اختبارات التحصيل واختبارات الكفاءة: أدوات لقياس الأداء وضبط الجودة

 


 

 

د. أحمد جمعة صديق

يعد تقييم المعارف والمهارات والقدرات للطلاب في مجال التعليم، أمراً حيوياً لفهم تقدمهم الأكاديمي وضمان جودة التعليم. تستخدم اختبارات التحصيل Scholastic Tests وتعرف في امريكا بScholastic Aptitude Testes (SATs) واختبارات الكفاءة وهي ال Proficiency Tests كأدوات رئيسية لأغراض التقييم والتقويم في المدارس والجامعات، حيث تلعب دوراً مميزاً في تقييم أداء الطلاب، ولكل منهما مجموعة خاصة من المزايا والعيوب.
• اختبارات التحصيل الأكاديمية : Achievement Tests
تُستخدم اختبارات التحصيل مثل اختبارات ال SATs بصورة رئيسية كاختبارات قياسية لقبول الطلاب في الجامعات في الولايات المتحدة وكندا. ويتم تصميمها لقياس مدي استعداد الطالب لدخول الجامعة من خلال تقييم كفاءته في القراءة النقديةCritical Reading والرياضيات والكتابة. وهذه بعض المزايا والعيوب لاختبارات SATs:
• المزايا:
- التقييم الموحد:
توفر اختبارات SATs قياساً موحداً لأداء الطلاب عبر مناطق ومدارس مختلفة، مما يسمح بمقارنة عادلة بين الطلاب وهي تمثل تلك المهمة التي تناط باختبارات الشهادة السودانية.
الصدق التنبؤي: تشير الأبحاث إلى أن نتائج اختبارات التحصيل يمكن أن تتنبأ الى حد ما بنجاح الطالب في الجامعة مستقبلاً، مما يساعد مسؤولي القبول في اتخاذ قرارات مستنيرة بقبول الطالب في البرنامج الدراسي المحدد أو عدمه. وهي تساعد في وضع الطالب في المكان الصحيح بحيث لا يتعثر في مسيرته العلمية أثناء الدراسة في الكلية أو الجامعة.
- عدالة التقييم:
نظراً لأن اختبارات التحصل SATsتُصحح آلياً، فإنها تقلل من التحيزات الذاتية في التقييم.
• العيوب:
- التركيز الضيق:
يعترض النقاد على أن اختبارات SATs لا تستكشف كل قدرات الطالب، حيث تركز بصورة رئيسية على المعارف الأكاديمية دون الإبداع أو التفكير النقدي أو الصفات الأخرى المهمة.
- التحيز الاجتماعي والاقتصادي:
هناك مخاوف من أن اختبارات التحيل قد تميل لصالح الطلاب من خلفيات ثرية يمكنهم تحمل تكاليف دورات التحضير للاختبارات، مما قد يزيد من الفوارق في التعليم. وهذا ايضاً ما نشاهده في اختبارات الشهادة السودانية في التكالب على الدروس الخصوصة واقامة معسكرات للمواد الدراسية المختلفة وهي تكلف الكثير من المال والجهد وحرق الأعصاب والتوتر داخل العائلة
القلق والضغط النفسي:
يعاني بعض الطلاب من الإجهاد والقلق الكبيرين أثناء التحضير لاختبارات التحصيل وأثناء أدائها، مما يمكن أن يؤثر على أدائهم. . بالاضافة الى حالة الشد النفسي والعصبي التي يعاني منها الطالب في هذه الايام العصيبة قبل وبعد الاختبار. والظاهرة أيضاً ليست غريبة حتى بعد دخول الجامعة ويمكن لمن ارتاد جامعة الخرطوم أن يتذكر مظاهرات (مارس شهر الكوارث) حيث يعيش الطالب في توتر عال لدخول موسم الإمتحانات، وحيث كانت تمارس فيه طقوس عجيبة للتنفيس عن تلك التوترات كالمظاهرات التي كنا نقيمها في كلية التربية - جامعة الخرطوم ويشارك فيه أيضاً الجنس اللطيف في تلقي وإرسال رسائل المداعبات من والى الطلاب الطالبات.
• اختبارات الكفاءة
من ناحية أخرى، يتم تصميم اختبارات الكفاءة لقياس إتقان الطالب لمهارات أو معارف محددة داخل مجال معرفي أو منهجي معين. وغالباً ما تُستخدم هذه الاختبارات في مراحل مختلفة من التعليم لضمان أن يفي الطلاب بالمعايير التعليمية المتبعة. وإليك نظرة على المزايا والعيوب لهذه الاختبارات:
• المزايا:
- التقييم المستهدف:
تركز اختبارات الكفاءة على مجالات معرفية ومهارات محددة، مما يوفر رؤى دقيقة حول نقاط قوة الطالب وضعفه في تلك المواضيع كاختبار الترجمة مثلاً فهو يتطلب قدراً عالياً من المعرفة والمهارا باللغات ولكن ليس بالضرورة أن يكون المترجم الجيد قد نال تدريباً أكاديمياً على ذلك بل ربما يكون قد اكتسب الخبرات من إطلاعه الخاص في المجال المعين. ولذلك فاختبار القدرات لا يتطلب دراسة مقرر او منهج بعينه لأنه يختبر القدرات الكلية العامة للشخص في المجال المحدد. وربما من غير اعداد مسبق على الاطلاق.
- الموافقة على المنهج:
تكون المناهج والمقررات متماشية مع المعايير التعليمية، مما يضمن أن الطلاب يتعلمون ما هو متوقع في مستواهم الدراسي.
- أداة تشخيصية:
يمكن أن تساعد اختبارات الكفاءة في تحديد المجالات التي يحتاج فيها الطلاب إلى دعم إضافي أو تدريب، مما يتوجب استراتيجيات تعليم بعينها للنجاح.
• العيوب:
النطاق المحدود: مثل اختبارات التحصيل، قد لا تجمع اختبارات الكفاءة بالكامل قدرات أو مهارات الطالب بصورة عامة، مما قد يتسبب في تجاهل مهارات غير أكاديمية مهمة.
- الضغط على المعلمين:
قد يشعر المعلمون بالضغط لتدريس المواد التي تُختبر فقط، مما يركز بصورة ضيقة على المحتوى الذي يراد اختباره بدلاً من تقديم تعليم أوسع نطاقاً وأكثر شمولاً.
- الاستهلاك الزمني:
يمكن أن تكون إدارة وتصحيح اختبارات الكفاءة مُستهلكة للوقت بالنسبة للمعلمين، مما ينتزع من الوقت المخصص القيم للتدريس.

* أختبارات التحصيل والكفاءة أدوات لقياس وضبط الجودة
على الرغم من عيوبها، تلعب كل من اختبارات التحصيل واختبارات الكفاءة أدواراً حاسمة كأدوات لقياس الأداء وضبط الجودة في التعليم:
- القياس:
توفر هذه الاختبارات بيانات قياسية يمكن استخدامها لتقييم أداء الطلاب، ومقارنة نتائج التعليم بين مجموعات مختلفة، وتتبع التقدم مع مرور الوقت.
- ضبط الجودة:
من خلال وضع المعايير والمقاييس، تساعد هذه الاختبارات في الحفاظ على الجودة التعليمية والمساءلة داخل المدارس والأنظمة التعليمية.
- اتخاذ القرارات المستنيرة:
تعطي نتائج الاختبارات معلومات تساعد في اتخاذ قرارات بشأن تطوير المناهج، واستراتيجيات التعليم، وتوجيه الطلاب، والسياسات التعليمية على المستوى المحلي أو الاقليمي.
ونخلص الى أنه وبالرغم من أن اختبارات التحصيل المدرسية أو الجامعية واختبارات الكفاءة تعد أدوات قيمة لتقييم تحصيل الطلاب في موادهم العلمية والاكاديمية، كما أنها تمثل ضمان ومعايير للتعليم؛ فإنه من الضروري الإعتراف بعيوبها وضمان استخدامها بحكمة ، بدلاً من فرضها لتحقيق أهدافٍ أوسع في مجال التعليم. إن تحقيق التوازن بين التقييم القياسي - الاختبارات - وطرق التقييم الشاملة هو المفتاح لتعزيز تجربة تعليمية شاملة تُعد الطلاب للنجاح في السياقين الأكاديمي بهضم ما تعلموه في المدارس والجامعات من معارف ومهارات وإخضاع هذه المعارف والمهارات باختبار جدواها ونفعها في الواقع العملي في تحويل تلك المعارف الى تطبيقات عملية في الحياة. ولنا لقاء ان شاء الله .

aahmedgumaa@yahoo.com

 

آراء