حكومة وحدة وطنية

 


 

 


إبان الأزمة الاقتصادية الى ضربت الولايات المتحدة الامريكية عام ٢٠٠٨  شاعت  عبارة : too big to fail.  ويمكن ترجمتها الى: اكبر من ان يسقط . والمقصود كان آنذاك مؤسسات مالية وبنوك على حافة لانهيار التام الا ان الحكومة الامريكية اختارت التدخل لإنقاذها بضخ أموال مهولة تمكنها من البقاء فى السوق اذ ان سقوطها كان يعنى  ان تذهب معها بنوك  ومؤسسات اخرى الى الهاوية التى ليس لها قرار . وأنفقت الحكومة الامريكية اكثر من ٧٠٠ بليون دولار امريكى فى سبيل ذلك. الفكرة كانت ضد مبدأ  السوق الحر وقواعد الاقتصاد الراسمالى التقليدية ، ان تستخدم الحكومة أموال دافع الضرائب لحل مشاكل مؤسسات او شركات خاصة  ولكنه الاستثناء والضرورات التى تبيح المحظورات .

تمر بلادنا الان بوضع مشابه فلا يمكن السماح لبلد مثل السودان بالانهيار ، تلك مسوءليتنا الأخلاقية نحو الأجيال المقبلة . ومثل كل المشاكل المعقدة فى الحياة فان الحلول سهلة .

النظام الحالى سقط أخلاقيا وسياسيا واقتصاديا ولم تتبق له سوى القبضة الأمنية .المعضلة انه أفضل الخيارات المتاحة . ونظرة واحدة الى المعارضة التى تفتقر الى أدنى درجات الحرية والديمقراطية والمؤسساتية فى أجهزتها الحزبية تكفى.

لكننا الان تقدمنا درجة  للامام اذ ان الحكومة والمعارضة  وصلا الى اخر الطريق  ونهاية المطاف بضرورة   احداث التغيير المطلوب  وهى حالة لابد منها نفسيا وسياسيا للتفكير  فى الخطوة التالية وهى قيام حكومة وحدة وطنية  لمدة سنتين تكون مهمتها : ١/وقف الحرب. ٢/ تهيئة البلاد لصناديق الانتخابات.

الأسئلة المتعلقة بالاقتصاد  سيحل عدد  كبير منها بوقف نزيف الحرب كما ان اجواء الانتقال ستضبط الأداء المالى المهدر فى الفساد او السفه كما أشار مدير الأمن والمخابرات السابق امام البرلمان مؤخراً  :(أن عجز الموازنة العام الماضي كان مليار ومائتي مليون دولار في الوقت الذي شيدت فيه القوات النظامية مؤسسات باثنين مليار ونصف المليون دولار).

انا متفائل وأرنو نحو الغد بأمل انه سيكون أفضل من اليوم .

حسين التهامى

كويكرزتاون ، الولايات المتحدة الامريكية


husselto@yahoo.com

 

آراء