يتميز الإسلامويون بقدرة رهيبة علي المناورة والخداع مستندين علي مبادئ "التقية" ووصية قضاء الحاجات بالكتمان والحرب خدعة وتساعده في تنفيذ خطط الخداع والمناورة معارضة ساذجة بلهاء صديقة وعاجزة ولامبالية فقدت النخوة والكرامة والمبادرة والجرأةبسبب صمتها الذي يشبه الرضا..
أولا مررت المعارضة فكرة إجراء الحوار دون أن تضغط علي النظام بتهيئة ظروف وشروط حوار غير معيب وصحيح بعيدا عن الاستهبال وأمور التلات ورقات، وأن يتم في أجواء ديمقراطية أو علي الأقل بلا قمع وتدخل أمني ولكن النظام أجري حواره ب طريقته وبشروطه وشكله وضمونه .والأهم من كل هذا هو أن فكرة التمكين التي يقول بها الإسلامويون تتعارض جذريا مع فكرة الحوار ،لأن التمكين " لعبة صفرية" كل شئ أو لا شئ ، وهو لا يسمحم بأي ثغرة يتسرب منها الآخر. وهذا النظام غير مستعد للتنازل مجانا وطوعيا عن موقع خفير مستشفي إظسلاموي.، لأنه يعتبر ذلك خصما عن بناء التمكين.
كان من مخرجات الحوار تشكيل حكومة انتقائية اختير عناصرها من المؤلفة قلوبهم والرجال السحالي الذين يشبهون ماء الوضوء بلا طعم ولا رائحة ولا لون أي بلا مواقف ومبادئ.
وهنا لابد لنا أن نفرق جيدا بين المشاركة في الحكم والدخول في الحكم.فوزراء الأحزاب الأخري مجرد "محللين" لبرنامج حزب المؤتمر الوطني. فقد دخل هؤلاء الحكومة بسلطات أقل من وكلاء وزارات مجرد تنفيذيين للسياسات الموضوعة مسبقا من قبل أمانات المؤتمر الوطني. فهؤلاء الوزراء نمور بلا أنياب. ولإعضاء المؤتمر الوطني فيتو حتى علي طريقة التنفيذ للسياسات التي لم يضعها وزراء الحوار.
هذا الفرق بين الحكم والسلطة يعكس الفهم التعيس والبائس لدي الأحزاب الكرتونية. فهل قدمت هذه الأحزاب برامج حين تقدمت للتسجيل. إذن،فأين هذه البرامج الآن وكيف يريدون تطبيقها أو الدفاع عنها.لا ينطبق هذه الوضع علي وزراء الحوار الوطني. بل نجد وزراء المؤتمر الوطني أنفسهم خاضعين لممارسات النظام الأمنوقراطية فالوزير ينتظر موافقة جهاز الأمن علي قرااته. وأعرف قرارات كثيرة اتخذها الوزير واعترض عليها جهاز الأمن فتوقف تنفيذها..
هذا نظام حكم غريب جدا ولكنه مستمر في السلطة. ولكن أغرب شئ هو أن هذا النظام يكتسب شرعيته من معارضته فأي نظام يواجه مثل هذه المعارضة يجب أن نقول له:" فأفرح بطول سلامة يا مربع" فالمعارضة تحتاج لقيادة فالشعب جاهز يعاني مثل إيران من نظام يسوده الفساد والبطالة وتخنقه الأزمة الإقتصادية والسياسة الخارجية الخرقاء. ولكن علي قمة قيادة المعارضة السودانية حزبان كبيران أحدهم زعيمه إمام غائب حاضر والآخر زعيمه إمام غائب غائب.
تقتلني الحسرة حينما أري مقتدي الصدر في التلفاز، وهو يحشد شوارع بغداد بالجماهير عند كل مناسبة للاحتجاج والرفض. هذا عن المعارضة المدنية السلمية اما المعارضة المسلحة أو ما يسمي" الجبهة الثورية" فقد صارت مثل " جنرال المديرية" وهو لمن لا يتذكره أولم يراه شخص يرتدي ملابس عسكرية ونياشين ويدعي أنه جنرال مقاتل، فخصص له مدير المديرية مكتباداخل المجلس، وظل يعيش وهمه وتعود عليه الناس ، واستمر هو في تقمص الدور الموهوم. وبسبب عدم الفعالية غدا المرء يتساءل ما الفرق بين المعارضة السلمية وتلك المسلحة؟ هل التسمية فقط أم هناك اختلاف في الدور والمهام.
يعيش السودان فراغا سياسي يولّد كثيرا ما الأمراض السياسية. لأن الذي يدور في السودان هو صراع الضعفاء وليس فيه أي منتصر والحالة الوحيدة هو أن تقتنع المعارضة بضرورة تغيير ميزان القوة بكل الوسائل، و أن تعلم أن السياسية ليست مجرد علاقة رومانسية حبية بل هي صراع وصراع شرس " تؤخذ الدنيا غلابا". ولكن الأحزاب الكبرى تعيش شيزو فرنيا سياسية حين يكون نصفها في القصر الجمهوري والنصف الآخر في الشارع وقد يكون في المعتقل.÷ذا الشذوذ السياسي لابد من تعديله وأن تحدد الأحزاب نوعها أو جنيسها. وهل هي معارضة أم حكومة
قد يوحي هذا المقال من الوهلة الأولي وكأنه بساهم في عملية زرع اليأس التي يمارسها النظام وتساعده فيها معارضته. ولكنه في حقيقة الأمر يرمز لهدفين: الأول دعوة لممارسة النقد والنقد الذاتي ورفض الرضا الزائف عن الذات. أما الهدف الآخر فدعوة للصحوة والبحث عن بديل مقاوم ناجع وفعّال يواجه ظروف الأزمة الثورية الناضجة تماما. واضعف الإيمان أن يتم الضغط من أجل دمقرطة مخرجات الحوار- رغم كل العيوب والثغرات من أجل الخروج من الفراغ وصراع الضعفاء- والمطلوب المواجهة في هذه الحالة،وهذا امر صعب إن لم يكن مستحيلا وضرورة انفاذه ولكنه ممكن من خلال الصراع.