إلي نائب حاكم دارفور.. يلزمك الاعتذار والاستقالة !!

 


 

 

(1)
ك غيري من العامة لم يتسنى لي قراءة بنود إتفاق جوبا للسلام، إلا أنني رحبت به و مازلت في حالة الدفاع المستميت عنه ، برغم انه لم يوقف معاناة سكان معسكرات النزوح و اللجوء، بل ان العنف ضد هؤلاء المقهورين ازداد ضراوة. هذا بجانب المسارات الأخطبوطية.
رغم ذلك فإن إتفاق مكسب وطني يتعين معه التمسك به و العض عليه بالنواجذ .
مبدأ صمت صوت المدافع بين الجيش النظامي و حركات الكفاح الثوري المسلح نفسه إنجاز تاريخي.

عندما عُين السيد مني اركو مناوي حاكماً على أقليم دارفور؛ كنت من القلة الذين تحفظوا على الخطوة.
ذلك ليس تشكيكاً في قدرات الأخ منى ، لكن ضد مبدأ ان يحكم أبناء كل اقليم اقليمهم.
حينها قلت لماذا لا يكون حاكم اقليم دارفور الأخ محمد الفكي سليمان . بل ذهبت أبعد من ذلك عندما قلت أيهما أصلح لسكان المعسكرات ؟ ( و المقارنة التي قد تبدو للبعض مجحفة بحق الاخ مني اركو لكن كانت قائمة على تقييم (قومية المطروح من خطابي الرجلين).
الأمر الآخر اردت للاخ مني ان يكون حاكماً لنهر النيل، بينما إبنة الشرق آمنة مختار حاكمة للنيل الأزرق و مبارك عبدالرحمن أردول للبحر الأحمر و تراجي مصطفي للخرطوم.
ذلك ان أردنا التعافي لمجتمعنا الوطني الذي يعاني من شروخ عميقة بفعل سياسات نظام الجبهة الاسلامية القومية لثلاث عقود من العبث.

(2)
ك شخص لديه الكثير من أهله في قربى الرحم و الوطن يعيشون في معسكرات النزوح في دارفور و النيل الأزرق و جبال النوبة ( على التوالي) و في معسكرات اللجوء بدول الجوار؛ و كمتطوع سابق بتلك المعسكرات؛ فإن كل أملي ان تنتصر الصدور العارية على بقايا آلة الشر من مخلفات نظام الإنقاذ القاتلة في طرقات الموت بشوارع الخرطوم لإقامة دولة القانون و المواطنة حتى نعمل مع الخيريين من بنات و أبناء الوطن ( و ما اكثرهم) على إعادة هؤلاء الغلابة الي ديارهم مع إنصافهم و تعويضهم و إكرامهم على ظهر تراب بلادهم .
نعم كشخص بتلك الخلفية فإن امنيتي ان لا تتكرر تلك التجربة في أي جزء من تراب الوطن.

(3)
بالأمس الأول أدلى الدكتور محمد عيسى عيلو نائب حاكم اقليم دارفور بتصريح صادم و موغل في عدم المسؤولية ، يفتقر الي أبسط أبجديات الحس الوطني القويم، و في أبشع صور احتقار القانون ؛ عندما تنبأ الرجل و بكل توهم بحرب أهلية في المركز ، ثم و بخاطر غير طيب حث( من اسماهم شباب دارفور) على إستقبال نازحين محتملين من باقي أنحاء السودان.
ليس السيناريو وحده فحسب إنما مجرد التفكير في نزوح المزيد من نساء و أطفال السودان أمر مرعب في حدود تخيله, ناهيك عن إمكانية حدوثه.

الكثير من الشباب السودانيين المنحدرين من دارفور و الذين يريد السيد عليو حثهم على الباطل ؛ اليوم مع إخوانهم المنحدرين من (بربر ، كوستي ، الدلنج ، شندي ، همشكوريب ، ام كدادة ، بابنوسة،بارا و الدمازين) جنباً الي الجنب في طرقات الخرطوم يواجهون آلة الموت بصدورهم العارية.
همهم فك أسر الوطن الذي اختطفه مجرمو الأمس و اليوم.
مثلما الأشرار ملة واحدة و إن اختلفت الأزمنة و التوجهات السياسية و العشائرية ؛ فإن الخيريين ايضا زمرة واحدة ؛ لذا تتنازل البروفيسور فدوى عبدالرحمن علي طه لطالبها الجامعي السابق محمد حسن التعايشي عن مقعدها المفترض بمجلس السيادة ليتوافق الآخير مع حسن شيخ إدريس قاضي و محمد الفكي ، و ليتعاون مع وجدي صالح و طه عثمان و رفاقهم لإعادة أموال الأرامل و اليتامى و التي نهبها من يذكرون إسم الله مراراً و لا يخافون الله !!.

(4)
عليّ ان أذّكر السيد محمد عيسى عليو و من على شاكلته بأن جل من هتفوا يوما ب( يا عسكري يا مغرور كل البلد دارفور ) مازالوا على قيد الحياة لتنفيذ وصية الشهداء الذين احتضن النهر جثامين بعضهم و آثرت جثامين البعض الآخر البقاء في المشارح المتهالكة لإكمال صور بشاعة عسكر السودان؛ بينما صعدت أرواحهم الي السماء في إنتظار يوم اللقاء .
و وصية الشهداء تلك ؛ ان لا حكومة عسكرية و لا جهوية بعد ديسيمبر المجيدة ، انما مدنية و وطنية.
لذا فإن الشباب الذين قصدهم بخطابه الباطل سيكونون دروعا بجانب الآخرين من شباب السودان لحماية اهليهم في كل شبر من التراب الوطن ، و لن يسمحوا بنزوح آخر بعد اليوم .
قبل الوداع؛ أناشد الاخ الدكتور محمد عيسى عليو نائب حاكم اقليم دارفور بالإعتذار و الإستقالة معا !!

إنها ثورة حتى النصر

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
////////////////////////////

 

آراء