(تكليف بالحضور)!!

 


 

 


diaabilalr@gmail.com
بالأمس كنت ضيفاً على لجنة جديدة مستحدثة، تابعة لاتحاد الصحفيين، أطلق عليها اسم ( لجنة مساءلة ومحاسبة الصحفيين)..الاسم لا يحتاج لقليل شرح..
فهو واضح ومباشر لدرجة صادمة و(قاهمة)!!
خطاب الاستدعاء جاء يحمل عنوان (تكليف بالحضور)، وهي العبارات  المستخدمة في خطابات النيابات والمحاكم، الغريب أن اللجنة رغم وضوح الاسم ولغة الاستدعاء البوليسية، تدعي أنها لجنة إخاء ومحبة وجودية بين الصحفيين!
الفارق كبير بين (الجودية والمحاسبة) وبين (التكليف والطلب)، رغم أنني ترددت كثيراً في الاستجابة  لأمر تكليف اللجنة، إلا أنني قررت أخيراً الذهاب إليهم لإبلاغهم بوجهة نظري في اللجنة وأمر تكليفها وفي بعض عضويتها..!
استمعت باهتمام لحديث رئيس اللجنة الأستاذ الكبير/ محمد أحمد عجيب ولعضويتها المكونة من الأساتذة / عبد الله محمد علي الأردب وعبد العظيم نور الدين  ومعاوية أبوقرون وياسر محجوب،  وبكل صدق كان حديثهم محترماً ومسؤولاً وهو أقرب للنصائح والملاحظات المهذبة، وذلك على عمود نشرته قبل أيام تحت عنوان (اتهام بالرشوة) قالوا إن بعض عباراته (حمالة أوجه) وفيه اتهام مباشر للشخص المذكور بالاسم!!
كان ردي عليهم بعد الشكر وتأكيد الاحترام، أنني أشعر بأن اختياري للمثول أمامكم فيه انتقائية غير حميدة واستهداف غير خفي. لأن كلماتي التي تقولون إنها (حمالة اوجه) لم تختاروا من كل تلك الأوجه إلا أسوأها وأبعدها وربما ما تقومون به لا يعد تفسيراً للنص ولكن إسقاطاً عليه من معلومات لديكم أوتحليلات تخصكم!
فقد قال أحد السلف (التمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد فاتهم نفسك)...!
ومطالبتي تصريحاً لا تلميحاً للمدعو (عثمان شبونة) بأن ينفي عن نفسه أمام الرأي العام والقضاء صفة (كاتب مرتشي) يكتب حسب (الظروف) وعند الطلب، موقف أتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية ولن أتراجع عنه، بل ربما أضطر للزيادة عليه لا التراجع ..!
وقلت لهم للمفارقة وسخريات القدر، إن مثولي أمامهم  يأتي بعد أقل من 24 ساعة من نشر آخر مقال لرئيس الاتحاد الذي تتبع له اللجنة ويرأس لجنة استئنافها دكتور محيي الدين تيتاوي الذي شن هجوماً لاذعاً على الأستاذ / محمد لطيف استخدم فيه كل أنواع الأسلحة والعبارات المشروعة والمحرمة!!
وأحد أعضاء اللجنة الدكتور ياسر محجوب له مساجلات وملاسنات، تحتفظ بها أراشيف الصحف، فالكلمة هناك لا تفنى ولا تستحدث من العدم!!
لا نرفض المساءلة والمحاسبة من أي جهة قانونية، فكم من مرة مثلنا أمام النيابات والقضاء ولجان الشكاوى والحمد لله لم ندان ولا في مرة واحدة!!
الأساتذة الأجلاء/ محمد أحمد عجيب وعبد الله الأردب وعبد العظيم نور الدين ومعاوية أبوقرون مؤهلون تماماً لمثل هذه الأدوار،بحكم تجاربهم وخبرتهم و(فيشهم المهني) حيث لم يكونوا يوماً جزءاً من السجالات والملاسنات الصحفية وهم لا ينتمون لمؤسسة صحفية في الراهن الآن .
بالمنطق والقانون والأخلاق لا يمكن أن نساءل ونحاسب من قبل كتاب يقفون معنا حذو القدم في سوق الصحافة ويتشاجرون مع الآخرين في الوحل ولكن سرعان ما يهرولون لغسل ملابسهم في مياه المطر ثم نجد أنفاسهم قائمة وثيابهم مبتلة وهم يجلسون على منصات المساءلة والمحاسبة في حصة النظافة وغسل اليدين!!

 

آراء