هذا مقال حزين ، ومستعجل ، ولهفان ،موجه من القلب الى مجلس حقوق الانسان الذى يواصل اجتماعاته فى جنيف الجميلة وهم مرطبون ، لا يصيبهم رهق او نصب أو خوف من عاديات السياسة الذى يصيب الناس فى عالمنا الثالث ، الذى يأوى الانسان فيه الى فراشه حرا طليقا ، ويصبح مكبلا بقيده ، وفى معصمه الكلباش .
هذا مقال قصير قصر المسافة بين الحرية والقهر فى عالمنا الثالث نوجهه عبر الاعلام الاسفيرى السودانى الذى لم يعد لنا غيره منتدى نتنفس فيه بعد أن اشترى مال الدولة المروءات والضمائر فلم يعد هناك من يقول ان البغلة فى الابريق. وساح فى ارجائنا المنافقون المردة الذين يصنعون الباطل ويزينونه . ولكن لا بأس . الباطل يطول ولكنه لا يدوم . عزاؤنا ان اعلامنا الاسفيرى صارت له انياب حادة تعض وتقطع وتؤلم اينما عضت وقطعت . وصارأخذه اليم شديد يخشاه بعض اصحاب القصور المنيفة ، و يخافونه ويتهيبونه ، و ينشئون الجدر و البيادر الحصينة ليقاتلوه من ورائها بتلفيق التهم الكيدية ضد قادة هذا الاعلام الحر المنطلق مثل نسيم الدعاش . اننا نذكر جحافل المجتمعين فى جنيف الجميلة أن صحفيا سودانيامرموقا هو الاستاذ وليد الحسين المسئول الفنى لصحيفة (الراكوبة) الاليكترونية الواسعة الانتشار والتاثير يعيش معتقلا بتهمة حب بلده والانتصار لقضايا شعبه الذى انجبه وشذبه وعلمه وادبه فاحسن تعليمه وتاديبه . ولأنه يمارس هذا الحب بطريقته الخاصة ، التى يتأذى منها السلطان ، كان لزاما أن يوقف عند حده بترحيله الى بلده. بعد ان اصبح الترحيل الى بلداننا عقابا وفاقا. لقد أخطأ الاستاذ وليد حين سمح لصحيفته ان تكون منصة اطلاق عاصف ضد الفساد الذى صار يمشى على ساقين وقدمين فى رائعة النهارمتعديا كل حدود. وامثال الاستاذ الوليد هم الجنود المجهولون الذين يقفون فى خط النار الاول دفاعا عن ما تبقى لشعبهم من حقوق ومقدرات قليلة بعد هجمة النهب والسلب العارمة التى ابتزلت الانسان والوطن . تسهيل توقيف وترحيل الاستاذ وليد وامثاله وترحيلهم الى حيث الزنازين المظلمة هو اشتراك مباشر فى الهجمة الشرسة ضد حرية شعبنا و كرامته وهو عمل لن ينساه شعبنا لمن يقومون به.