من هم هؤلاء؟ … بقلم: حسن فاروق
اصل الحكاية
الهلال نادي مختلف ويختلف علي الاقل عن نده التقليدي المريخ ، في أنه لايعرف الإنقياد لأي كان مهما علا شأنه وظن أنه يتمتع بكل حصانات الدنيا ، فلن يجد إجماع ، وستتم مراقبته بدقة لايتوقعها ، ويحاسب علي كل الأخطاء حسابا عسيرا ، وبالتالي إذا ظنت اللجنة المسماة تسييرية ، أنها تستمد قوتها من حصانة السياسة التي لامكان لها في الرياضة ولاتعترف بها عليهم العودة من حيث أتوا اليوم قبل الغد .
بعد مغادرة البرير مرفوع الرأس كآخر رئيس شرعي جاء من رحم الديمقراطية ، إختلفنا أو إتفقنا عليه أو علي كيفية ممارستها ، كنت أتوقع إعلان إنتخابات مبكرة ، و الزمن يسمح بذلك ، ويعطي الفرصة للحزب الحاكم لتقديم من يراه مناسبا من كادره في هذه الإنتخابات ، ولكن الإصرار علي التسييس ، والإجتهاد في (التكويش) والسيطرة كيفما إتفق ، جعله يتعامل مع الرياضة من باب المكسب السياسي بتصدير كوادر متواضعة القدرات ، علاقتها بالأندية والإتحادات ومنظومة كرة القدم بصفة عامة من باب سياسة (التمكين) ، فجاء من ضمن أنصبة الهلال المختلفة في عملية التسييس لجنة التسيير التي تم تكوينها أمس الاول .
أول سؤال تبادر إلي ذهني بعد قراءة الغالبية العظمي من الأسماء من هم هؤلاء؟ أردفته بسؤال آخر هل عقمت حواء الهلال ، حتي تحكمه هذه الأسماء المحسوب معظمها علي الحزب الحاكم ؟ متي يتعلم هذا الحزب أننا نتحدث رياضة ، نتنفس رياضة ، وأنه أصاب الرياضة في مقتل أكثر من مرة بسبب التدخل السياسي ، وفتح بذلك الباب علي مصراعيه للإتحاد الدولي لكرة القدم ليتدخل مرة وإثنين وعشرة ، لحماية إستقلالية الرياضة ، آخرها إجبار الحكومة علي ايقاف قرار حل مجلس إدارة نادي الهلال .
منظومة الرياضة في السودان قاعدتها الأساسية ( أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية) ، وبالتالي (التعيين) قرار شاذ ، وترفضه الفيفا وتحاربه بقوة ، وللعلم فقط قرار تعيين لجنة تسيير لنادي الهلال يمكن نسفه في لحظة ، في حال رفعت شكوي رسمية للإتحاد الدولي لكرة القدم بتدخل الوزير في الشأن الرياضي وتعيين اللجنة المذكورة ، خاصة وأن ملف النادي بطرف الفيفا ، وسبق أن حذر من هذا التدخل ، والفيفا لايسأل عن الاسباب ولا يناقشها ولا تعطي الحكومات شرف مخاطبتها ، فيخاطبها عن طريق الجهة التي يعترف بها وهي الاتحاد الوطني ، عندنا الاتحاد العام لكرة القدم ، والذي يقود عندنا مع الاسف عملية هدم مكتسبات الرياضة ، وتسييس العمل الرياضي بدلا من أن يكون رأس الرمح في الدفاع عنه ، مقدما الولاءات السياسية والمصالح الشخصية علي مصلحة الرياضة. وبالتالي فإن قرار تكوين اللجنة لايساوي حبره ، ليبقي السؤال من يتقدم الصفوف ليدافع عن مكتسبات الرياضة ؟ .
واحدة من الإشكاليات أن الحزب الحاكم عندما يتدخل لدعم نادي ، يدعمه من أجل كادره السياسي الذي يقدمه ، وليس من أجل عيون النادي ، كما حدث في حالات عديدة أبرزها ( جمال الوالي) ، يجد كل الاهتمام والدعم والمساندة لأنه الابن المدلل للحكومة رغم فشله الذي لاتخطئه عين ، وفي المقابل لن يدعم الحزب الحاكم المريخ ، لو كان الرئيس مثلا محمد الياس محجوب ، أو أي شخص آخر ، وذات الشيء ينطبق علي الموردة والاندية التي لم تجد العدالة في الدعم من المال العام .
لذا فإن تجربة مثل هذه اللجان لن تختلف كثيرا عن غيرها ، لأنها تعتمد في الأساس علي الكوادر الفاشلة التي يتم تصديرها للوسط الرياضي . الحل الوحيد أن يسحب الحزب الحاكم كوادره من الرياضة ، ويتركها لأهلها ، فهل يفعل؟ لا أظن .
hassanfaroog@gmail.com
////////
//////////////