في ذكري مجزرة بورتسودان يتحولون لخندق سفاكي الدماء

 


 

 

 

بينما يستعد شرفاء الشرق من كافة الاتجاهات لاحياء ذكري شهداء مجزرة بورتسودان بالتعاون الوثيق مع اسر الشهداء يفاجئنا قياديو جبهة الشرق ممن تولوا مناصب في حكومة الانقاذ بتمسكهم بترشيح البشير لمنصب رئاسة الجمهورية.  قالوا بصوت عالي اخترناك, رشحناك , نحن معاك. انه تلازم غريب يكشف نوعية هؤلاء البشر, فليعلموا ان البشير هو المسئول الاول عن تلك المجزرة, وعن معاناة البجا, عن المجاعات التي تكتسح الاقليم, عن الامراض التي انتشرت بشكل لم يسبق له مثيل, عن الدماء التي سفكت, عن الدمار الذي الحقه قصف طائراته بكل القري الحدودية في الشرق, عن التشريد لابناء البجا من الميناء والمرافق الاخري, عن التهميش والاذلال ومص دماء الفقراء, وعن نهب الذهب وموارد الميناْء, عن تصفية الميناء وتشريد جميع العاملين فيه, عن تدهور كل المشاريع الزراعية كبركة والقاش والرهد واربعات وتوزيع اراضي الجدود لاعوانه من سكان الخرطوم.ـ

 

انه المسئو ل الاول للدمار الذي لحق بالشرق.ـ

   

عمل نظام البشير الارهابي منذ استيلائه علي السلطة عام 1989 علي اذاقة الشعب صنوف العذاب, وبرع في الاغتيالات وفي الابادات والاغتصاب والتدمير وحرق القري, والزج بالاحرار في السجون واوكار التعذيب, يجب ان يكون هدفنا جميعا في الشرق والغرب والجنوب والشمال دك نظام الجبروت والطغيان وكنسه من الوجود ليعيش شعبنا في حرية وديموقراطية واخاء ورخاء.ـ

 ان مساندة هذا الارهابي جريمة لن يغفرها التاريخ.ـ

 لم يخنع مؤتمر البجا لجبروت الانقاذ وطغيانه, فكان من المبادرين للنضال المسلح,  وتصعيد النضال السلمي بالداخل.  ففي يناير 2006 هبت جماهير البجا ببورتسودان في مسيرة حاشدة تطالب بالديموقراطية, وبحق العمل, وبالخبز, وبرفع المعاناة وبالمفاوضات السلمية لوضع حد للمواجهات العسكرية. سار الابطال في موكب رهيب يطلبون التفاوض مع السيد الوالي. بينما هم يواصلون تلك المسيرة السلمية اذ ينهمر عليهم الرصاص من كل فج عميق ويستشهد اكثر من20 ويجرح المئات ويعتقل العديد من شرفاء ابناء البجا.ـ

رغم سفك الدماء, ورغم الرصاص ورغم الارهاب انتشرت التظاهرات في عدد من احياء بورتسودان، من   بينها «ديم عرب» و«التقدم» و«دبايوا»، وامتدت الشعلة الى مدن اخرى في  الشرق هي كسلا وسنكات وأروما, مما افقد النظام الارهابي توازنه, فصعد من الملاحقات والاعتقالات والارهاب.ـ

وفي هذا الاثناء صعد الجناح العسكري من مواجهته لقوات النظام ونفذ العديد من العمليات الناجحة. وانتقاما من هذا لجأت السلطة لضرب المواطنين الابرياء علي طول الحدود الشرقية بالطائرات مما ادي الي تهجيرهم وتكبيدهم معاناة فوق معاناة.ـ

فعلي ضفاف القاش والبركة وجبال همشكوريب سالت دماء الابطال, فتحوا صدرهم للرصاص في شجاعة نادرة من اجل القضية, من اجل ان يعيش انسان الشرق حياة كريمة لا اذلال فيها ولا تهميش.ـ

 نسي قياديو جبهة الشرق تلك الدماء, تنكروا لارواح شهداء المجزرة, ولروح لبسوي ورفاقه ولسنين النضال المضني من اجل القضية. تنازلوا عنها بأكملها مقابل مناصب ومال تدفعه لهم سلطة الانقاذ الاجرامية. تركوا خندق رفاق الامس وتحولوا لخندق الاعداء ينشدون المزيد من المال والعطاء.ـ قالوا يتمسكون لا بالمبادئ الشريفة وبحل القضية .. لا .. لكن بترشيح الارهابي البشير.ـ

في ذكري مجزرة بورتسودان اعلنوا تحولهم لخندق سفاكي الدماء, فليتحولوا كما يشاؤون, فخبرهم اهل الشرق, وعزلوهم, وتركوهم لوحدهم ينشدون العطاء. فلتهنأ بهم الانقاذ.ـ

بالامس وقعوا اتفاقا مشينا مع السلطة قالوا انه يلبي تطلعات اهل الشرق, اتفاقا خاو من اي الزام للسلطة لحل   القضية, انه عبارات انشائية لا تعني الكثير ولن تحقق الكثير.ـ ولكن ابواق الانقاذ تنطلق مشيدة بالمعجزات وبالانجازات التي تمت وبتلك التي في طريقها للتنفيذ. لكن انسان الشرق لا يشعر بانجازاتهم هذه مهما علي صوت الابواق.ـ

وهذا هو المحك الرئيسي الذي نحتكم اليه .. الانسان في الشرق.ـ

لم تتحقق المشاركة الحقيقية في السلطة المركزية, لم يتحقق الاقليم الواحد تحت حكم ابنائه, لم يتحقق اشراك الاقليم في موارده الطبيعية, لم يتحقق تنفيذ اي مشاريع تنمية واعمار, بل التهميش والاذلال والارهاب والتشريد ومص الدماء يتواصل كما كان, نسوا السكان المهجرين علي اطراف المدن, نسوا المدارس والشفخانات والخلاوي التي دمرتها القاذفات.ـ

قل لي بربك ماذا تحقق من انجازات حتي ننحاز للمجرمين وسفاكي الدماء؟ـ

ابناء الشرق لن يصوتوا للارهابين, فقد ذوقونا صنوف العذاب والاذلال والاستعلاء والتشريد وتركونا فريسة للمجاعات والامراض.ـ

لقد سجل ابطالنا في بورتسودان وعلي الحدود الشرقية ملاحم رائعة يحفظها التاريخ باحرف من نور.ـ

ان الشرفاء من اهل الشرق اذ يحيون ذكري هذه المجزرة البشعة انما يؤكدون اصرارهم لبناء سودان تعم فيه الديموقراطية والحرية والعدالة والرخاء.ـ

 

drabuamna [abuamnas@gmail.com]

 

آراء