تعليق على (كلام رجال) لبنى فى قناة المحور !! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

تاج السر حسين
20 December, 2009

 

 royalprince33@yahoo.com

مررت على موضوع لأحدهم  معلقا عن اللقاء الذى بثته قناة المحور المصريه خلال 7 دقائق مع الصحفيه السودانيه الرائعه (لبنى أحمد حسين) وقالت خلال تلك السبع دقائق ما عجز عن قوله كثير من الرجال بل عجزت عن قوله المعارضه (التقليديه) السودانيه خلال 20 سنه ظل تقاوم فيها نظام الأنقاذ مقاومة ناعمه و(هشه)، وخدمت (لبنى) بذلك اللقاء القصير وطنها ومواطنيها بصورة تستحق عليها أكثر من الشكر والتقدير.

للأسف تعمد كاتب المقال تشويه الحقيقه وعكسها بصورة تناقض تماما ما حدث.

وقد حاورت (لبنى) قبل اللقاء التلفزيونى المباشر بساعات قلائل وتابعت الحوار عند بثه فى اول مرة وحينما تمت اعادته فى اليوم الثانى وشعرت بأن (لبنى) اجادت وأبدعت وأستحقت كل تقدير واحترام.

فالبرغم من ان اعداد البرنامج اتاح (للبنى) 7 دقائق فقط، لكنى أشهد بأنها كانت مركزه  وثابته وواثقه وأفكارها مرتبة ولخصت قضيتها بصدق ومهنية واتزان عال وبصورة تفوقت فيها على أكثر الناس فصاحة واجادة للغة العربيه، وكنت الاحظ الأعجاب يقفز من عيون مقدمى البرامج المذكور الذى يشاهد بنسبة عاليه  داخل مصر وخارجها.

حقيقة لم يعلق مقدم البرامج الأستاذ (سيد) أو زميلته على حشمة الثوب السودانى وهذا امر مفروغ منه ولا يغالط فيه اى انسان وانما علقا على جماله وتساءل الأستاذ مقدم البرنامج بصورة عاديه بأنه كان يتمنى أن يرى لبنى فى الزى الذى تعرضت بسببه للمحاكمه وتلك كانت وجهة نظرى التى ذكرتها (للبنى) قبل اللقاء حتى تفضح دعاوى النظام وهو زى عادى ترتدى مثله بل اقل منه حشمة الفتيات فى مصر وفى غيرها من البلدان العر بيه والأسلاميه ولا يتعرضن للأهانه والأذلال أو للجلد أو العقوبة بأى شكل من الأشكال..

وهنا اوضح لكاتب المقال بأن الفضائيه التلفزيونيه الرسميه السودانيه قدمت قبل عدة أيام ضيفه مغربيه كانت تتحدث عن الدين وعن الشريعه وعن القيم والتقاليد الأسلاميه وهى ترتدى زيا لا يصل لدرجة احتشام بنطال (لبنى) فلماذا لم تقدم الضيفه لمحكمه النظام العام؟

وهل قانون النظام العام اعد لمعاقبة السودانيين وحدهم؟

وما هى المعايير التى تحدد اذا كان هذا الزى الذى ترتديه امراة فاضحا أم لا؟ وهل فرية ما ذكرته (لبنى) بأن مثل هذا القانون لم يظهر الا مع نظام (الأنقاذ) ولعلها تعنى منذ سبتمبر 1983 لا يونيو 1989 ، أم ما ادعاه كاتب المقال؟

وبغض النظر عن وجهة نظرنا فى مسالة الزى وهل هو حرية شخصيه أم لا، لكن الم يسمع أو يقرا كاتب المقال عن لبسه كانت ترتديها النساء فى السودان سابقا اسمها (جكسا فى خط سته) ؟ فاين كان قانون النظام العام وقتها ؟ هل كان نائما ولم يستيقظ  الا فى عهد الأنقاذ؟

وهل يستطيع كاتب القال ان يمدنا باحصائيه توضح حجم الفساد الأخلاقى والأعتداء على المال العام فى ذلك الوقت مقارنه بما هو حاصل الآن؟

وهل تطارد شرطة الأداب فى مصر أو دبى الفتيات فى المدارس والجامعات والأماكن العامه لتتأكد من انهن يرتدين ملابس تحت الركبه أو فوقها؟ وما هو السبب الذى يجعل رجال من اى جهة كانت يقتحمون اماكن نسائيه لكى يتأكدوا من نوع الزى الذى يرتدونه؟

الا توجد واجبات أهم من ذلك العمل  تستند لتلك الجهات فى مجال الآداب أو فى اى مجال آخر؟

وما هو الأهم  للدوله متابعة قضايا الأمن والرشوه والفساد واستغلال المال العام ام ما ترتديه امراة بصورة أكثر من مناسبه ؟وهل شاهد كاتب المقال الزى الذى كانت ترتيده احدى الممثلات من دولة شقيقه وبجانبها رئيس مكتب المؤتمر الوطنى فى ذلك البلد حينما كانت ذاهبه فى مهمه محدده تتحدث فيها عن دارفور وعن انها آمنه ولا توجد فيها جرائم ضد الأنسانيه؟ولماذا لم يتساءل الكاتب عن سبب جلد الجنوبيات المسيحيات القصر بينما تم ارجاء جلد لبنى؟هل لأنها صحفيه معروفه يمكن أن تثير ضجه أم لأنها تحمل حصانه دوليه؟

ولماذا تم تعديل  عقوبة الجلد الى غرامه؟ وهل  تقدمت لبنى  بطلب لأتحاد الصحفيين المنتمى قادته للمؤتمر الوطنى لكى يدفعوا الغرامه بدلا عنها لأنها (عاجزه) ماليا، ام هم سارعوا من انفسهم ودون الرجوع اليها ودون أخذ الأذن منها بسداد تلك الغرامه حتى يغطوا على عورة النظام ويجنبوه الأنتقاد من المجتمع الدولى حينما يعلم انه تم سجن أمراة سودانيه لمدة شهر بسبب ارتدائها لبنطال بينما يعاقب مغتصب طفل صغير بنفس العقوبه كما ذكرت (لبنى) واثارت بذلك دهشة مقدم البرنامج وزميلته؟

للأسف بدلا من أن يسال كاتب المقال نفسه عن لماذا لم تتقدم اى دار نشر فى السودان بشجاعة لطباعة ذلك الكتاب الذى سوف يدخل للسودان وباللغة العربيه شاء من شاء وابى من ابى، على العكس من ذلك أستغرب لقيام دار نشر فرنسيه بطباعته باللغة الفرنسيه ثم تم التعاقد مع دور أخرى لترجمته لعدة لغات وهذا شئ طبيعى، أم يريد كاتب المقال من الفرنسيين ان يطبعوه باللغة العربيه ثم يترجمونه بعد ذلك الى لغتهم؟

اوهنا أطرح على كاتب المقال سؤالا الا تشعر بالخجل وانت ترى أمراة عرضت نفسها للمخاطر ووقفت امام النظام وواجهته مواجهة شرسه فى وقت عجز فيه الرجال من القيام بذلك الدور فى مواقف عديده؟

لماذا لم يسال صاحب المقال عن اعدام 28 ضابطا فى يوم واحد خلال شهر رمضان وعدم الكشف عن مقابرهم حتى الآن بدلا من لوم (لبنى) لأنها قدمت لوطنها خدمه لا تقدر بثمن؟

وهل كان كاتب المقال أمينا وهو يدعى بأن لبنى تلجلجت فى الحديث وهى خلال 7 دقائق تمكنت من تقويم نظام الأنقاذ كله وبصورة مدهشه وهل قارن طريقة حديث اسلوب الصحفيه لبنى المرتب المنظم مقارنة بازاء لجلجلة مندوب السودان فى الأمم المتحده فى مواقف كثيره اشعرتنا بالخجل، وبأن الأنقاذ لا تستخدم الموهوبين فى مجالاتهم وانما تستفيد من الموالين ومن يقولون نعم فى وقت يجب ان يقولوا فيه (لا)؟

 

آراء