برافو سناء عفواً عبيد!

 


 

 


diaabilal@hotmail.com
أسباب طارئة منعتني من تلبية دعوة وزيرة الدولة بالإعلام الأستاذة/ سناء حمد العوض لزيارة الدمازين أمس. وكنت كصحفي حريص على الوقوف على حقيقة الأوضاع الإنسانية هناك، خاصة وأن الحروب في العادة تجارة سيئة، لا يدفع فواتيرها سوى المواطنين البسطاء وغمار الناس.
بعد أن وقع ما كنا نخشى منه وهو اشتعال الحرب بالنيل الأزرق -وذلك لانسداد المسار السياسي- من المهم البحث عما ينهي هذا الوضع ويعيد الاستقرار للمنطقة.
خطوة جريئة اتخذتها الوزيرة سناء وهي تقود وفداً إعلامياً كبيراً لزيارة الدمازين في وقت لاتزال فيه روائح البارود عالقة في فضاء المدينة.
سناء وزيرة دولة بمواصفات رفيعة، من حيث المبادرة والابتكار والنشاط والحس السياسي الرفيع، فقد استطاعت في ظرف عصيب أن تجعل الحكومة تلتقط زمام المبادرة الإعلامية في حرب الدمازين. وتصبح هي السباقة لتمليك المعلومات للرأي العام المحلي والعالمي.
الحكومة كانت دوماً تعاني عجزاً كسيحاً في العمل الإعلامي، خاصة في ظل إدارة الدكتور كمال عبيد للوزارة، حيث كانت كثيراً ما تتحول انتصاراتها لهزائم إعلامية.
سناء استطاعت أن تملأ كثيراً من الفراغات بالوزارة. فهي على صلة وقنوات مفتوحة مع الوسط الإعلامي، الذي تنتمي إليه بحكم الدراسة والعمل.. فهي تحاور الجميع ولا تنغلق على الخاصة.
وهي صاحبة فكرة إضاءة شموع الأمل للشعب السوداني، بعد انفصال الجنوب. حيث اجتهدت في إصدار أول مرجع معلوماتي عن السودان. ودخلت في مشروع مكافحة الصور المسيئة للسودان عبر إعداد البوم موازٍ يعكس وجهاً آخر عن هذا الوطن العظيم.
في هذا الوقت الذي كانت الوزيرة الشابة تفعل كل ذلك، كان وزيرها المركزي كمال عبيد معزولاً عن الوسط الإعلامي... وعندما ينتبه يسقطه لسانه في هفوات قاتلة يضطر كبار المسؤولين "رئيس الجمهورية ونائبه" يبحثون له عن طوق نجاة، مثل ما حدث في تصريح (الحقنة) الشهير، الذي جعل نسبة الجنوبيين بالشمال الذين صوتوا للانفصال تفاجئ الجميع وتقترب من النمرة الكاملة.
هذه وزارة مهمة وحساسة، تحتاج لوزير شديد الحساسية في اختيار الألفاظ وشرح المواقف،لا لوزير شارد الذهن ضعيف المبادرة ينفق رصيده من الطاقة في المعارك الصغيرة مع مرؤوسيه وفي حجب البرامج الناجحة مثل (أغاني وأغاني) وايقاف اذاعة البي بي سي.
تلك الخطوة التي جعلت رئيس الجمهورية - في سابقة هي الأولى- يضطر لانتقادها في الهواء الطلق، لأنه يعرف بحسه الاجتماعي فوائد هذا المنجز الإبداعي.
إذا كان هناك تجديد حقيقي في التشكيل الوزاري القادم يجب أن تجازى الوزيرة الهمامة سناء حمد بمنصب الوزيرة المركزية للإعلام ويعود دكتور كمال عبيد لجامعة إفريقيا محاضراً أووكيلاً. وهو في ذلك الحقل معروف بالتميز والزهد، فالرجل صالح في ذاته ولكن ذلك لا يقتضي أن يكون مصلحاً للآخرين. عودة للجامعة بشرط ألا تكون له علاقة بقسم العلاقات العامة والإعلام، فالرجل في عالم الإعلام لا يجيد سوى إطلاق النيران الصديقة..!
\\\\\\\\\\\\\\\\\


 

آراء