الوَالي ذو اللِّحية … شعر: عبد الإله زمراوي
zomrawi@amwaj.qa
(1)
في الماضي
كنتُ أُعانقُ
ظلِّي كالنخلةِ
خوفَ هجيرِ الرَّمضاءْ !
كنتُ أخافُ
من الوالي،
ذي اللحية ،
حينَ يَغيرُ الليلُ
على رملِ الصحراءْ !
مضتِ الأيامُ
بلا ظلٍّ يأويني
من عسسِ السُّفهاءْ !
(2)
و أفَقْتُ بليلي
والوطنُ الغالي
قد بيعَ بأمرِ الوالي،
الوالي فينا، ذي اللحيةِ ،
دونَ حياءْ !
أبتاهْ....
وطني قد بيعَ بدينارٍ
بمزادِ الخلفاءْ !
أبتاهْ....
وطني قد بيعَ
على مرأى الشُّهداءْ !
أبتاهْ ...
قدْ بعنا الوطنَ
كما الأشياءْ !
(3)
ورجعتُ الآنَ
أعيشُ بلا والٍ
يرمُقُني كالقطِّ.
الآنَ أعيشُ
على استحياءْ !
في الماضي قالوا:
إنَّ الشمسَ تغيبُ
على الصَّحراءْ !
فلماذا ظلِّي يلفحُني
بحديثِ نفاقٍ ورياءْ ؟!
وطني إنْ بيعَ
على قَرْعِ الطَّـبْلِ
واحلامِ السُّفهاءْ ،
يكفيني أنْ أسكنَ
وطنًا يغمُرُني
كالبدرِ بهاءً وصفاءْ!
أحبابي..
قدْ ضِقْتُ
بتأويلِ النصِّ
وتفصيلِ العلماءْ !
أحبابي
قد ضِقْتُ
بحَفِّ الشَّـاربِ
في الفجرِ
وتقبيلِ جباه الخلفاءْ !
أحبابي
قد ضاعَ العقلُ
بتشذيبِ اللحيةِ
صيفًا وشتاءْ!
الآنَ أنَا حُرٌّ
إلا مِنْ نفسي الحُرَّة!
أُمي حُرَّة
إلا مِنْ نفسٍ حُرَّة!
وأبي حُرٌّ
ما زالَ يعيشُ
بجلبابِ الشرفاءْ !
فدعوني أقبعُ
كالظلِّ على
كتفِ الفقراءْ ؟!
فأنَا منفيٌّ
منذُ ولدتُ
بقلبِ الصحراءْ !
منفيٌّ يَجزمُ
أنَّ الأرضَ سماءْ !
منفيٌّ يحلمُ
أنَّ الوطنَ ضياءْ !!