معركة جنيف.. بين الحق والزيف !

 


 

خضر عطا المنان
26 September, 2015

 

بعد أن لقي النداء صدى كبيراً واستجابة واسعة ..  أكمل اللاجئون السودانيون في العديد من الدول الأوروبية  - يساندهم بعض المقيمين  من حاملي جنسيات تلك الدول - أكملوا  الآن استعداداتهم  للوقفة الجماعية أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء المصادف  29 سبتمبر الجاري .. وصل بعضهم بالفعل الى هناك والبعض الآخر في طريقه الآن براً وجواً فضلاً عن من هم موجودون أصلاً في أنحاء متفرقة من سويسرا نفسها  .

يجئ ذلك في وقت ما زال ممثلو النظام الاسلاموي الانقلابي الحاكم بأمره في الخرطوم - والذين جاء بهم خصيصاً الى جنيف - يتخبطون هناك وهم يستجدون حلاً في أوساط وفود العالم علّهم يتفادون الاحالة الى بند يتوجسون منه .. وذلك في منظر مخز.. محزن .. مبك .. يتنقلون مهرولين بين تلك الوفود بحثاً عن من يؤازرهم  في معركة التصويت  وذلك بصورة تثير الشفقة حقا وتكشف عن مدى عمق الأزمة التي يعيشها هذا النظام والمأزق الذي وضع فيه بلدنا المنكوب .. السودان !!.

وكان السيد زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة قد شدد على كلمته في مفتتح الدورة 30 الحالية للمجلس الدولي لحقوق الانسان والتي بدأت اعمالها في يوم 14 من سبتمبر الجاري شدد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدوره كاملاً ازاء مساعدة المحكمة الجنائية الدولية في تنقيذ قراراتها  كما أعرب عن خشيته من افلات مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في السودان لاسيما في مناطق الصراع بكل  من دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان من العقاب .

ان نظام الاخوان المجرمين في السودان يخوض هذه المرة معركة خاسرة مستخدما فيها أسلحته التي حفظناها عن ظهر قلب والتي أرودت البلاد والعباد موارد التهلكة ووضعت بلدنا المنكوب على قائمة الدول الراعية للارهاب ومنها الكذب الذي أدمنه هذا النظام وتلفيق الوقائع وتزييف الحقائق ونكران الواقع . واللافت أن بياناً قد صدر بالاجماع من الاتحاد الأوروبي هذه المرة يطالب بكشف  حقيقة ما جرى ابان انتفاضة سبتمبر المجيدة 2013 وتقديم القتلة للعدالة .. وهو تطور له ما بعده نظراً للظرف الذي  يجئ فيه وتزامنه مع انعقاد الدورة االحالية لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة .   وعليه فاننا نكرر .. انه من الضروري أن نتوجه جميعاً – كلاجئين ومقيمين سودانيين في أوروبا وبكافة فئاتنا من نساء ورجال وأطفال- الى مقر المجلس في جنيف في ذلك التوقيت – الثلاثاء 29 – 9 – 2015 في تمام الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت جنيف  وبصحبتنا معينات لاسماع صوتنا للعالم كله .. مثل اللافتات المعبرة عن مأساتنا وعليها شعارات رافضة لنظام القمع والارهاب والقهر والموت المجاني في السودان وأيضا العلم القديم  لبلدنا المنكوب وخارطته التي عرفناها وورثناها من أجدادنا الكرام .. وهناك اقتراح بأن يتم اختيار شخص من قبل اللاجئين الذين سيحضرون الى جنيف لمخاطبة المجلس أو تسليم رسالة خطية له بأي وسيلة يرونها  وفي حالة تعذر ذلك يمكن لهذا الشخص قراءة الرسالة على الهواء مباشرة أمام وسائل الاعلام العربية والعالمية التي ستكون مجتمعة كلها هناك . اذ أن القناعة لدى العديد  من الاخوة السودانيين ممن تم رفض طلبات لجوئهم بأنه لابد من محاصرة هذا النظام الأخطبوطي  وفضحه أينما كان .. في الداخل أوالخارج وكلما سنحت فرصة كهذه. ولا تنسوا أن العالم كله ستظل عينه على هذه الاجتماعات في جنيف لأنها تمس أغلى  ما في الانسان وجوهر وجوده وهو حقه في الحرية والكرامة والانعتاق .. وقبل وبعد حقه في الحياة .. وهو الحق الذي لا يمكن لأي قوة في الأرض ان تسلبه اياه لأن رب العالمين وحده سبحانه وتعالى هو الذي يملك هذا الحق . ختاما : يمكن لمن لا تسمح لهم ظروفهم بالحضور لأي سبب كان يمكنهم  تنفيذ وقفة احتجاجية صامتة أمام سفارة النظام في البلد الذي يتواجدون فيه بالتزامن مع وقفة جنيف  .

مع تحيات أخوكم : خضرعطا المنان

الاعلامي والكاتب الصحفي ..

عضومنظمة العفو الدولية ..

عضو المنظمة الدولية للصحفيين ..

السكرتير العام السابق لرابطة الاعلاميين العرب بالدنمارك ..

هاتف :  004571807319

awatif124z@gmail.com

 

آراء