تأصيل لحالة الطوارئ !

 


 

 





تبدأ أزمة حياتنا منذ محاولات الطلق و الإخراج ، وصرخة الميلاد.. و تمر بتداعيات آية (لقد خلقنا الإنسان في كبد) ، ولا تنتهي بمعاناة أمراض الطفولة وأمراض أرذل العمر، ولا بانتزاع الروح كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، ولا بنزع الحسك من القطن ! بل تستمر في البرزخ، تحت التراب وفي أزمة الإستجواب، وحين لا تزول قدما العبد حتى يسأل عن أربع، ثم مرورا فوق الصراط الساخن، وصولا إلى مستقر أخير، نجهله إذا لم نخطط له، و لا نأمنه إذا خططنا له..

إن أحد تقسيمات مراحل الأزمة هي: مرحلة الميلاد، ومرحلة النمو، ومرحلة النضج، ومرحلة الانحسار، ومرحلة الاختفاء.. ولكن مجمل حياتنا هو سلسلة من الأزمات التي لا تختفي بانتهاء حياتنا، بل تتواصل حتى لحظة دخولنا أحد أبواب الجنة بكلتا القدمين ! وهاهو سيدنا المبشر بالجنة، يخشى إن دخلت إحدى رجليه الجنة، ألا تلحقها الأخرى!


هذه الحياة الأزموية المليئة بسلسلة المهددات المتعاقبة التي لا تنتهي، وكأنها حالة طوارئ دائمة، تستدعي منهجة حياتنا على إدارتها استعانة بالله، وأخذا بأساسيات إدارة الأزمات والسيطرة عليها ومعالجتها، ولا يخلو ديننا من كثير الإشارات لأهمية الإستعداد وعدم التواكل، ولا تخلو سيرة نبينا وخلفائه من علامات هادية لكيفية إدارة أزمات حياتنا. فالسؤال عماذا أعددنا لها، يشمل في إجابته الحياتين الدنيا والآخرة.


إن الله سبحانه و تعالى قد قال: "خذوا حـِذركم"، وأخذ الحيطة والحذر هذا هو علم في حد ذاته. ومما فيه استشراف المستقبل و التنبؤ بالأزمات. وهذا التنبؤ وعدم الإستخفاف بالمؤشرات الظاهرة و الخافية هو من أحجار الزوايا ، و يستلزم حدسا وحسا أمنيا عاليا مقرونا بالتفكير المرن السليم المستند على وسائل التفكير الإبداعية الحديثة، و أدوات التحليل والتخطيط اللازمة لإدارة أزمات الحياة. وما كان رسول الله يترك الأمور هكذا دونما تخطيط دقيق، ودونما احتراز، بل كانت تشير سيرته إلى أخذه الحيطة و الحذر، وعدم ارتكانه لنصرة الله له بصفته النبي المصطفى! وما كان يدخل غزوة إلا وقد أعد لها العدة، وأخذ بجميع وسائل إعداد الدولة للدفاع.

إن سلسلة الأزمات التي لن تتوقف، تصيب الفرد و تصيب الجماعة، فلكل نهج ومسؤولية، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ، إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) وقال: (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً)، فالقرية ما هي إلا جماد، ولكن ظلم ساكنيها بعضهم، عندما يتفشى، فهو يصيب الظالم والمظلوم بالأخذ وبالقصم من الله. ويستبين ذلك في قوله: ( وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ).. فهذا الإهلاك درجات، فيها من الأزمات و الكوارث و البلاءات، ما يستدعي الإنتباه والتوقف، فالإستغفار مدعاة للرحمة (وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). والإصلاح منجاة من الهلاك ومن الأزمات التي يسلطها الله علينا (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ). فالإصلاح فيه نجاة من إهلاك ربنا لنا، والإصلاح فيه علاج للأزمات التي تصيبنا في بلادنا، والإصلاح نهج رباني، لن يستقيم أمر جماعة أو دولة، دون أن تسمح للمصلحين بأن يمارسوا فيها إصلاحهم، ناهيك عن قيادة أولي الأمر للإصلاح بأنفسهم.


ولا شك أن الإستعداد للأزمات هو نهج للرسل، اتخذ كل واحد منهم ما يناسب التحديات التي كانت في عهده، مثل سيدنا نوح عندما استعد للطوفان الذي لم يتوقعه أحد بالصناعة، واستعد سيدنا يوسف لسنين القحط التي لم يتوقعها أحد بالزراعة، وهذه أمثلة تنبه لمفهوم إعداد الدولة للدفاع. فكيف هي استعدادات كل وزارات الأمة –وزارة ً وزارة ً- للدفاع؟

وبعض التساؤلات البدائية للنفس و المعينة على إعداد النفس والدولة للدفاع عن الوجود، هي ماذا لو حدث أسوأ الممكن؟ أين يمكن أن يحدث لي الأسوأ، ومتى؟ كيف يمكن أن تسوء الأمور وتصل إلى الدرك الأسفل؟ من الذين يمكن أن يساهموا في إيصال الأمر لأسوأ دركاته؟ ومن الذين سيتضررون بشكل أكبر؟ ثم ماذا لو حدث ما لم أستطع التخطيط له، وكيف أخطط لغيرالمتوقع من العامة !؟ وفي كل ذلك نستقوى نفسيا بالإيمان بحديث رسولنا: "عجباً لأمر المؤمن، إنّ أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".

هذه الأزمات منها ما نسميه ابتلاءا، لو كان قولنا وفعلنا موافقا لما أمر الله به. ومنها ما نسميه بلاءا، لو حدنا عن الطريق الذي كان سيسلكه المصطفى في قيادته للأمة في هذا الزمان. فمعرفة ما نحن عليه (بلاءا كان أو ابتلاءا) هو أهم مرتكز نقف عليه لنعرف أين هو طريق الإصلاح والنجاة من الأزمة سواءا كانت لخير فعلناه أو شر ارتكبناه. وهذا يساعد من يديرون الأزمة على اقتراح الحلول بحسب تحليلهم لمنبعها ومنطلق رب الكون عندما أرسلها لنا. قال الله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)،  فالإعتراف بأصل المشكلة واجب وعدم خداع النفس أوجب، حيث قال ربنا: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

وتصيب الفرد الحاكم مجموعة مضاعفة من الأزمات بحكم مسؤولياته، فهو يتلقى عذاب أزماته الشخصية كإنسان عادي يدخل ضمن آية الله سبحانه وتعالى التي أقسم عليها: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)، ثم يدخل في عذاب أزمات أخرى بصفته الحاكم الراعي المسؤول عن مجموعة إنس خلقهم الله كلهم في كبد! ومسؤول عن أزمات جل أفراد الأمة (لا تنقص مسؤوليته عن مسؤولية فرد شيئا!)، فعليه كحاكم مسؤولية منع أزمات الأمة، ثم إطفاء ما تأزم ممسكا بمقاليد اللحمة الوطنية حاثا عليها قولا وفعلا: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ)، ثم معالجة آثار الأزمات بعد انتهائها وتخفيف الآثار النفسية عن الأمة، مسترشدا بالاية الرحيمة: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ)، مستصحبا في كل ذلك أنه خليفة الله في الأرض، فلا يضيع عباد الله ولا بلاد الإسلام. فهو يدير كل ذلك بحسن خلق و رحمة وطيب لسان، دون فظاظة أو غلظة قلب فينفض سامر الأمة.


وهناك أزمات تصيبنا بصورة مباشرة ، وهناك أزمات قريبة منا ، وقد تؤثر علينا بصورة غير مباشرة ، وتكون عادة في البيئات المشابهة لبيئتنا، دون شرط القرب الجغرافي. هذه الأزمات غير المباشرة هي منبهات حتى نعلم أن ما حدث هناك، قد يحدث هنا، في عالم متعولم انتفت فيه معاني الحدود الجغرافية، عند انتقال صواريخ البارود و صواريخ الأفكار.
كما أن وجود توتر معين في حياتنا ، وفي جزئية منها –ولو كان طفيفا- وكان مستمرا لفترة من الزمن ، هو مؤشر مبكر لحدوث أزمة مستقبلية علينا استشرافها و تداركها ، وعدم الإستخفاف بالتوتر الحادث آنياً. فما كان رسولنا يستخف بأمر. بل كان يعالج كل مشكلة مهما كانت بسيطة، ويعطيها من وقته، قبل تطورها وتحولها لأزمة.

وكثير من الأزمات التي نعيشها هي من صنع الآخرين بإتقان يجعلنا لا نرى سوى الأزمة في دورات حياتها، ولا نرى أسبابها و مسببيها ، ففهم الواقع من حولنا باطلاع واسع وإدراك متوقد، هو من الأهمية بمكان،  لأن معرفة صانع الأزمة و دوافعه، تسهل لنا عملية إدارتها و تجزئتها، فنعرف متى نحتويها و متى نكبتها ومتى نصعدها و متى نفرعها، ومتى نفرغها من محتواها، ومتى ننكرها ! ...

ولا بد لكي نحل أزماتنا أن نحدد الأهداف المرحلية و الأهداف النهائية، ونعرف إلى أين نريد أن ننتهي بها، وإلا قادتنا هي إلا حيث أريد بها أن تنتهي! وعلينا أن نقيم العزم على ألا نتوقف مهما استجدت من صعاب و مفاجآت ومعيقات، حتى نصل إلى الهدف الأخير الذي خططنا له نحن.
وتجدر الإشارة إلى إن الأزمات ليست من صنع عامل واحد ولا جهة واحدة، لذا فحلها يستدعي عدة جهات، وما خاب من خار ولا ندم من استشار، وإن العمل الجماعي بالأطقم المختلفة والمتجددة، يساعد في تصعيب المهمة على خصومنا.. ويجبرهم على تجديد نهجهم، فبقاء الأفراد في مواقعهم لفترة طويلة ليس من الدين ولا الحكمة في شئ، فهو إلقاء لأنفسنا بأيدينا إلى التهلكة، وإن تخطيط نفس الجهة التي كانت جزءا من الأزمة، لحلها، إنما هو عبث يضيع الأمة. ومراجعة سيرة النبي و الخلفاء والقادة الإسلاميين في إدارتهم للدولة في أزمانهم، تهدي لنهج التجديد لحل الأزمات وابتكار سبل تطويرها.. وإن الأزمة مثل كائن حي يعرف ما يريد، ولكن ليس له عقل الإنسان رغم أن البشر قد يكونون وراء صنعها وتضخيمها مما يعطيها أحيانا حيوية ذهنية متجددة ومتكيفة، فلا يبقى حينها سوى الإستعانة بمجموعة متخصصة منفصلة لإدارة مفاصل الأزمة، والإستعانة بالله عليها.

إن المجموعة التي تعين على إدارة الأزمة، ولو كانا شخصين فقط، عليها أن تنقسم في تخطيطها وتنفيذها و تعتمد على مسارين أساسيين، مجموعة تعالج الأعراض الحالية والتي تظهر باستمرار (بصورة تكتيكية)، ومجموعة تعالج الأصل وجذور المشكلة (بصورة استراتيجية)، على أن يعمل المساران بتناغم كامل، معتصمين بحبل الله جميعا.
ومن المفيد دوما أن تبدأ المجموعة كل مرحلة وأمر بممارسة الشورى بينهم عبر تقنية العصف الذهني بصورته العلمية المدروسة وليست التي تمارس بصورة بدائية في بعض دول العالم الثالث، والتي لا تستطيع الخروج من أزماتها، وذلك قبل أن يتم ترتيب الأولويات و تقسيم المهام و تحديد التكليفات و تقنين المعاقبة السريعة على التقصير، حيث إن إدارة الأزمات لا تتحمل التقصير أو التأخير، بل يجب معاملة كل تفاصيلها كأنها كتاب موقوت كيلا تصبح قنابل موقوتة سريعة الإنفجار.

كما أنه من المهم في إنشاء فرق الأزمات أن يجدد أعضاؤها قسم الولاء و يؤدي كل أعضائها قسم الإخلاص والتفاني، وأن يعرض عليهم منذ البداية قبول العقوبات على التقصير بروح عالية، وألا تتأثر نفسية فرد فيها بذلك، مستصحبين أن كلا من الأزمة للجماعة ومن العقوبة للفرد إنما هي من قبيل: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).
فالتماسك النفسي الداخلي و الوحدة العضوية الخارجية لازمة حتى إذا ظن أعضاء الفريق أن زمام الأمور فلت منهم، فلا يتم حل فريق الأزمة، بل مواصلة السعي لابتداع مفاجأة مثل مفاجآت خالد بن الوليد بطريقة عصرية، وليعتبروها امتدادا لدروس غزوة أحد و مؤتة. مع استمساك قادة الأزمات بالصبر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، متذكرين أن الله سبحانه وتعالى قد أقسم أن الإنسان لفي خسر، واستثنى في من استثنى كل الذين تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. وما الصبر إلا على طاعة وعن معصية وعن الله وعلى البلاء، فمسؤولية التواصي بالصبر مع الشعب على البلاءات والإبتلاءات، ينال الحاكم منها النصيب الأكبر.

بل يتجاوز التواصي بالحق والصبر كل ذلك، ويتعداه إلى إسكات المعارضين المخذلين "من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت"، ومن يصطادون في المياه العكرة مستفيدين من الأزمات مكايدة للحكومات، وهم المعارضون الذين لا يقومون بدور ديني أو وطني في حل الأزمات، وفي التواصي بالصبر مع الشعب، فيتأذى الشعب والحاكم والبلاد بفعلهم، وهم الذين يؤلفون القصص أو ينقلون الإشاعات ضد الحكام أثناء الأزمات، قال عنهم الله تعالى: (إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ، وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا، وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ).

وإن الأزمات لن تتوقف عنا، سواءا التزمنا الطريق الصواب: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)، أو حدنا عن الصراط المستقيم: (… لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). 

وإن استحداث البدائل لحل الأزمات بعد تحليلها التشريحي ، يستلزم عقليات تعمل بصورة استثنائية ، غير متأثرة بعقليات القطعان، تبدع في كل مرحلة من مراحلها، غير ناظرة لتقبل المجتمع للفكرة الجديدة، بقدر ما تنظر لقبول جسم الأزمة لحقنة السم في الدسم.
والإختيار بين البدائل لا يحتاج لنفسية متوثبة للصراع، ولكن متوثبة للقتال حتى انجلاء الأزمة، وبكل هدوء، إلا انفعالا مدروسا وهياجا مخططا له لأداء دور تكتيكي معين.
ويتم اختيار أنسب الإستراتيجيات لمعالجة الأزمة، بعد معرفة صانعيها أولا، ودوافعهم، و معاونيهم على صب الوقود كلما احتاجت الأزمة، (وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ)، والإمكانيات المادية والذهنية المتاحة، والمفاضلة بين معاملة الأزمة بالحسم المباشر أم بالتدرج، والآثار السلبية لكل استراتيجية، مع رسم سيناريوهات متعددة لما ستكون عليه الأحوال بعد نهاية الأزمة..

يجدر بالذكر أنه للخروج من الأزمات، واجب التخطيط لها باكرا، بل ووضع من نقترحهم من أعضاء لفرق الأزمات موضع الإختبارات، ليس كي ينجحوا أو يفشلوا، ولكن كي يتم وضع كل عضو في مكانه المناسب لنتيجته ومقدراته العقلية والنفسية على حد السواء.

ولا يغيب عنا أن صانعي الأزمات من خصومنا يتطورون بتطور الزمان، ويستفيدون من تجارب من سبقهم، ونحن المسلمون أولى منهم بهذا النهج وبدراسة كل جيل لأخطاء الجيل الذي سبق، ونجاحاته وإخفاقاته في إدارة أزماته، ويقول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأوْلِي الأَلْبَابِ).

وليس من النقصان أبدا أن يتم تعيين أعضاء في فرق إدارة الأزمة من أهل الصلاح ومن الثابتين نفسيا (يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي عند ابن ماجة : يا ابْنَ آدَمَ إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأولَى لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ)، مهمتهم الوحيدة هي رفع الروح المعنوية طوال زمن الأزمة بل والدعاء بتفريجها كذلك: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ)، ويراعى في اختيارهم دوما أن يكونوا الأكثر إيمانا و صبرا و ثباتا ، ومن الذين يتذكرون أن الله يحب الإلحاح في الدعاء ، قبل استجابته..

أخيرا يبقى أن نعرف أن الأمر كله بيد الله ، وما علينا إلا أن نعقلها و نتوكل ، فدون الأخذ بالأسباب لن يعيرنا الله اهتماما ، ولن تحل مشاكلنا من تلقاء نفسها ، ودون الدعاء لن يعبأ الله بنا..
وليقم من يعش في حالة أزمة بتعليق آية الله جل و علا في صدره: "فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا".
م. أُبي عزالدين عوض
OIA_1975@yahoo.com

 

آراء