نظام الإنقاذ آيل للسقوط: لكن من يدلنا علي منسأته؟!
حسين الزبير
2 August, 2014
2 August, 2014
(1)
بعد ما يربو علي ربع قرن من الزمان من سيطرة اهل الاسلام السياسي علي الحكم في السودان، اعتقد انه لا احد يستطيع ان ينكر ان انقلاب عام 1989 كان غلطة الشاطر لاهل الاسلام السياسي، او بمعني آخر الخطأ السياسي الذي لا يمكن جبره (irreparable political mistake) . و الدليل علي ذلك ان اي طفل في السودان يعرف اليوم ان الاسلام السياسي لم يكن جادا في يوم من الايام في تطبيق عدالة الاسلام عند وصولهم للحكم ، و انهم لا يعنون ما تعنيه الكلمات العربية المبينة حين يهتفون "هي لله"، او يقولون "نحن للدين فداء" ، فاطفالنا في المدارس هم الذين يتهكمون و يقولون " هما بيقصدوا نحن للدينار فداء!!". ثبت للناس بمآلات حكم الانقاذ ان الدين كان وسيلة لتحقيق اهدافهم: الوصول للحكم ، ثم التمكين ، و عزل "الآخر" و جعل ارض السودان ضيعة لاهل الاسلام السياسي. فلا يستقيم عقلا بعد الآن ان يصر الاسلام السياسي في السودان انهم يعملون لتطبيق شرع الله. و ليس لاحد ان يحجر علي فئة مزاولة النشاط السياسي، لكن ان عدتم للساحة السياسية يا اهل الاسلام السياسي، بعد يوم النصر، بنفس الشعارات الخادعة ، و بالمؤتمرين او بتنظيمات سياسية مشابهة ، ستتجاوزكم الساحة السياسية ، و سينقرض الاسلام السياسي عندما يأتي الأجل المكتوب لعدد من قياداتكم الحالية. فلتفكروا في صيغة عقلانية تعتذرون بها للشعب السوداني علي ما اقترفتم ، او اعتزلوا السياسة ان استطعتم او قدموا للشعب السوداني برنامجا سياسيا مقنعا.
(2)
اما عن ايلولة نظام الانقاذ للسقوط ، فهو امر لا يحتاج لفانوس ، فالحقيقة واضحة للعيان. دولة فلت اقتصاده عن السيطرة و التحكم ، الفساد فيها فساد شامل من قمة السلطة الي ادني مكتب حكومي، الخدمات الاساسية غير متوفرة و عندما تتوفر فهي خدمات مختلة تغيب عنها المهنية، و القانون في يد رجال تابعون للسلطة ، و السلطة الرابعة يتربع علي عروشها "ناس اكل العيش" و معهم الهنود و الافغان ، رغم وجود استاذ كمحجوب محمد صالح!! فالانقاذ اليوم كحائط طوب اللبن الذي تشرب بماء الامطار ، و ما زال "قائما" فقط لانه لم تمتد اليه يد تهزه!! فماذا نحن فاعلون لاسترداد الوطن؟! هل تنتظرون الاحتمال الثالث الذي قاله الزعيم محمد ابراهيم نقد ساخرا ، عندما قال احدهم في ندوة "ان الحكاية دايرة ليها انقلاب او انتفاضة" فقال له الزعيم: في احتمال ثالث ، انهم يخلو ليكم البلد و يمشوا!!
تحديد الوسيلة التي بها نسقط النظام واجب قيادات الاحزاب و المفكرين و العلماء من ابناء بلادي. و كل يوم يمر يضيف يوما للمعاناة التي سيتحملها الشعب لاعادة دولة القانون و المؤسسات، ثم جبر الكسور التي نتجت من رعونة و ربما غباء اناس يدعون انهم يعملون لوجه الله!!
(3)
و يجب ان نتذكر ان حكومة الانقاذ وصلت للطريق المسدود بجسارة نضال الشعب السوداني خلال ربع القرن الماضي. و لم يتخلف عن هذا النضال الا اولئك الذين اعمت ابصارهم بهارج "خبث" الانقاذ. و هذه سانحة اؤكد فيها ان مناضلي الكيبورد كان لهم دور فعال في هذا النضال مهما كانت مساهماتهم. و اعتقد ان المواقع الالكترونية السودانية: سودانيزاونلاين، الراكوبة ، سودانايل ، حريات و مواقع اخري ، لم يقل دورهم عن دور النقابات و التنظيمات الفئوية في عهود الشمولية السابقة. و باذن الله يوم النصر قريب و ستوثق فعاليات مناهضة حكم الاسلام السياسي يصورة علمية يتولي امرها المهنيون من ابناء الشعب.
(4)
و نحن في انتظار قياداتنا السياسية و علماء السودان لتصميم الصيغة التي بها سيحررون شهادة الوفاة لحكم الانقاذ ، يجب ان نستعد للديمقراطية التي ظللنا نحلم بها. يجب ان نثقف انفسنا و ابناء شعبنا بماهية الديمقراطية و اشكالها و صورها ، و اساليب ممارستها ممارسة صحيحة ، و التحدث عن نماذج الديمقراطية الفعالة ، و الاخري الكاذبة في العالم من حولنا .
استعدادنا للديمقراطية بخطط علمية و مهنية هو الذي سيجعل مشوار البناء و التعافي قصيرا. و اعتقد انه آن الاوان لرفاقي من منضالي الكيبورد ان يكتبوا كتابات جادة، تثقيفية و تعليمية و ربما تدريبية عن الديمقراطية. و لا اريد ان اتطاول علي المهنيين من رجال القانون ، والاقتصاد ، و الاجتماع و الصحافة ان يعدوا الخطط اللازمة لبناء دولة القانون و المؤسسات في اقصر وقت ممكن، فظني انهم قد اعدوا خططهم و دراساتهم.
لكن الامر العاجل هو كسر المنسأة و اسقاط النظام. ربي عجل بالنصر و بالفرج.
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.
hussain772003@yahoo.com
//////////