عبقريات وزير النفط !

 


 

 

مناظير الثلاثاء 8 اكتوبر، 2024

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* يحتاج المؤتمر الصحفي الأخير لوزير النفط والطاقة في حكومة الأمر الواقع ببورتسودان (محى الدين نعيم) الى كتاب لاستعراضه والتعليق عليه وليس مقالا واحدا فقط، فالرجل ممثل كوميدي من طراز فريد يتمتع بكل الصفات التي تجعل منه كوميديانا تحفة مثل الكذب والجهل والبلاهة .. ولا ادري لماذا لم يجرب حظه في المسرح الكوميدي قبل ان يعمل بوزارة النفط المأسوف عليها بوجود أمثاله من الفطاحلة !

* يقول الوزير، "ان الحكومة السودانية اقتربت من توقيع اتفاقية جديدة مع الصين لاستئناف عملها في مجال النفط"، مضيفا "ان وفداً حكوميا يضم ممثلين للجانب القانوني والفني والمالية والأمن الاقتصادي والترويج سيتوجه الى الصين خلال الأيام القادمة للتفاوض مع الحكومة الصينية والتوصل لاتفاق معها" !

* تخيلوا هذه المهزلة: يقول الوزير "إقتربت الحكومة من توقيع اتفاقية نفطية جديدة مع الصين" ويتحدث في نفس الوقت عن " سفر وفد حكومي في الأيام القادمة الى الصين للتفاوض مع الحكومة الصينية والتوصل لاتفاق معها " .. أى ان المفاوضات لم تبدأ في الأصل والوفد لم يسافر بعد، ولا يعرف احد ما هى الاتفاقية، ورغم ذلك "اقتربت الحكومة السودانية من توقيع اتفاقية جديدة مع الصين" .. بافتراض اننا بحوافر واذنين طويلين!

* ولكى يسهل ابتلاع الكذبة مثل ما يبتلع البلابسة أكاذيب اللايفاتية وفيديوهات التيك توك، لا بد من تكبير حجمها بأن "البرهان سيحضر توقيع الاتفاقية" .. أبشِر يا البرهان فرصة وجاتك لترتدي ربطة العنق والبدلة وتسافر الى الصين مرة اخرى وتمثل دور الرئيس وتحقق احلام والدك !

* ثم يتفضل علينا الوزير بغلوتية قائلا: "إن الحرب أثرت في الاقتصاد، ورغم ذلك فإن قطاع النفط في أفضل حالاته خلال فترة الحرب"، رغم " أن الانتاج انخفض من 80 الف برميل في اليوم الى 13 ألف فقط" حسب حديث الوزير .. دي يفهموها كيف؟!

* ويبرر الوزير هذه الافضلية "باختفاء صفوف الوقود بعد بداية الحرب" .. تخيلوا النبوغ والعبقرية .. !!

* أما لماذا اختفت هذه الصفوف فهو أمر لا يعرف الوزير العبقري شيئا عنه، ولا يهمه أن يعرف ما دام سيادته يقيم في كنف حكومة الامر الواقع ببورتسودان، بينما يقيم كل الشعب السوداني في (الكنيف) !

* ويصف الوزير مصفاة الجيلي " بأنها مجرد طاحونة دقيق، لو كسروها أو خلوها ماعندنا مصلحة كثيرة فيها، لانها أصبحت لاتهمنا اقتصاديا ولانأخذ منها اموال" .. بالله عليكم شوفوا الفهم ده: مصفاة كلف إنشاؤها في عام 1997 أكثر من (مليار دولار) ولا يزال نصف المبلغ (زائدا الفوائد) ديناً على حكومة السودان للحكومة الصينية، وبلغت تكلفة صيانتها في عام 2021 خمسين مليون دولار، وتغطي 60%، من احتياجات السودان من البنزين، و50% من احتياجات الجازولين، و50% من احتياجات غاز الطبخ .. يقول عنها الوزير "لو كسروها او خلوها ما عندنا مصلحة فيها" !

* أما آخر ابداعاته قوله: "لدينا 600 ميقاواط من الكهرباء زائدة عن حاجة البلاد ماعارفين نوديها وين" .. ما قلت ليكم الزول ده عبقري؟!

 

 

آراء