاونوا معهم من سيارات وذهب وأموال منهوبة إلى مدنهم و قراهم الأصلية بالسودان وخارجه الامر الذى يدفع الكثيرين من رصفائهم لركوب ذات الطريق للظفر بالبريق على حساب شقاء عمر السودانيين .
خامسا/ وجود القوة العسكرية والإعلامية والاقتصادية الكبيرة وما تستقطب من سند لدى الأطراف العسكرية المتقاتلة وضعفها لدى الأطراف المدنية الساعية للحل .
سادسا/ سيادة روح القطيع لدى عدد كبير من الشعب السودانى تجعلهم لقمة سائغة للهياج العاطفى السالب لدى كل الأطراف وتشكيل رأى عام مصنوع و كاذب وقابل للإشتعال .
سابعا/ ما يفرزه الوضع من خطاب الكراهية الحزبية والقبلية والجهوية ووجود منصات عديدة تنفخ فى نيران تفشيه واستغلال أصحاب الأجندة الخارجية القذرة والداخلية المتطلعة لهذا الأمر بصورة بشعة تداعياتها كارثية على الوطن
ثامنا / فقدان الحراك السلمى بتشتت شباب الثورة السودانية بدول اللجوء وولايات النزوح ذات القبضة العسكرية والأمنية الباطشة وضعف تأثيرهم الراهن على الرأى العام العالمى والداخلي كوسيلة ضغط مدنى مجربة لقوة موازية وتشاكس القوى المدنية حول مصالح آنية ومستفبلية مرتبطة بالمواقع التنظيمية والغيرة السياسية رغم حال الوطن .وتصدى وجوه كثيرة غير جديرة للشأن العام وهى فطيرة الرؤى إنتهازية المواقف.
تاسعا/إعتقاد البعض بأن الحسم العسكرى يقضى على مشكلة وجود قوات الدعم السريع من جذورها، وتطلع البعض إلى زوال الإسلاميين من الفضاء السياسى السودانى، رغم أن حقائق التاريخ ومؤشرات الواقع لا تؤيد إمكانية حدوث ذلك.وليس كل ما يتمنى المرء يدركه .
عاشرا /آفة الحقد والحسد المستشرية فى جل الأوساط السودانية وأثرها المباشر على تعويق اى إنجاز وطنى يصنعه الغير .
• فكيف الخروج من هذا المأزق الوطنى الذى تزداد خطورته كل يوم قبل أن يصبح عصيا على الحل ، فتأخير كل يوم يعقد الأمور لشهور ويزيد أمد الحرب لسنوات .
•ولأجل هذا الوطن المنكوب، والشعب المغلوب ، و إستنهاضا لشيم الخير فى ابناء الوطن بكل الانتماءات والتوجهات والجهات وتحقيقا لمبدأ الصدق مع الذات يجب إمتثال الجميع لقيم الدين الحق والوطنية المتجردة التى تحض على الصدق و الحلم و الإيثار وتقديم التنازلات الكبرى نحو سيادة روح الحقيقة والمصالحة للخروج من المأزق .
•و إعلاء روح القيم الكريمة لأجل منع تمزق الوطن ونشوب حروب أهلية لا تبقى ولا تزر مؤشرات حدوثها واضحة ومنع تدخلات أجنبية بدأت تطل ملامحها يسعى إليها الكثيرين ، بدون محاذير أو كوابح فى دوامة البحث عن مخرج .
• يقول البرت إينشتاين :- ( لايمكننا حل المشكلة بنفس طريقة التفكير التى استخدمناها عندما نشأت المشكلة) • وفى طريقنا للبحث عن الحلول يمكننا أن نقول :-
ليس الحل عصى ..
لو كان الفكر سخى
وضوء الحق يضيء
دروب تاهت فى الظلمات
من وطأة حب الذات
سيعود الوطن و ضىء
لينعم بالخيرات

 

آراء