المانيا وسوق العمل

 


 

د. أمير حمد
5 September, 2012

 




كان من المعتقد بمرور الستين- أن تتلاشى أو تخف – على أسوء الفروض – الأسئلة المباشرة الموجهة إلى الأجانب بلهجة عنصرية  فوقية ,اسئلة مثل "من اي دولة أنت ؟ هل أنت مسلم ؟ا نقول هذا ونعلم بأن روح التطفل تدفع إلى التعرف على الآخر / المختلف ولكن في ألمانيا – لأننيما  في المدارس_  تمثل هذه الأسئلة مؤشرا حرجا على عدم تقبل الألمان للأجانب بعد والاعتراف بهم كجزء من مجتمعهم . لقد اعتمدت النازية كل من  السخنة الداكنة والشعر الأسود مقاييسا مغايرة لا تليق بالجنس (الآري الاسمي) فكان لازما عليها التخلص من الجنس المغاير بهذ المواصفات  مع اليهود  والغجر . في هذا المقال نأخذ العنصرية طابعا آخر يتمركز في تهميش المهاجرين / عدم توظيفهم أو إدراجهم  كمسؤلين في الدوائر الالمانية  الرسمية مما ألزم مكتب مكافحة الاضطهاد المطالبة  بتحسين ودعم المهاجرين على قدم وساق مع الألمان – يظل مفهوم الاضطهاد " نسبي أو بالأحرى ملتبس في أوروبا _ألمانيا_ إذ نجده متداخلا مع التهميش"والإجحاف المقنن" إلا أن الحقائق القائمة على الدراسات والأرقام / الإحصائيات تتحدث عن واقع + معايير ." نعم هناك اضطهاد في ألمانيا. جاء في دراسة لمكتب مكافحة الاضطهاد الألماني بأن الأجانب والألمان بأصول أجنبية يعانون من الاضطهاد في كثير من الحالات "سوق العمل / المدارس / الدوائر الرسمية كمكتب العمل وكذالك مكتب الخدمات الاجتماعية  وغيرها . تحت عنوان عريض" كل مهاجر يحس بالاضطهاد في ألمانيا" أصدر مكتب مكافحة الاضطهاد بألمانيا دراسة إحصائية وضحت هذا التطور الخطير. تقول الدراسة بأن المهاجرين يعانون من الاضطهاد- والتمييز في دوائر عدة إلا أذ يمثل  سوق العمل الألماني أدق مقاييس لتفشي الاضطهاد في ألمانيا .
يحدث هذا بمجرد إفصاح اسم"هوية وديانة المتقدم للعمل  عن( اجنبيته )وعليه  فقد طالب المكتب المذكور لمكافحة الاضطهاد بتوظيف الأجانب في الدوائر الألمانية الرسمية .
أوردت الدراسة الإحصائية بأن المهاجرين يعانون من الاضطهاد في مجريات حياتهم اليومية بألمانيا .شارك في هذه الدراسة الإحصائية 9200 مواطن معظمهم (ثلاث أرباع)يتحدر من عوائل مهاجرة / أجنبية
طلبت الإحصائية من المشاركين إبداء رأيهم عن  (ثمانية 8 ممارسات / معاملة حياتية) توضح إحساسهم بالاضطهاد في ألمانيا  نص رد 42 % من المشاركين بأصول أجنبية على الاضطهاد في ألمانيا فيما لا يقل على حالة واحدة من مجموع الحالات الثماني  .
حددت الإحصائية أكثر في تفاصيلها – المثيرة للجدل – بأن الاضطهاد في سوق العمل الألماني هو أكثر أنواع الاضطهاد التي تواجه المهاجرين .خمس المشاركين المهاجرين يحسون  بالاضطهاد في سوق العمل الألماني ..تحت هذه النسبة (ز3% المهاجرين الأتراك  و 33,2% من مهاجرين إفريقيا وآسيا وجنوب أمريكا( 38,2  من المسلمين!!).
هذا من جانب ومن جانب آخر نصت الإحصائية على إحساس التلاميذ في المدارس بالتهميش ( 29 % يعانون من الاضطهاد / والتهميش و36% من المهاجرين المسلمين من "إفريقيا وآسيا,يحسونه  كذلك .
نصت  الإحصائية على  إحساس (ثلث )من الأجانب بكل ضروب الاضطهاد  في المكاتب الرسمية لاسيما (مكتب بوليس الأجانب, ومكاتب العمل " . كان ولا بد أن تثير دراسة مكتب مكافحة الاضطهاد الإحصائية هذه إمكانية طرح حلول ونقاشات جادة على مستوى الدولة والإعلام والشارع العام . يقول محلل اجتماعي بجامعة فرانكفورت بأن الذهنية الألمانية لم تزل تعاني من الإحساس بالتفوق والاستناد إلى الذاكرة المريضة / مرحلة النازية . أما تميزها وتفصيلها لشعوب أو معتقدات على  أخرى فتابع من جانب آخر – غير العنصرية – ألا وهو عدم معرفتها وانفتاحها على الشعوب الأخرى . ربما تحتاج ألمانيا زمنا  مديدا لتكوين ذهنية جديدة متوازية في تعاملها مع الأجانب .ربما يحدث هذا  أن نشأت  أجيال جديدة في معزل عن  التعالي  على الآخر.تعالي  لمجرد الاحساس بالآرية!!! يقول الباحث المذكور بأن نظام التعيين  والتوظيف (السري / إخفاء إسم المتقدم ومعتقده مع الإبقاء على إنجازه والاكايمي والمهني وخبرة العمل هو النظام الأفضل لاختيار المتقدم بطلب بحث عن عمل  .
على صعيد آخر تنص الإحصائية " شبه انتقاء" الإحساس بالاضطهاد لدى الالمان وتنخفض نسبة الاحساس بالالضطهاد لدي المهاجرين  الاكفاء لتصل الى نصف نسبة احساس (المهاجرين غير الاكفاء _ ا بأصول أجنبية).
اتسعت الإحصائية أكثر لتسلط الضوء على أبعاد مأساة الاضطهاد والتهميش او انتفائهما  في ألمانيا إذ ذكرت بأن المهاجرين في جنوب شرق ألمانيا ولاية "ساكسن / درسون ولابيزغ" لا يعانون من  اضطهادا البتة بالرغم من إحصائيات عديدة – ولمدة طويلة _ أكدت على ارتفاع معدل نسبة كره الألمان الشرقيين للأجانب مقارنة بالألمان الغربيين في  الولايات القديمة ".
تعددت الإحصائية في تفصيل أنواع الاضطهاد في ألمانيا فذكرت بأن المهاجرين المولودين في ألمانيا لا يحسون بالاضطهاد مثل الجيل الأول الغير مولود بداخل ألمانيا ,علما بأن الجيل الأول هو الذي ساعد على تشيد المانيا  بعد الحرب العالمية الثانية  !!!.كان من أهداف الاندماج الأساسية ردم الهوة بين الأجانب والألمان وذلك بتقريب الحضارات والمنظومات الاجتماعية أكثر فأعبر تشيد  جسور وطيدة من خلال "إجادة اللغة الألمانية"مثلا ومعرفة تاريخ وثقافة ومنظومة  ألمانيا الاجتماعية  ومنهج سياستها . تذكر الإحصائية بأن مثل معطيات(هبات )  كهذه تحقق أو تكبح _على أحسن الفروض_ الإحساس بالاضطهاد في الحياة اليومية في المانيا .معطيات_هبات   كإجادة اللغة الألمانية , وارتفاع مستوى التعليم وانتقاء"اللكنة"أو سوء تركيب ونقط اللغة الألمانية.
كان وقد جاء في مجلة الدليل في إحدى مقالاتها عن الاندماج ومعضلات المهاجرين بأن الذهنية الألمانية نفسها"هي العبء الأكبر والتحدي المباشر الذي يواجه تطوير وتفعيل الاندماج فكم من سياسات داعمة ومشاريع منفذة ,ككورسات اللغة ,  والتعريف بألمانيا بل ومؤتمرات الاندماج  على مستوى الدولة لدعم الاندماج وتذليل الصعاب التي تواجهه ولكن ...لكن ...اه من هذه ا لذهنية الاللمانية المعقدة .
ذطر  أكثر من محلل مهتم بقضايا المهاجرين في ألمانيا – بأن الاهتمام بشؤون الأجانب – الاندماج – إني متأخرا جدا كما أن توزيع وتكافئ فرص العمل ظل منوطا بالتميز "لا الكفاءات والحبرات طالما كان التنافس بين الالمان والاجانب بكل ضروبهم . يحدث هذا وألمانيا اليوم بؤرة للاتحاد الأوروبي وحيز جذب  الأجانب الاكفاء من اوروبا وغيرها  من القارات الاخرى  : متى تعترف ألمانيا بأنها " دولة مهجر ليذلل  ويتحقق مفهوم الاندماج القائم على المساواة لا الاضطهاد والتميز وليتحقق بالفعل  شعار  لمانيا (الاجانب والاسلام جزء من الامانيا وابناؤهم مستقبلها) ؟.
حلول مقترحة :
كان وقد سبق أن أشرنا إلى التمييز,والإجحاف في اختيار طلبات المتقدمين للعمل في ألمانيا وعليه كان ولا بد من إيجاد (حلول)للخروج من مأساة التمييز"بين طلبات الأجانب والألمان بأصول أجنبية وبين الألمان. خصت أكثر من إحصائية ألمانية كثافة وثقل التميز بين طلبات  المتقدمين للعمل من المهاجرين الأجانب وبين الألمان في ولاية بايرن"جنوب ألمانيا"مقارنة بالولايات الشمالية كولاية هانوفر وبريمن المتوازنتين في ختيار المتقدمين للعمل .لا يتنحصر  التميز في اختيار الطلبات"وإنما كذالك في  اختيار الرجال دون النساء  اتوظيفهن  بأجور زهيدة جدا مقارنة بالرجال . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تعاني السيدات المتحجبات من الاضطهاد- والتميز عند  اختيارهن وسط نساء سافرات جاء هذا في أغلب إحصائيات مكتب مكافحة الاضطهاد بألمانيا. صرح هذا المكتب بأن ألمانيا تعادل هولندا  في هذا التميز العنصري  وذلك- لتشويه صورة الإسلام – كما يبدو . ولكن ما علاقة هذا بالتوظيف واختيار الكفاءات ؟؟؟ تقول كرستينا لودرز رئيسة مكتب مكافحة الاضطهاد الألماني بأن هذه الحالات تمثل "إشارة خطر" في المجتمع الألماني
مما يستوجب المجابهته. تقول مواصلة بأن ألمانيا وضعت شعار الترحيب بالثقافات الأجنبية كشعار أساسي وحداثوي إلا أن الواقع يوضح خلاف ذلك – في أغلب الحالات . تقول : لا نود إهمال وتجاهل  شعور الأجانب بألمانيا بل يجب  رؤيتهم كجزء من المجتمع الألماني وايضا إضافة وإثراء له.
أما تصريحها الأهم والعملي هنا يتمركز في دعوتها لتوظيف الأجانب في الدوائر الرسمية لاسيما مكاتب العمل والبوليس والاستشارات المعتمدة .
هذا كما تم أخيرا- بعد احتجاج هذا المكتب تقديم طلبات  العمل  كطلبات (مجهولة / مغطاة )لا يتضح فيها اسم المتقدم حتى لا يفضل الألماني على نظيره االمتقدم الآخر بأصول أجنبية "المتضح من الاسم ".
إجراءات تسهيل العمل  للمهاجرين الجدد الأكفاء  :
صرحت كرستينا لودرز مديرة مكتب مكافحة الاضطهاد بألمانية بأن ظاهرة(التميز )بين الألمان والأجانب في سوق العمل لا تشجع البتة على ترسيخ شعار" ألمانيا دولة مرحبة بالأجانب والقفات المتعددة".تقول مواصلة بأن الهدف والمرمي الحقيقي لمسار هذه السياسية الاجتماعية والاقتصادية مرتبط  بتأصيل حقيقية وواقع أكدت  عليه الرموز الألمانية كالمستشارة نفسها "ألا وهو"الأجانب جزء من ألمانيا" .لذا شجعت  قائمة تقديم طلبات للعمل"المجهولة- بلا أسماء للمتقدمين" للخروج من مأساة التميز اللامبرر فكثير من الطلبات تأكد كفاءة المتقدم ألا أنه سراعا ما يرفض ( لهويته الأجنبية ) ويقدم عليه الماني   منافس له على الوظيفة عينها  
تقول لوردرز أتمنى أن يتجاوز المجتمع والشركات الألمانية السؤال التقليدي المتكرر دائما والموجه للأجانب" من أين أنت ؟ .وبالعودة إلى العنوان الجانبي السابق نجد أن ألمانيا قد فتحت باب الهجرة للكوادر الأجنبية المؤهلة من كل الدول والقارات"إفريقيا وجنوب أمريكا وآسيا / لاسيما الهند "وسهلت لهم  شروط الدخول إلى ألمانيا والالتحاق بسوق عملها . وعليه فقد صدرت البطاقة الزرقاء"للمهاجرين الجدد من الأجانب الأكفاء وهي بطاقة إقامة في ألمانيا علما بأن المقصود بالأكفاء هم حملة الشهادات الجامعية أو ما يوازيها من معاهد عليا.
يسمح لهؤلاء الأكفاء التقديم في سوق العمل الألماني بمرتبات لا تقل عن 44000 يرو سنويا بعد أن قلصت  من المعدل المقترح سابقا 66000 يرو سنويا.أما الوظائف الشاغرة والمطلوبة أكثر في ألمانيا تتمركز في العلوم الطبيعية كالطب أو العلوم التقنية كهندسة الكومبيوتر والرياضيات وغيرها من المهنة الطارئة التي يطلبها سوق العمالة الألماني كالادرة الاقتصادية _البنكية . في حالة توفر عقد  عمل للمتقدم يحق له  بعد ثلاث 3 سنوات الحصول على اقامة  دائمة , وفي حالة إجادته اللغة الألمانية سيحصل عليها في سنتين فقط .
كان وقد تطرقت مجلة الدليل في دراسة  للتحول السكاني في ألمانيا إلى تعداد السكان فيها 82 مليون ومجموع تعداد الأجانب 15مليون( 55% منهم ألمان بأصول أجنبيةو45%منهم  أجانب اي ان كل "سادس ألماني أجنبي" إذا قابلنا نسبة الألمان بالأجانب في ألمانيا.
هذه نسبة عالية للأجانب بألمانيا إلاانها بعد غير مستوعبة في سوق العمالة الالماني ولم تدمج في المجكمع الالماني بشروطها وتوصوراتها  هي .
لم تتجاوز ألمانيا التحوصل حول نفسها رغم فتحها للحدود – لأجل العمل فقط  _في منأى عن تقبل حقيقي للمعتقدات ولثقافات الأجنبية المختلفة.
لهذا تظل  شعاراتها وتوجهاتها ودعم رموزها للاندماج والترحيب بالثقافات الأجنبية مقيدا  بشعار الثقافة الألمانية الموجه. بمقارنة ألمانيا بدول غرب أوروبا (إنجلترا, فرنسا, والدول الإسكندنافية) نجدها أكثر تضيقا واعترافا بالأجانب / الآخر المختلف . استنادا إلى دراسة" DE CD    نجد سويسرا مثلا نجحت بشكل واضح –" في توظيف الأجانب وموازنة فرص العمل بينهم والسوسريين. تقول هذه الدراسة بأن ألمانيا أخفقت في تحقيق مبدأ مساواة  توزيع فرص العمل لأن الشركات وأرباب العمل الألمان يأتون دوما بأحكام مسبقة  مثل "عدم مقدرة الأجانب وضعف انجازهم  في  العمل"  .تاتي مثل هذه الاحكام انطلاقا من تجارب الالمان مع اجيال الاجانب السابقة  وتردي مستوى تعليم ابنائهم  هذا إلى جانب الحملات التشهيرية ضدهم التي قادتها رموز سياسية معروفة ك ماير/ الحزب المسيحي الألماني الديمقراطي أورونالد كوخ  ونيلو تسارستين أو غيرهم من التشهيريين  . تقول دراسة مؤسسة الاقتصاد والتنمية الألمانية في مقارنتها  لدول أوروبا وأمريكا ودول أخرى في مجال سوق العمل بأن الجيل الثاني من أبناء الأجانب يتمتع بفرص عمل جيدة في سويسرا على النقيض من دول أوروبا االأخرى الأكثر إجحافا في توزيع فرص العمل لاسيما النمسا وألمانيا !!!. يحدث هذا رغم تعادل أبناء الأجانب في هاتين الدولتين مع المواطنين الاصليين   في معدل التعليم والتدريب المهني بل واللغة الألمانية وجهودهم الخاصة للانفتاح على المجتمع المضيف وتقبل ثقافته والاندماج فيه .
ان  الذهنية الألمانية لا لآرية" كما ذكر أكثر من محلل نفسي الماني  تعودت على الانضباط والحزم ومجابهة كل ثقافة  غربية بالاستنكار أو التحفظ تجاهها على أحسن الفروض .
ها نحن / الأجانب ننتظربعد تغيرها بعد أن مضي قرابة ثمانين عام على انقضاء / اندحار النازية . ذهنية تطالب الأجانب بالتغير والاندماج السريع فيما لا تتغير هي والا فببطئ كحركة السلحفاة .
أخيرا نتذكر قانون (يناير 1973) الذي أصدرته الدولة الألمانية بخصوص تحديد / تقليص الأعمال الخاصة –رغم ارتفاع نسبة العطالة بألمانيا في ذاك الوقت  . ما يهمنا هنا هو تصريح المتحدث الرسمي لوزارة العمل الألماني الذي جاء فيه بأن ألمانيا اليوم تعلمت كثيرا م أخطاء الماضي لذا تولي سوق العمل الاولوية بفتحها  أبواب الهجرة للكفاءات الأجنبية للمهاجرة من دول الرابطة الأوروبية وغيرها "إفريقيا , آسيا , وأمريكا اللاتينية .
جاء في هذا التصريح بأنه بدءا من 1/8/2012 ستتاح الهجرة للأجانب المؤهلين للبحث عن العملفي المانيا  وستمنح لهم في هذه الفترة إقامة لمدة 6 أشهر حتى يحظوا بعمل مناسب  لهم شريطة أن يثبتوا مقدرتهم المالية للصرف على أنفسهم في هذه الفترة وإلا يمارسوا عملا ثانويا  لتغطية نفقتهم في فترة بحثهم عن عمل كفئ بمقدرتهم وتأهيلهم  . أما أرباب العمل الخاص فقد نص تقرير مكتب العمل على إتاحة فرص العمل لهم بألمانيا كذلك شريطة أن يكون عملهم "مشروعهم" بعائد اقتصادي مربح/جيد ومدروس وألا يتضارب مع سوق العمل الخاص بألمانيا بل يكون إضافة وإثراء له بأفكار جديدة متميزة.
لقد بدأت ألمانيا تكتشف  الأجانب كقوة اقتصادية وإضافة وإثراء لها وتعويض لنفصها  السكاني بكل معضلاته وسلبياته . يقول "غيزي" رئيس حزب اليسار بالبرلمان الألماني بأن السياسة الألمانية سياسة عنيدة ليست  إنسيابية متفاعلة مع تغير الواقع بداخلها كفرنسا مثلا وأشاد في تصريحه بالمفكرين والسياسين الألمان الذي نبهوا كثيرا بأن العالم – والرابطة الأوروبية – هي التي ستملي شروطها وثقافاتها في المستقبل القريب وبذلك تنحل القوميات والأطر الجغرافية ليحل مكانها ها سياسة" العضوية  الموحدة". لقد اكتشفت ألمانيا الأجانب كقوة وإثراء ولكن مؤخرا وصرفت  ميزانيات ضخمة في اندماجهم كان من الأولى صرفها منذ البدء في تعليمهم والاعتراف بهم كجزء من المجتمع  الالماني الى جانب  الاعتراف بالديانات الاجنبية الأخرى كالإسلام وفوق كل شيئ ان تعترف ألمانيا بانها  "دولة مهجر"حتى يحس الأجانب بوجودهم الحقيقي فيها كوطن أم وليس كدولة مضيفة .
ماذا سيحدث بعد دخول الكفاءات الأجنبية إلى ألمانيا ؟
هل سيعزز موقف الأجانب عموما بداخلها ؟
أم ستطبق سياسة "التمييز" من جديد كما يحدث في سوق العمالة الألمانية؟



Amir Nasir [amir.nasir@gmx.de]
/////////

 

آراء