جامعة الإمام المهدي!!
د. محمد شرف الدين
30 January, 2012
30 January, 2012
حقاً، إنها كارثة إذا كان صحيحاً ما ورد في تقرير صحيفة الانتباهة الصادرة أمس، الذي رسم صورة بشعة للوضع في جامعة الإمام المهدي بولاية النيل الأبيض، فقد ذكر التقرير أن الجامعة تعاني نقصاً حاداً في عدد الأساتذة خاصة بكلية الطب...وفقاً للتقرير أن الدراسة بالكليات التطبيقية أضحت نظرية نتيجة لانعدام الأجهزة تارة و أو انعدام المحاليل الطبية بالنسبة لدارسي المختبرات الطبية، ولم يجد طلاب التشريح على مدى ثلاث سنوات جثة لتشريحها أي عندما يتخرج هذا الطالب الذي درس التشريح نظرياً فإنه سيعمل مشرطه في إنسان حي وليس ميتاً كما هو معمول به في دول العالم ... وللعجب أن هناك تسع دفع بالتشريح لم تتخرج ولا واحدة منها حتى اليوم وهناك من أمضى سبع سنوات يدرس في الجامعة بسبب القلاقل وتعليق الدراسة بالجامعة لأكثر من مرة نتيجة لتراكم المشاكل والبطء في التحرك لمعالجتها جذرياً... والأدهى بحسب التقرير أن الطلبة هناك بالطب لا يتدربون بالمستشفيات...
فكيف يعقل أن يستمر الحال في جامعة خطط لها أن تكون منارة للتعليم في ولاية النيل الأبيض، لكي تسهم في تحقيق النهضة بالولاية وسد النقص في الكوادر فيها خاصة في مجال الطب.. فكيف لطبيب درس نظرياً النجاح في عمله دون الحاق الأذى وتعريض حياة الآخرين للخطر والموت المحقق ...فالحقل الطبي يعاني أصلاً من مشكلة في جودة مخرجاته حتى وسط أولئك الذين يفترض أنهم درسوا أو يدرسون في جامعات تسمى بالعريقة ...ولعل سجل الشكاوي بالمجلس الطبي ضد الأطباء والاعتداءات المتكررة عليهم بسبب الأخطاء التشخيصية يغني عن التعجب ..! فما بال طالب طب يدرس وعلى مدى سنوات دراسته الطويلة نظرياً ولا تتاح له فرصة التدريب أو التطبيق العلمي أثناء دراسته هذا لا يستقيم مع المنطق أبداً ...
الوضع في جامعة الإمام المهدي التي قامت على مباني مدرسة كوستي القوز التي درست فيها جزء من مرحلتي الثانوية، الوضع هناك يتطلب تحركاً سريعاً وعاجلاً لحل مشاكل الطلاب كافة من إعاشة و سكن و توفير الاحتياجات الأساسية و الضرورية كالمعامل و احتياجات التشريح و الأهم من ذلك يجب أن تقوم الجامعة بتعيين أساتذة وإنهاء مسألة الاعتماد على المتعاونين أو الأساتذة الزائرين ومهم أيضاً خلق قنوات تواصل مع الطلبة وإرساء الثقة بين الإدارة والطلاب حتى تنعم الجامعة بالاستقرار وتتجه نحو تحقيق أهدافها وغاياتها للولاية والسودان والعالم أجمع.
M. Sharafeldin [msharafadin@hotmail.com]
/////////////