هذا الجزء يتضمن جانباً من خطاب الكراهية

 


 

 

كلام الناس

نورالدين مدني

استمتعت بذكريات مولانا القاضي السابق حمزة محمد نور الزبير الصادر عن دار مدارك للطباعة والنشر الذي استعرض فيه ذكرياته في عدد من مناطق السودان مثل ملكال والرنك والبيبور واكوبو وامدرمان والابيض والخرطوم بحري و النهود.
إضافة لبعض حكاياته الشيقة عن تجربته في السلك القضائي مثل حادث القرنتية ومظاهرات السكر والكشة وقانون التشرد والهنبتة والنهب المسلح وعملية دمج القضائين الشرعي والمدني وقصة استقالة القضاة وقوانين سبتمبر1983 وقانون الهيئة القضائية.
طاف المؤلف باسلوبه الجذاب ليحكي لنا بعض مفارقات محاكم الطوارئ والعدالة الناجزة وبيعة القضائية وام المعارك بين المكاشفي والرشيد الطاهر بكر وتنفيذ الأحكام الحدية ومحاكمة الاستاذ محمود محمد طه ولغز إخفاء جثمانه.
طوف بناعلى مختارات من تجربته من التراث الكردفاني مثل أغنية الغالي تمر السوق، لكنه للأسف وقع في خطأ كارثي "عندما حكى روايته "من وادي شلنقو إلى الوادي المقدس.
ليس فقط لأنه خاض في أمر ديني لايخلو من سخرية وتطاول على الذات الالهية إنما لأنه أيضاً تضمن جانباً من خطاب الكراهية.
قال أنهم عندما وصلوا لقاوة وجدوا الدكاكين فاتحة والجلابة راحوا الاخرة، ومضى قائلاً اتلمينا نحن المسيرية زرق وحمر وقلنا نرسل وفد لربنا من النظار والعمد والمشايخ وكبار القبيلة بابونمر واخوانه وناس العمدة حرقاص والناظر عزالدين حميدة عشان يشوف لينا صرفة في الجلابة!!!.
يوالي المؤلف تطاوله على الذات الالهية وهو يحكي عن لقاء تم بين قيادات المسيرية وبين وبين رب العباد ويسأوله مباشرة يشوف لهم صرفة في الجلابة وظلمهم السووه لهم في الدنيا.
اكتفي بهذا القدر من المسرحية الهزلية التي تضمنت جانباً من جوانب خطاب الكراهية ضد الجلابة بتعميم الحكم على انتهازيتهم كتجار ليشمل كل سودانيي الشمال.
تمادى المؤلف في الرواية التي نسبها لصديقه منور محمد نصر في أبوزبد في سرد الصفات السالبة التي يسبغونها على الجلابة من طمع وجشع ومكر وحب للنساء والاستئثار بالثروة والسلطة ومباهج الحياة وقال إنهم التجار الذين ينحدرون من القبائل العربية التي تستوطن وسط وشمال السودان.
أرى ان هذا الجزء من الكتاب تضمن جانباُ من جوانب خطاب الكراهية الذي ليس من مصلحة أي مكون من مكونات النسيج السوداني نشره ضد الاخرين ولم يكن المؤلف موفقاً في نشره وسط هذه الذكريات الطيبة.

 

آراء