20 November, 2023
إصلاح القطاع العسكري ووقف الحرب في السودان
بدأنا قبل عدة أسابيع سلسلة من المقالات حول الرؤية الممكنة لوقف الحرب في السودان.
بدأنا قبل عدة أسابيع سلسلة من المقالات حول الرؤية الممكنة لوقف الحرب في السودان.
1 في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اختتمت الجولة الأخيرة من محادثات جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وجاءت النتيجة محبطة ومخيبة لآمال السودانيين الذين كانوا يتوقعون أن تتقدم المحادثات، ولو خطوة واحدة، تجاه وقف إطلاق نار لفترة طويلة، أو قصيرة، علهم يلتقطون خلالها ما تبقى من أنفاسهم.
1 في مقالنا السابق، أشرنا إلى سببين رئيسيين وراء إستطالة أمد الحرب المدمرة في السودان، الأول هو توهم كل طرف بأنه سيحسمها بالضربة القاضية، في حين هذا غير وارد حتى الآن على الأقل، والثاني هو غياب الرؤية الواضحة حول كيفية إيقافها عبر التفاوض.
1 أعتقد أن السبب الرئيسي لاستطالة أمد الحرب المدمرة في السودان، هو توهم كل طرف بأنه سيحسمها بالضربة القاضية، في حين هذا غير وارد حتى الآن على الأقل، إضافة إلى غياب الرؤية الواضحة حول كيفية إيقافها عبر التفاوض.
ازدادت في الآونة الأخيرة وتيرة إنعقاد ورش العمل وجلسات العصف الذهني في أوساط القوى المدنية والسياسية السودانية بحثا عن كيفية وقف الحرب المدمرة في البلاد والتي ستكمل شهرها الخامس بعد يومين.
1 صحيح أن وقف الحرب المدمرة والمستعرة في الخرطوم منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، هي القضية المركزية التي تشكل جوهر خطاب كل المبادرات السودانية والإقليمية والدولية.
1 تناولنا في مقالنا السابق مقترحات الآلية الوطنية لدعم التحول المدني الديمقراطي ووقف الحرب، وقلنا إن الفكرة المحورية والسائدة في خطاب الآلية هي إقتراح تشكيل حكومة طوارئ مؤقتة مسؤولة عن إدارة الأزمة في البلاد وتتصدى لمعالجة النتائج التدميرية للحرب، وتوفير الاحتياجات الإنسانية والمعيشية والحفاظ علي تماسك الدولة السودانية في وجه التحدي المصيري الذي يواجهها ويهدد جودها.
منذ اللحظات الأولى التي صارت فيها قضية الحرب في السودان من ضمن جدول أعمال الاتحاد الأفريقي، ظلت ترشح أنباء بأن الاتحاد يفكر في دعوة مجموعة كبيرة من السودانيين إلى إجتماع يعقد في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، تحقيقا لمبدأ إشراك القوى المدنية السودانية في جهود وقف الحرب عبر إنطلاق العملية السياسية.
1 صعب جدا على معظم الناس، سودانيين وغير سودانيين، تخيل أن هناك فئة تنادي، وفي تناقض تام مع الطبيعة البشرية السوية، باستمرار الحرب والتقتيل في بلاد أصلا أنهكتها النزاعات والأزمات، واستوطنها الموت والدمار، حتى قبل تخطيط وتنفيذ الجريمة الكبرى، في 15 أبريل/نيسان الماضي.
صحيح أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هما الطرفان الرئيسيان اللذان يجب أن يتحملا مسؤولية وقف الاقتتال الكارثي الممتد من دارفور إلى الخرطوم التي تعاني التدمير الممنهج منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.