الجيش المصري: قلبها..قلبها!

 


 

 


كفى بك داء

اعتبر صلاح عدلي، سكرتير الحزب الشيوعي المصري، التحول في مصر "انقلاب ثوري" قام به الشعب المصري للتخلص من حكم الأخوان "الفاشي"، وصك بذلك مفهوما يجمع ما بين الانقلاب العسكري والثورة الشعبية لا يفرق. كدر الرفيق صلاح ثوريته بمواراة لا طائل منها، فما قام به الجيش المصري انقلاب ظاهر، أما ثورة الشعب المصري المستمرة فشأن آخر.
كرفس صلاح انقلاب السيسي والثورة المصرية في ملاية واحدة وخلص من هذا التخليط إلى موقف اعتذاري تجاه الجيش اكتفى فيه بتأكيد الحرص على "ضمان تحديد دور الجيش في هذه المرحلة المقبلة في حماية الشعب والأمن القومي المصري والالتزام بوعوده في عدم التدخل المباشر في الشؤون السياسية وضرورة بقاء الشعب في الميادين لضمان تنفيذ مطالبه في المرحلة الانتقالية." عاد صلاح إلى ذات القضية في جزء آخر من حواره مع جريدة نامه مردم، لسان حال الحزب الشيوعي الإيراني، فقال أن تدخل الجيش يخدم أهداف الثورة في هذه المرحلة مضيفا أن "قيادات الجيش لها مصالح وامتيازات تريد الحفاظ عليها، كما تريد أن يكون لها دور في الحكم بدون تدخل سياسي مباشر ونحن نرى أن هذا لا بد من مراعاته في هذه المرحلة مع التأكيد على تصحيح الأمور تدريجيا خلال المرحلة المقبلة."
ما فات على سكرتير الحزب الشيوعي المصري أدركته رباب المهدي، يسارية المزاج، التي أفتت أن مصر "تعبر من سلطة اليمين الشوفيني الملتحي إلى إلى سلطة اليمين الشوفيني الحليق" في تعليق لها على نشوة "الليبراليين" المصريين بكبت العسكر للأخوان المسلمين. أما "تمرد" فقد تفوقت على صلاح بصريح الموقف ضد ما أسمته الفاشية البوليسية والفاشية العسكرية والفاشية الدينية والدعوة إلى حصار الحكومة الانتقالية وفضح "الفلول" العائدين تحت ستار الانقلاب. طالبت تمرد بالرقابة على تمويل الأخوان المسلمين ووضع ميزانية ظاهرة تحت رقابة برلمانية للجيش وكذلك السلطات الدينية إسلامية ومسيحية. تساءلت تمرد "مين بيحكم مصر دلوقتي، عدلي منصور والببلاوي أم السيسي أم نظام مبارك من وراء ستار؟" وهي تندد بالإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور.
"علمتنا الماركسية أن ننطلق من الواقع العيني الملموس ولا نحصر رؤيتنا في أفكار جامدة مسبقة وصيغ جاهزة"، قال صلاح وهو يحتج لتحليله، لكنه وقع في محظور المواتاة إذ ساوى بين الثورة التي ما تزال تتفتق والانقلاب الذي هو حدث فيها ليس بالضرورة فاصل. كأن أحرى بعدلي أن يتأنى حيث أعجزه التحليل الملموس، وله في رفيق ماو شو إن لاي أسوة حسنة. يقال أن الرئيس الأميركي نكسون عندما زار الصين الشيوعية عام 1972 سأل رئيس الوزارء وقتها شو إن لاي، الذي ذاع عنه شغفه بدراسة التاريخ الفرنسي، عن رأيه في أثر الثورة الفرنسية على الحضارة الغربية فرد شو: "ما زال الوقت مبكرا للحكم على الموضوع".  


Magdi El Gizouli [m.elgizouli@gmail.com]

 

آراء