21 November, 2022
عرمان يعترف: حكومة الثورة انعزلت عن الشارع..!!
قالها القيادي بمركزية الحرية والتغيير ياسر عرمان، أن حكومة الثورة أخطأت عندما انعزلت عن الشارع، في مؤتمره الصحفي يوم أمس، وأقر بعدم وجود حوار جاد بينها وبين الشارع.
قالها القيادي بمركزية الحرية والتغيير ياسر عرمان، أن حكومة الثورة أخطأت عندما انعزلت عن الشارع، في مؤتمره الصحفي يوم أمس، وأقر بعدم وجود حوار جاد بينها وبين الشارع.
في سيرة ومسيرة حزبي الأمة القومي والإتحادي الديمقراطي، يُلاحظ أن للكيانين علاقة وطيدة مع جميع الدكتاتوريات العسكرية التي حكمت البلاد، وذلك يرجع بشكل أساسي لطبيعة التكوين الطائفي للحزبين، ولمركزية القرار المتخذ من قبل زعيم الطائفة الجامع للسلطتين في يد واحدة لا تصفق، ولقد نصح الناصحون من أساطين دهاليز السياسة السودانية، بضرورة الفصل بين هاتين السلطتين – السلطة الروحية والسلطة السياسية – في هذين الحزبين العريقين، لكن لا حياة لمن تنادي، فقد استمرأ الإمام الراحل السيد الصادق المهدي الاستمرار في دمج
ما من تيار سياسي أيدلوجي عريض ترى رجاله جميعاً وكأنهم بنيان مرصوص، وفي ذات الوقت ترى قلوبهم شتى، إلّا وعلمت أن ذلك التيار هو التنظيم المتحوّل – الجبهة الاسلامية – المؤتمر الوطني، فالهبّة الكبيرة التي قادها ابن التنظيم قائد الجيش بعد انقضاء ليلة ونهار الجمعة الماضية، ما هي إلّا تجلٍ واضح لما يمور ويفور في بطون وقلوب الجماعة المتفرقة، الحاملة لشعار التيار العريض المتناقض، الذي وبحسب رؤية بعض مكوناته أن قائد الجيش ونائبه قد خضعا لابتزاز الآليتين الرباعية – أمريكا
الدرس المستفاد من انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي هو تمييز الخبيث من الطيب، وفرز أكوام الرمل من قناطير الذهب، والتثبت من أن هذه الأرض بها خير كثير يرتجى من بناتها وبنيها، الحادبين على مصالحها العليا ولو كره الأمميون والإقليميون والرباعيون والثلاثيون، وكل الأمم تمر بمنعطفات تاريخية حرجة وخطيرة ينزلق تحتها المتذبذبون ويواصل المسير الراكزون، وما بين النهوض نحو سؤدد المجد وخذلان الذات شعرة رفيعة، ترفع الذين صبروا درجات وتسقط المتآمرين إلى أسفل سافلين، فما يخرج من تسريبات من بين
في خطابه بقاعدة حطّاب العسكرية أعلن البرهان براءته وجيشه من الولاءات الحزبية وأولها الولاء للمؤتمر الوطني الحزب الذي كان حاكماً، دهشت الأوساط الإعلامية لهذا الكفر البواح بالإيمان بالمشروع الجبهوي للتيار الإسلامي في السودان، ولكن لو تتبعنا سيرة ومسيرة رموز الاخوان المسلمين منذ أن تحوّلوا من هذا الإسم القديم وتجددوا إسمياً وصولاً لمرحلة تأسيس (الحزب القائد)، ذلك الوعاء الجامع للجماعات الإسلامية وأحزاب (الفكّة) الانتهازية (أحزاب كل حكومة)، نجد أن قادة حزب المؤتمر الوطني الذين حكموا البلاد بالحديد والنار والتعذيب والترهيب، وبالترغيب
القوى السياسية المفاوضة للعسكر حول الشراكة، لا تمانع من الاستجابة لشرط عدم محاسبة ومقاضاة كبار العسكريين والأمنيين، المتهمين في جريمة فض الاعتصام وجرائم أخرى ارتكبت بعد إزالة رأس السلطة الانقاذية، وهذه القوى نفسها شاركت بفاعلية في السلطة الانتقالية في مرحلتها الأولى والتي نحرها قائد الجيش بسيف انقلابه العقيم، وكما هو ملحوظ فإنّ العسكر لن يرضوا بتسليم مقاليد الأمر السلطوي إلّا لحكومة ضعيفة تنتفخ أوداج رموزها عبر منصات الأجهرة الاعلامية تنمراً وتنخفض رؤوسهم داخل قاعات الاجتماعات انكساراً، هذه هي الشراكة الدموية
هل يحوّل اقتحام فلول النظام (البائد) لدار المحامين مشروع الثورة السلميّة إلى ثورة مسلحة مقتلعة لجذور التمكين الحزبي الذي أسس له الجبهويون؟، هذا السؤال تجيب عليه ظاهرتان عايشناهما في العهد المظلم الذي جثم فيه الاخوان المسلمون – الجبهة الاسلامية – الاتجاه الاسلامي – على صدر الوطن والشعب لثلث قرن من الزمان، الظاهرة الأولى كانت في منتصف تسعينيات القرن الماضي بالجامعات والمعاهد العليا، في أوج ازدهار صلف وغرور الجماعة المتخذة من الدين وسيلة للسيطرة على الحكم، كان طلاب هذه الجماعة يتسلحون
مجرد لفظ مفردة (تسوية)، يدخل المساوم والمفاوض في نفق خطيئة رهن مشروع التحرر والانعتاق لسدنة الدكتاتور المخلوع، فالثائر لا يساوم، والرجل الثوري لا يفاوض مغتصب الكرامة الانسانية، التي من أجلها اندلعت الشرارة الأولى للثورة المجيدة، ولو كانت هنالك جهة ما قد أعاقت المسيرة الظافرة التي دشنها الديسمبريون، فهي رموز مركزية الحرية والتغيير ومعها أمراء حرب (التوافق الوطني)، هؤلاء جميعهم يلعبون في الميدان المعادي للحرية والسلام والعدالة، وهم الممددون لطول بقاء العسكر في سدة الحكم، والمباركون لأي عمل من شأنه خدمة
إسلاميو السودان عبر الحقب تغيّرت أسماؤهم وتبدلت جلودهم، حتى استقروا جميعاً تحت راية حزب السلطة القائمة قبل إسقاط الدكتاتور – رئيس الحزب والحكومة والدولة، هذا الإسقاط الذي هدم آخر معقل من معاقلهم، ومهما حاولوا العودة للمشهد العام لن يقدروا على الدفاع عن أنفسهم عمّا ارتكبوه من فظائع مشهودة بحق الوطن والمواطن، وأعظم هذه الموبقات إفراغ الدين من محتواه النبيل، واستهلاك معانيه الإيمانية الراسخة في وجدان الناس فيما لا علاقة له بالدنيا والآخرة، وأبشع جرم ارتكبوه بحق هذه الديانة الخاتمة هو
كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل، كان خلف الصبر والأحزان يحيا صامداً، منتظراً، حتى إذا الصبح أطل، أشعل التاريخ ناراً واشتعل.