وادى السراب
أحلام إسماعيل حسن
3 December, 2012
3 December, 2012
(1)
هكذا تتجمع خطواتى لتكون مسيرة حياة أراها تحوى كل متناقضات المعانى بهجتها وحزنها حقيقتها وخيالها ... هل هى بعض خصائصى أم هى حياة كل الدنياوات لخلق الله ...... هذه المسارات التى تتفرق بى إلى مجاهيل الطريق تقودنى أحيانا للفرح وحيناً آخر لبؤس لا يوصف ..... تساورنى الشكوك فى أن أحكى بما يدور فى مخيلتى أم أضيف لدواخلى أسرارا تحت بند المسكوت عنه ..... لكننى لم أجد لها مكانا فى مخبأ أسرارى فتركت لها حرية البوح ....... إنها رحلتى التى سأجعلها محط كل تباريحى كلما حان وقت الكلام .....
رحلتى وسط هذا المكان الذى لا تستطيع أن تفصل فيه بين أفقه وسطحه ... بين شروقه وغروبه .... ساعات ليله أطول أم ساعات نهاره .... من هم سكان هذا المكان ..... ما هذه الرياح التى تهب علي جبينى .... أرض تربتها الطينية يستحيل معها السير بكل أنواع النقل ..... حتى الطائرة لن تتبين إتجاهاتها وستفقد البوصلة مقدرة تحديد وجهتها .... وسط هذا التوهان أجد نفسى أسير ..... تغوص إحدى قدماى بينما أجاهد لإخراج قدمى الأخرى لأبدأ بها خطوة جديدة تنقلنى إلى أى مكان آخر غير المكان الوحل .... ياااااا إلهى .... لن أسمح لهذا اليأس البغيض أن يتملكنى ... إن إستسلمت فهذا يعنى الموت .... هذه النهاية لا أحد يسعى إليها .... لذلك إستجمعت كل قواى عندما أرخى الليل سدوله واصطدمت بجزع تلك الشجرة الضخمة ... إنتبهت أننى حافية القدمين وهذا يعنى أن حذائى قد غاص واستقر وسط الوحل أثناء سيرى المتعثر .... لا يهم .... الآن كل همى أن أجد مكاناً آمن آخذ فيه قسطا من الراحة بعيداً عن حيوانات بدأت اصواتها تصل إلى مسامعى من أماكن مختلفة الأبعاد والإتجاهات ..... دعوت ربى أن يعيننى على حمل جسدى لأعلى الشجرة .... لامس راسى فرعا يتدلى برفق وكأنه يمسح عن كاهلى بعضاً مما إعترانى من تعب .... أمسكت به ولففت طرفه بيدى ووضعت قدمى على جزع الشجرة فشعرت أننى يمكن أن أصعد قليلا .... وصلت إلى بعض فروع أقوى من الذى أمسك به فجلست على إحداها وأخذت نفسا طويلا أعقبته آهة بينما كنت أتحسس المكان آملة أن أجد مكاناً أستطيع فيه أن أرمى فيه بجسدى المنهك ...تحسست بعض القش اليابس يبدو أنه عش مهجور ..... وجدت خيالى يسرح مع الهجر وآلامه ... وبين العش الذى يضم الحياة الآمنة المستقرة .... إنتبهت إلى نفسى فزجرتها أين أنا الان من كل هذا .... حالى أقرب للهلاك من البقاء ... فلا مكان هنا للخيال وكتابة الخواطر ..... لابد من مواجهة الخطر المحدق بى بقوة ..... كم من الوقت مضى .... لا أدرى لكن أصوات الطيور وبعض أصوات لمخلوقات أخرى أيقظتنى والصبح قد بدأ يزيح ظلاماً حالكاً كان قد خيم على الدنيا من حولى .... ما أجمل الشروق ..... تفتحت داخلى آمال عراض بلون الطيف الذى زين المكان ....
نواصل
Ahlam Hassan [ahlamhassan123@live.com]