16 April, 2023
ضرورة تفكيك خلية صناعة ازمات الدولة الديمقراطية السودانية
ما يحدث من اقتتال في الشوارع يجب قراءته وتحليله في سياق حادث ومتصل وليس سياق صراع منعزل جيش ضد ميليشيا .
ما يحدث من اقتتال في الشوارع يجب قراءته وتحليله في سياق حادث ومتصل وليس سياق صراع منعزل جيش ضد ميليشيا .
الان حصحص الحق .
لعل من الضروري جدا طرح ثلاث اسئلة في مقدمة المقال لان الاجابة عليها حتما ستقودنا لكثير من نقاط الاتفاق .
بسم الله الرحمن الرحيم يقول تعالي ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) سورة يوسف الحمد الله الذي جعل في السجال والحراك السياسي عبر وعظات وجعل في سيرة الحكام والانظمة في السودان والعالم من حولنا حكم ودروس مستفادة وعلوم ومعارف ننظر فيها وتقتبس ما يصلح به نظامنا السياسي المعطوب ودولتنا التي مازالت تتنكب الطريق الي الرشد والصلاح.
لطالما كنت استمتع واعجب جدا بحكايات البطولة والفروسية التي كان يحكيها لنا عمي الراحل الملازم اول اسماعيل شريف الخبير بسلاح المدرعات حول معارك خاضها مع الجيش السوداني في جبهات مختلفة في لبنان والسويس وحدود السودان المختلفة.
لكي يرتقي الاعلام الرسمي وغير الرسمي ( السوشيال ميديا) لمستوي التحديات التي تواجهها الدولة السودانية ويسهم في بناء المشروع الوطني رصدت في مقالي هذا بعض مما بدا لي من نقاط ضعف وثغرات وعلل موروثة وسائدة يجب تناولها بجدية من قبل الاعلاميين واصحاب الاقلام ومعالجتها .
هذا المقال من جزئين سيتناول بعضا مما استفدته واحببت ان اشارك به القارئ من كتابين هما (تاريخ بسيط عن كل شئ ) للكاتب بيل برايسون وكتاب الامام القرطبي القيم (التذكرة بأحوال الموتي وامور الاخرة) وارجو ان ينتفع به القارئ وأن يثير فضوله لقراءة الكتابين.
تعتبر تجربة الاسلاميين في الحكم مثالا جيدا لبيان “مدي تأثير الطبيعة البشرية المدنسة للممارسة السياسية ” كذلك تؤكد التجربة “ان العنصر البشرى بكل ما فيه من مواطن ضعف إنسانية أمام شهوات السلطة والجاه و السيطرة والقبلية والقوة والثروة والنفوذ له تأثير قوى ومباشر علي الممارسة والتطبيق” .
بسم الله الرحمن الرحيم يقول تعالي ( ولتكن منكم امة يدعون الي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) لدي قناعة تامة ان التغيير الذي نحب ان نراه يبدأ من انفسنا لذلك وضعت لنفسي هدفين أولا ان لا اتعصب او اتطرف في نصرة شخص او فئة او حزب او فصيل في العمل السياسي وهذا يستوجب ان لا انحاز في العمل العام لفئة او جماعة وان انتميت اليها في حياتي الخاصة.
القدرة علي التعلم من الاخطاء والعجلة والسرعة في دراسة وتقصي ومعرفة اسباب الفشل واعتبار الفشل فسحة وفرصة للتعلم والاخذ باسباب النجاح كل اولئك يعتبروا من وسائل واليات ضمان التفوق علي المنافسين والتقدم في عالم تسعي فيه جميع الدول الي سعادة ورفاهية مواطنيها فلماذا لا نتعلم بسرعة من تجاربنا منذ الاستقلال؟ ولماذا تتدهور الدولة الوطنية عاما بعد عام منذ الاستقلال حتي قال احدهم ساخرا ” في كل عام ترزلون” .