جنوب السودان: الجوع والمرض والفساد الحكومي المستفحل .. ترجمة: عاصم فتح الرحمن أحمد

 


 

 



جنوب السودان: الجوع والمرض والفساد الحكومي المستفحل

10 مليار دولار من عائدات النفط مفقودة

بقلم: جيم توماس ماونتن

ترجمة: عاصم فتح الرحمن أحمد

الأول من مايو 2012



لقد سرق قادة جنوب السودان ما لا يقل عن 10 مليار دولار من عائدات النفط المشتركة بينهم وبين السودان في  أل 7 سنوات الماضية, من جملة مبلغ يتراوح ما بين 12  إلى 17 بليون دولار سلمت إلى حكومة جنوب السودان، الحكومة الأحدث فى أفريقيا خلال هذا الإطار الزمني, وتقول بعض التقديرات أن مبلغ 10 مليار دولار هو مبلغ أقل من ما سرق.
ويوجد بجنوب السودان نحو 8 ملايين نسمة من السكان, وبالتالي فإن نصيب الفرد من جنوب السودان من كمية عائدات النفط يتراوح ما بين 1500 الى 2000 دولار لكل رجل وامرأة وطفل في هذا البلد, حيث يوجد كل يوم مئات إن لم يكن الآلاف يموتون من الجوع والمرض.
أين ذهبت أل 10 مليار دولار ؟ في بعض الحالات ذهبت مباشرة في حسابات البنوك في مدينة لندن، وفيما بعد أدلت وزارة الخزانة في جنوب السودان رسمياً أن في حالة واحدة أعلن وزير المالية بجنوب السودان أن لديها 300 مليون دولار "إختفت" في وقت واحد, وأين ظهر إنفاق جنوب السودان لحصته الزائدة عن 12 مليار دولار من عائدات النفط؟ فى البنية التحتية لا تقريباً، فى عدد قليل من المدارس, والمرافق الطبية, وهنالك الملايين الذين يعانون من سوء التغذية والمرض.
القيادة السودانية فى الجنوب لا يمكن أن تدعي حتى أنها قد أنفقت المال على قواتها العسكرية, ليس لديهم سوى القليل من التسلح الحديث، ناهيك عن المطالبات من مبيعات الاسلحة الاسرائيلية لهم,
جيش تحرير السودان (الجيش الشعبي)، إذا كنا نستطيع أن نطلق عليه هذا الإسم، لسنوات يعانى من عدم دفع الرواتب، مما أدى إلى تصعيد هذا الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم توفير أكثر من 100 مليون دولار سنويا لدفع رواتب الموظفين منذ التمرد الرئيسي الأخير في عام 2009 م,
الجيش الشعبي نفسه هو مبنى على العرقية والقبلية القائمة على القوة العسكرية, مع توافر القليل من السيطرة المركزية, الأقليات العرقية أصبحت تشكل لواءات خاصة، وأصبحت الانقسامات بينها في أراضيها تستند على القبلية, وإستفحلت الصراعات القبلية على الحقوق في الأرض والمياه, وأصبح الخروج في الميليشيات المحلية يتم عبر استدعاء "الاخوة الكبرى" بسرعة في الجيش الشعبي, والصراعات المحلية أصبحت تنتشر بين الجيش الشعبي فى مرات عديدة والقادة المحليين الذين هم على خلاف كبير معهم ، والذين كونوا وحدات عرقية لتنسيق أعمالهم ضدها.
وبعبارة أخرى, هناك شكوكا جدية في جنوب السودان أن سالفا كير هو من يسطر  على الجيش في جنوب السودان,  وقد  أحدث الهجوم على هجليج المعترف بها دوليا كجزء من السودان, بأنه قد يبدو أن هذا الهجوم ليس من قبل سلفاكير, ولكن من جانب قائد محلى فى الجيش الشعبي.
منذ إقناع جنوب السودان لوقف كل إنتاج النفط في أواخر شهر يناير من العام 2012 م انظر "الولايات المتحدة خطة لزعزعة الاستقرار في السودان" واصلت الولايات المتحدة الأمريكية تاريخها من الوعود والإبتزاز ضد كل من الطرفين, وفشلت في تقديم المساعدات التي كانت وعدت بتقديمها سراً إلى جنوب السودان إذا قام بتنفيذه خطة الولايات المتحدة لطرد الصين من حقول النفط في السودان، وزعزعة الاستقرار فى السودان وهز أركان حكومة البشير في السودان من خلال حرمانها من البترول المصدر الرئيسي للدخل لديها.
ولكن بعد ثلاثة أشهر من دون دخول أى عائدات من النفط  فى كل جنوب السودان, قام الرئيس سلفاكير  برحلة طارئة إلى الصين وفي يده قبعتة في محاولة للحفاظ على حكومته، وعاد بوعود صينية بمنحه نحو 8 مليار دولار من المساعدات, وعلم أنه أصبح لا يثق في الولايات المتحدة الأمريكية، وإن كان أحد لا ينبغي أن يعتقد نفس ذلك في هذا الصدد.
البنك الدولي أيضاً وقع إتفاق يمنح  بموجبه الجنوب قرضاً بعدة مئات من ملايين الدولارات, إنه إتفاق إذعان,وقعه وزير مالية الجنوب السوداني, ويعرف أيضا باسم البارون السارق, على الرغم من أن أحدا لم يسأل كيف ازعجت حقول النفط التي أغلقت ومصدر دخلها الوحيد دولة الجنوب، سوف لن يكون جنوب السودان قادراً على سداد البنك الدولي.
جورج كلوني وأنجلينا جولي يتهمون حكومة السودان بكل شيء يحدث للجنوب من حصار وعدم السماح بالمساعدات الغذائية إلى إبادة جماعية إلى جانب دعمه لجوزيف كوني خاطف الأطفال 2012  م, إنها حملة العلاقات العامة التى يقومون بها إتجاه (شعب أوغندا الشمالية، ومنطقة تم الإدعاء بأن البرامج صور فيها، وقد تبين أن هناك من ألقى الحجارة على الشاشة), وكل هذا ليتم تحويل انتباه الغرب عن السبب الحقيقي للمعاناة في جنوب السودان, بسبب سرقة هائلة يقومون بها من جميع البلدان ذات الدخل, في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية بالتأكيد لديها اليد الخفية وراء القتال الذي اندلع مؤخرا بين السودان وجنوب السودان والجوع والمرض, وال 10 مليار دولار المفقودة من جنوب السودان قد يكون وراء هجوم جنوب السودان العسكري الأخير ضد السودان, وكما يقول المثل "الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد"، وما هي أفضل وسيلة لإلهاء الناس بك من الجوع والمرض والسرقة سوى بدء حرب مع شريك حياتك سابقا؟ هناك شيء واحد مؤكد هو ان جنوب السودان لديه اكثر حصة من الأوغاد, وأن الولايات المتحدة لديها أكثر الحيل القذرة في جعبتها لشعوب المنطقة.

جيم توماس ماونتن هو صحفي غربي مستقل في منطقة القرن الافريقي
Thomas C. Mountain is the only independent western journalist in the Horn of Africa, living and reporting from Eritrea since 2006. He can be reached at thomascmountain at yahoo dot com.

ترجمة عاصم فتح الرحمن أحمد الحاج
باحث وخبير إستراتيجى فى شؤون القارة الأفريقية ومتخصص فى شؤون القرن الأفريقى
Afro Grow Plan (AFROGROUP)
For Developmental & Strategic Studies
Afro News Department

asimfathi@inbox.com
1 مايو 2012
نقلاً عن Counterpunch
counterpunch@counterpunch.org

 

آراء