في رثاء محمد المكي ابراهيم

 


 

صلاح الباشا
5 October, 2024

 

ويتدفق الرثاء الذي يحمل في طياتها قيم الوفاء وذكريات الصداقة الممتدة.
فهاهو هو سعادة الأخ السفير الأديب الشاعر والصديق المحبب الي النفس كثيرا الاستاذ جمال محمد ابراهيم ينعي شعرا رفيق مسيرته الراحل المقيم الشاعر السفير
محمد المكي إبراهيم:
.....

الوَاجِـمُ فِي رحيـلِ المكِّي
شعر : جمال محمد ابراهيم

وَجـَمَــتْ حَـمَـامَـتـُنـا وَبَـحَّ هـَــدِيْــلـُهـَـا
فـي لـيــلـةٍ ظـلـمَــاءِ غَــابَ مَـثـيْــلـُهَــا

شَـجَـرُ الطـريْـقِ تَـيـَتـمَـتْ أغـصَــانُـهُ
وَبكَـى عَـلى يـبـسِ الـتـُّمــوْرِ نخـيْــلـُهَـا

هـَـبّــتْ نـسَــائـمُهَـا عـلـى بُـســـتـانِـهـَا
مَـا بالـهَـا انصَرَمتْ وَغَـاب عـلــيــلـُهـَا

وَسَــحَائـبٌ مَـرَّتْ بـشـمـْـسِ نـهَـــارِنَـا
لـمْ يـرْوِ ذابـلـةَ الــوُروْدِ هُـطـــوْلـُـهَـا

يَا لـيـلـةً عَـصَـفـَـتْ بأقــمَــارِ الـدُّجــَى
وَغـشـَى لـتسْـهِـيْـدِي عَـلـيَّ طــويْـلـُهَـا

مَـنْ ذا يُـحـــدِّث نَـفــسَــه بـوَداعِــهَــا
إلا لِـمَــنْ أوحَــى الــوَداعَ رَحـِـيْـــلـُـهَــا

مِــنْ بَـارِقٍ يَـصِــلَ السَّــمَـاءِ بـبَـــارقٍ
فَـيَـهِــلَّ مِـنْ بـَيـْـنَ السَّـــديْـمِ أصِـيْـلـُـهَـا

يَـا مـَــن يـودِّع أمَّـــــةً بـقـَـصـيـْــــدةٍ
أيودَّع الـنَّجـــمَ الـمُضِـيءَ سُـــهَـيْـلُـُهَــا

مَا اسـتعـصَتْ الكلـمَـاتُ في تلـمـيـحـِـهَـا
وَعَـصَى عـلى أهـْلِ الحِـجَــا تـأويـلـُهَـا

قـالَ الـمُـغـَــادر انـعـِـمُــوْا بـخَــرَائــبٍ
لكُـمُـو كـثـيـرُ كُــنـــوزِهـا وَقــلـيْــلـُهَــا

فَـَـتـكَــتْ بـأقـــــدارِ الــزَّمـَــانِ نَـوَازِلٌ
شَــــهِـِدَ الـدَّمـارَ جَـريحُــهَـا وَقــتـيـْـلـُهَـا

أتكون أمَّـتـكَ التي أحبـبـتهَـا يَـا شـاعِـري
في الجُـبِّ غَـرقـىَ وَانـطـفـا قـنـدِيْـلـُهَـا؟

وَلـمَنْ سـتترك برتـقالـك وَالرَّحِـيـْقَ البِكْرَ
مِـــن شَـــــجـٍرٍ ٍ سَــــبَـاكَ جَـمِــيـْـلـُـهــَا

لنْ تترك البُستان إذ لـكَ وردةٌ في قـلـبـهِ
وَلـكَ الحَـبـيـبـةُ مِـثـلـمَـا لـكَ جِــيْــلـُهَـا

وَلـكَ الـغِــنــاءُ الـمُـستجــيـْش مَـحَــبَّــةً
لـلنـيـلِ للأرضِ الـرَعـتـكَ سُــهُـوْلـُهَـا

وَلـكَ ابـتـداءاتٌ لِعـَـزَّةِ حـيْـنَ يَـشـــدوْ
بالـلـحُــونِ الـزّاهـِـيـَاتِ "خــلـيْــلـُهَــا"

لِـمَنْ ستتركهُ قِـطـارَ الغَـربِ في قُضبـَانِهِ
عَجـَـلاتـُهُ انكَسَـرَتْ وَضـَـاعَ صَـلـيْـلـُهـا

سَـترَى جُمُوْعَ الضّاربيْنَ طوْبَ الأرضِ
والـتَـبَسَتْ عَـلـيْهِـم في الـرَّحيْـلِ سَـبـيـلـُهَـا

كُلُّ الدِّيارِ تشَـابَهَـتْ عـند الدُّجَى أطـلالـُهَا
لمْ يَهْـتـدِ للعَامـريةِ في الخِـباءِ خَـلـيـلـُهَــا

لا لــنْ تُـوَدِّعـَــنـَـــا فَـظـــلـُّـكَ وَارِفٌ
رحـبُ النّـضَـارةِ وَالظـلـيـلُ خَـمـِيـْلـُهَـا....

اكتوبر -٢٠٢٤
القاهرة

abulbasha009@gmail.com

 

آراء