سمحة المهلة

 


 

 


(1 )
الشيخ العارف بالله العبيد ود بدر صاحب حكم حياتية مستقاه  من نقائه العقدي وتقواه المترعة من تلك الحكم (شد واتباطا ياخيرا اتا وياشرا فاتا ) الترجمة المباشرة لقول الشيخ هو عند السفر ضع السرج ولوازم  السفر على الراحلة حيثما كانت هذة الراحلة حمار ام حصان او جمل (على حسب زمن الشيخ ومجتمعه) ثم تاخر في الركوب فقد ياتيك خير او تفوت عنك مصيبة اما المعنى غير الحرفي وهي اذا ما يممت امرا عليك البد الفوري في وضع الاطار اوالاساس لذلك الامر اي الاتجاه له فورا  ثم بعد ذلك تمهل في تنفيذ خطوات ذلك الامر اي سر فيه بتمهل وتدبر فالعبقرية هنا تكمن في  الجمع بين العجلة والمهلة لانضاج الامر
(2 )
ليت الموقعين والمنفذين لاتفاقية اديس اببا (سبتمبر 2012 ) والتي وقعها الرئيس البشير عن جمهورية السودان وسلفاكير ميارديت عن جمهورية جنوب السودان والتي بموجبها قد انتهت العدائيات لابل واقرار التعاون بين البلدين فهذة الاتفاقية دون شك مكان ترحيب كبير ومن كثير من المواطنين في السودان وفي جنوب السودان  فلم اقف حتى الان على راى رافضا لها رفضا باتا بالطبع هناك تحفظات على بعض الجزئيات في الاتفاقية  ولكن مجمل الاتفاقية ليس فيه خاسر بين البلدين فاي مكسب اعظم واهم من السلام لذلك كان اصرار الرئيسين وعلى التوقيع عليها ولكن حدث اختلاف في اوضاع ما بعد التوقيع ففي السودان لم يعملوا بما بحكمة الشيخ ود بدر بينما في الجنوب قد عملوا بها ومن المؤكد ان الطرفين لم يطلعا عليها
(3 )
الاستقبال في المطار للوفد المفاوض بقيادة السيد رئيس الجمهورية لم يكن عفويا بل سبقته نداءات من الاذاعة وربما كانت هناك لوجستيات تم توفيرها فكان الاوفق ان يكون هناك مؤتمرا صحفيا في المطار لكي تكون هناك اشارة لوضع الاتفاقية على طاولة التشريح ومن ثم تمليكها للشعب اما ماحدث في الفتيحاب من ضرب رصاص واعتقال للواء جميس قاى والطريقة التي تم بها الاعلان ذلك فقد كان عملا غير موفق ينم عن غدر لابل نقض للعهود والمواثيق قد يكون الامر متعلق بالامن في العاصمة ولكن تجييره لهذة المناسبة فيه انتهازية غير مريحة  اما تصدير الذرة وفتح الحدود للتجارة فهذا امر موفق وكان وحده كافيا لاعطاء الاشارة بحسن وصدق  النوايا لان فيه جانب انساني واقتصادي في نفس الوقت فالاشارات التي تظهر الشفقة والتلهف فانها لن تساعد حتى سلفاكير في تنفيذ الاتفاقية 
(4 )
اخضاع الاتفاقية للنقاش في كافة المنابر الاعلامية ثم عرضها على البرلمان بالطبع هذا الحراك لن يقدم ولن يؤخر في وضع الاتفاقية فمن ناحية سياسية نحن نعلم ماذا يعني  قبول الحكومة لها ومن ناحية قانونية فان الاتفاقية اما ان تقبل كما هي او ترفض كلها فليس هناك فرصة للتعديل او حتى للتقديم او التاخير ولكن مع ذلك مناقشة الاتفاقية في كافة المنابر لايقع في خانة (الجث البعد الضبح) فشرح الغامض منها وجمع المفرق فيها واقامة الحواشي على متونها سوف يساعد في الفهم وبالتالي التنفيذ ونتمنى ان يحدث هذا في البلدين لان مثل هذة الاتفاقية اذا لم تصبح عملا شعبيا سيكون مصيرها مصير الاتفاقيات التي قبلها (بس تشيل وتدي البحر)
عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]

 

آراء