عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]
(1 )
الدبلوماسية الرئاسية زراع كبير من ازرع الدبلوماسية العامة لكن لابد لها من ان تعمل بتوافق ان لم نقل بتوجيهات من مؤسسات الدولة الدبلوماسية نكرر الدولة وليس الحكومة او الحزب الحاكم . في بعض الاحيان الدبلوماسية الرئاسية يكون ضررها اكثر من نفعها ولعوامل موضوعية لادخل لها بشخصيات الرؤساء من هنا كان راينا ان لاتكون هناك محاولات للجمع بين البشير وكير في الوقت الحاضر لان الامور( ماشة كويس) فيما تم الاتفاق عليه ولقائهما سوف يفتح ملفات شائكة قد ترجع التوتر الذي سوف ينعكس سلبا على الحاجات الماشة كويس لايعني هذ التهرب من الملفات المشار اليها لكن يفضل العودة اليها بعد نمو بذرة الثقة التي بذرتها الملفات المتفق عليها اي محاصرتها بفوائد تنفيذ ما اتفق عليه
(2 )
نهاية الاسبوع المنصرم وبداية الاسبوع الحالي شهدت الخرطوم اهم لقاءت في تاريخ علاقة السودان بجنوب السودان اذ التقى السيد مشار اشيك ادير وكيل وزارة النفط بجنوب السودان بالسيد عوض عبد الفتاح وكيل وزارة النفط السودانية لوضع الترتيبات النهائية لسريان نفط الجنوب في انبوب السودان كما التقى الدكتور جون دور مجوك نائب محافظ بنك دولة الجنوب بالسيد بدر الدين محمود نائب محافظ بنك السودان لوضع خارطة طريق للعلاقة النقدية بين البلدين من جوبا صرح وزير التجارة قرنق دينق استعداده لزيارة الخرطوم لترتيب عودة التجارة بين البلدين . اجزم بانه لو كانت الخرطوم تغني لغنت (و انا ما قائل حلوين ذي بزورني, / جوني زاروني شايلين ازهار/ شايلين الليل قلبوه نهار ...)
(3 )
اها بالمقابل شوف الجماعة هنا قالوا شنو ؟ قالوا ان هناك وفد برلماني سيزور الجنوب للقاء اعضاء البرلمان الجنوب سوداني (شوفتو اللكلكة والخرمجة ) ناس مشو معاك بلغة المصالح تقوم ترد عليهم بلغة السياسة . امال فين وزارة الموارد البشرية ؟ اليس المفروض ان تذهب للحديث عن كيفية استيعاب العمالة السودانية في تلك الدولة البترولية الناشئة ؟ ولا اه , تلك الوزارة مشغولة بفساد الخدمة المدنية العينة فيها ووكالة ابوجمال ورشاوي وسرقة افندية و...
(4 )
في الاخبار ان الرئيس المصري سوف يزور السودان في اليومين القادمين , يعني لازم مرسي؟ اوضاع المرسي في بلاده لاتحتاج لحديث فيكفي ان معارضة القنوات المصرية كلها له تكاد تصل مية المية وسوف تفسر زيارته على انها اتت في اتجاه اخونت (من الاخوان) العلاقة بين البلدين مش كفاية زيارة الكتاتني ؟والايام في مصر اما مع الاخونة او ضدها فليس هناك لزوم لوضع السودان في ي خانة من الخانتين , ثم ثانيا هل في مقدور مرسي ان ينفذ الحريات الاربعة بين البلدين؟ هل يمكنه مناقشة مشكلة حلايب ؟ اخشى ان ينطبق عليه غناء الفسلطينين لدينس روس مبعوث الامم المتحدة لهم (روس رايح وروس جائي/ لامحمل سكر ولاجايب شاي/ امال ليه هو رايح جائي)
(5 )
من قلوبنا نحن مع تطوير العلاقة مع مصر الي ابعد مدى ان شاء وحدة وادي النيل لكن في تقديرنا ان الدبلوماسية الرئاسية في هذا الوقت سوف تظهر وحدة اخوان النيل مع ان هذا ليس واقعا فالافضل ان يزور السودان وكيل وزارة النفط المصرية حيث الغاز المصري الفائض لحدي اسرائيل ويلتقي بعوض عبد الفتاح وليزر السودان نائب محافظ البنك المصري لتوقيع اتفاق نقدي مع بدر الدين لتقويم التجارة بين البلدين ولنترك لقاء الرئيسين ل(فرصة اوسع)
(ب )
كدا وزاد وجدي
في اغنية زهرة الروض التي يغنيها ابو داؤود جاء (مع النسيم العليل زاد وجدي ) فقبل يومين قلنا هنا تحت عنوان (هبوبك يارب) ان نسيما عليلا بدا يسري في العلاقة بين السودانين الاثنين (الليلة وين ؟) بعد ان كتمت العلاقة بينهما منذ احداث توريت اغسطس 1955 (استعملنا احداث لانها كلمة محايدة تخرجنا من حكاية تمرد او ثورة ) فالنسيم العليل عندما يسري يجلب معه المزيد من المواجد (لقد زادني مسراك وجدا على وجدي) ويجر معه المزيد من النسائم العليلة فليس هناك اسوا من (الكتمة) التي تضيق الصدور وتجعلها تستنشق الهواء المستعمل الذي يغلب فيه ثاني اوكسيد الكربون على الاوكسجين فتصبح (الازمة ) سيدة الموقف
الرياح الجنوبية المشبعة بالرطوبة هبت على الخرطوم فظهرت الدعوات للحوار من هنا ومن هناك ولكن ابرز تلك الدعوات والتي يمكن اكرر يمكن ان تخرج من اطار عزومات المراكبية تلك التي اطلقها السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية في مؤتمره الصحفي الاخير والتي استبقه بلقائه بالسيد علي الحاج محمد ادم في برلين . حتى لاتكون تلك الدعوة اجتهاد فردي او عمل تكتيكي المطلوب من الحكومة ان تحول هذة الدعوة الي برنامج عمل وان تعذر ذلك حاليا عليها ان تقوم بالخطوة التالية لاثبات هامش الجدية لان الحكومة هي التي بيدها كل السلطة واي حوار لابد من ان يفضي الي المشاركة في السلطة وذلك عن طريق تنظيم تداولها على المدي البعيد والمشاركة فيها ولو بنسب متفاوتة على المدى القريب
النافذين في الحكومة الحالية وان شئت قل صقورها يرون انهم يجب ان يظهروا دوما بمظهر الذي سوف يحكم الي تقوم القيامة , قيامة الفرد او قيامة الامة مافارقة كتير المهم القيامة , انهم يرون اي تلميح بالتنازل عن السلطة او المشاركة فيها سوف يفتح كوة للاعدء لكي ينقضوا عليها لانها وسوف تفسر بانها اعتراف بانتصار المعارضة عليهم. عليه المطلوب من الفئة الحاكمة ان تقوم بخطوة توضح انها يمكن ان تشارك او تتدوال الحكم قبل قيام القيامة ولو بعد ان ينفخ في الصور ولعل تصريح السيد رئيس الجمهورية بانه لن يترشح في الدورة القادمة خطوة في هذا الاتجاه ولكن يبنغي استكمالها بخطوات اخرى لتثبت ان (كفاية ) هذة على الاقل استجابة لسنن الله في الكون التي تطال كل شئ
المعارضة هي الاخرى تعج بالصقور الذين يرون ان لاتفاوض او مشاركة او تدوال مع النظام الحاكم لابل لابد من اقتلاعه من جزوره والجلوس على المقعد الذي يجلس عليه وان كشح النظام في كوشة التاريخ مسالة وقت وسوف تاتي بمعارضة مدنية او مسلحة او حتى قوة خارجية ,المطلوب من هذا النوع من المعارضة ان تعلم انها بموقفها هذا هي التي تمد صقور النظام بوقود الكنكشة والقول بان حدهم القيامة
في النهاية على النخبة السياسية في الحكومة والمعارضة ان تعلم انها لاتمثل الشعب السوداني الفضل فهذا الشعب يريد حكما راشدا يريدحكما عادلا يريد حكما خاليا من الفساد يريد دولة القانون هذا الشعب حسن ظنه في الاحزاب كافة ليس على مايرام ويراها جميعها اداة تكالب على السلطة فاذا وعت النخبة السياسية هذا الامر سوف تتدارك نفسها وتحاور بعضها وتسعى لكسب الشعب ليس حبا فيه انما لبقائها العضوي ولكن من يقنع الديك ؟ هو الديك دا وين ؟ اسالوا العنبة الرامية .. رامية وين ؟ برضو اسالوا العنبة
(ج )
رئيس اللجنة القومية للدستور
مشكلة البلاد ليس في وضع الدستور فكل الدساتير التي حكمت البلاد منذ لجنة استانلي بيكر ودستورها المؤقت الذي حكم السودان اكثر من اربعة مرات ثم دساتير السودان الدائمة (والدوام لله) بمختل مسمياتها دستور مايو 1973 دستور التوالي 1998 ودستور نيفاشا 2005 كل هذة الدساتير نصوصها ذي الورد وبدون استثناء كلها تحتوي على حرية التعبير وحرية التنظيم وحرية المعتقد وحقوق انسان على قفا من يشيل ودولة قانون ولااحلى ولااجمل ولكن العبرة في التطبيق فالتطبيق دوما ذي الزفت ببساطة لان تلك الدساتير تفتقر للارادة السياسية التي تحميها من تشوهات التطبيق
الان ظهرت دعوات لاستغلال فكرة وضع دستور جديد لبلورة حوار بين النخب السياسية وذلك بان تتكون لجنة قومية من كافة الاحزب لوضع الدستور المرتقب واشارطكم منذ الان انه لوقدر لتلك اللجنة القومية ان تتكون وتجتمع وتضع مسودة دستور فلن تضع دستورا يختلف عن الدساتير التي مرت على البلاد خاصة الدستور الاخير الذي الذي وضع بعد نيفاشا والذي لم يكتف بتنظيم قسمة السلطة بل نظم تقسيم الثروة ولكن التطبيق حرفه عن مجراه فالسياسة دوما اقوى من القانون في السودان اي ان الوضع السياسي وتوازنات القوة هي التي تحكم وليس نصوص الدستور
ومع كل الذي تقدم يمكننا القول ان هناك فرصة لصياغة واقع جديد بانتهاز (حلوة الانتهازية دي ) حكاية الدستور دي شريطة ان يفكر الناس في وضع دستور غير تقليدي دستور لاينظم حقوق المواطنة بمعناها القانوني فقط , دستور ذكي يقرا الواقع قرءة جيدة ويعمل على تغييره ليلبي طموحات اهل السودان ,دستور بلدورز يكنس كل الافكار العقيمة دستور تكون بين نصوصه موجبات واليات التنمية دستور يفلفل الوضع الثقافي السوداني ويستلهمه ولو بتمييز ايجابي دستور يذوب المسافة بين المركز والهامش
اذا تفقنا على الذي ذكر اعلاه يستحسن ان تكون اللجنة القومية المنشودة هدفها هو وضع موجهات الدستور سمها ما شئت لجنة موجهات او لجنة موجبات او حتى لجنة ميثاق السودان ثم بعد يعهد بعد ذلك لاي لجنة قانونية صياغة الافكار الواردة في شكل قواعد قانونية لتصبح دستورا للبلاد وهذا الاقتراح مجرد تنظيم فني يساعد على العمل والاخراج ولك ليس هناك ما يمنع من ان تسمى لجنة وضع الدستور وتبدا بموجهات الدستور ثم تقوم بعملية الصياغة
نرجع للانتهازية الحميدة فاذا اريد للجنة الدستور ان تكون مدخلا للم الشمل و حتى الحوار الوطني لابد ان تتكون هذة اللجنة من كافة الوان الطيف السياسي والجغرافي السوداني ثم تصبح بعد تكوينها على مسافة واحدة من هذة المكونات اي تصبح بنية فوقية للبنية التحتية التي كونتها ولاتتخذ قرارتها بالتصويت بل بالتراضي كل هذا يتطلب ان يكون رئيس اللجنة بمواصفات خاصة وهنا ودون الدخول في تفاصيل نقترح ان ترشح المعارضة ممثلة في حزب الامة والشعبي والشيوعي والبعثي رئيس اللجنة وتوافق عليه الحكومة ممثلة في حزبها الحاكم . ان شخصية رئيس اللجنة هي نقطة البداية لقوميتها امابقية العضوية واليات اللجنة وطريقة عملها يسهل التوافق عليه بس كيف تهدى النفوس وكيف الناس تخت الرحمن في قلوبها