الأصداء العالمية للثورة المهدية: تأليف: محمد المصطفى موسى .. تقديم: أ.د. أحمد إبراهيم أبوشوك

 


 

 

 

بعد تحرير الخرطوم في 26 يناير 1885م، كَتبَ السير رتشارد تمبِّل (1826- 1902م) مقالاً بعنوان "المهدي والهند البريطانيَّة"، ذكر في إحدى فقراته: "يجب أنْ نعترف جميعاً بأنَّ مصير الخرطوم وغردون مُصِيبةٌ كُبرى، ومن المحتمل أنْ تثير كل العقول الشرقية، وتحرك بعمق الضمير المسلم. لقد حارب العرب [السُّودانيون] بتفانٍ غاضبٍ، ومستأنسٍ بذكرى الخلافة [الإسلاميَّة] الأولى. ولايزال المهدي لعدة شهور محافظاً على ثباته بجُرْأةٍ وتحدٍ. لقد أفلحت منظومته القبليَّة في إحباط العديد من الهزائم الداميَّة." ودرءاً للأصداء المحتملة من هذه المصيبة المهينة لشرف الإمبراطوريَّة، أوصى السير تمبل بضرورة استرجاع المدينة المحررة (الخرطوم)، ووصف عمليَّة الاسترجاع بأنها "عمل مرغوب فيه بشدة... ولذلك يصعب رسم خطٍ فاصلٍ بين المنفعة العاجلة والضرورة." تؤكد هذه الدعوة لاسترجاع الخرطوم أنَّ حكومة صاحبة الجلالة كانت لا تحكمها معايير أخلاقيَّة في سبيل تحقيق أهدافها الاستراتيجيَّة، كما أنها توضِّح أنَّ حكومة السير وليام غلادستون (1880- 1885م) في لندن كانت تخشى من صداء انتصارات الثورة المهديَّة في أرجاء الإمبراطوريَّة الواسعة؛ لأنها كانت تعتقد أنَّ صدى الانتصارات سيجيش الشعوب ضد سيادتها الاستعماريَّة. 

تقودنا هذه التوطئة إلى أنَّ الكتاب الذي بين أيدينا يلقي إضاءات كاشفة على الأصداء العالميَّة للثورة والدولة المهديَّة في إجزاء متفرقة من بريطانيا ومستعمراتها ومناطق نفوذها السياسي. وأنَّ مؤلفه الطبيب الدكتور محمد المصطفى موسى قد أفلح في جمع شتات الأصداء وردود الأفعال التي حدثت في إيرلندة، وشبة القارة الهنديَّة، وجنوب شرقي آسيا، وبعض حواضر العالم الإسلامي، معتمداً في ذلك على الأرشيف البريطاني، ومنشورات المهديَّة، والمراجع الثانويَّة ذات الصلة بالموضوع. ولا شك في أنَّ هذه المدوَّنة المصدريَّة الجامعة بين المصادر الأوليَّة والثانويَّة قد مكَّنت المؤلف من الإجابة عن الأسئلة والاستفسارات المحوريَّة التي وردت في متن كتابه المهم. لماذا استجاب العالم لأحداث الثورة المهديَّة في السُّودان؟ وكيف كان صدى تلك الأحداث في أوساط الرأي العام البريطاني وشعوب المستعمرات؟ وما المنطلقات الفكريَّة والسياسيَّة التي شكلت استجابات بعض الوسائط الصحافيَّة العالميَّة لانتصارات الثورة المهديَّة في السُّودان؟ وهل أثَّرت تلك الأصداء المتعاطفة مع الثورة المهديَّة في موقف حكومة غلادستون الذي كان يرى في انتصارات المهديَّة جرحاً بليغاً لكبرياء الإمبراطوريَّة البريطانية. تجسِّد الإجابات عن هذه الأسئلة مُسوغات اهتمام الرأي العام في بريطانيا ومستعمراتها بالثورة المهديَّة وانتصاراتها ضد الحملات العسكريَّة-البريطانيَّة-المصريَّة. وتشكل هذه المسوغات المحور الأول لتقديم هذه الدراسة، والذي تتفرع منه النقاط الآتية.
أولاً: يُعزى الاهتمام الواسع بالثورة المهديَّة إلى أنها قامت على منطلقات أيديولوجيَّة، استمدت قوتها من فكرة المهدي المنتظر (أو المُخَلِّص)، ذات الحضور الكثيف في أدبيات التراث المسيحي والإسلامي. ولذلك نلحظ أن صحيفة إيرلندة المتحدة (United Ireland) قد رفضت ادعاءات الصحافة الإنجليزيَّة بأن محمد أحمد المهدي "نبي كاذب"، بل وضعته في نمط كاثوليكي أقرب للمزاج الإيرلندي، عندما اعتبرته "أحد قُرَّاء تعاليم المسيح، ممن أرسلتهم السماء" لنصرة الشعوب التي "ترزح تحت وطأة المعاناة. أما فكرة المهدي المنتظر فكانت تمثل في التراث الإسلامي، "شعار المضطهدين والمغلوبين على أمرهم"، وجنتهم الموعودة التي "ترضي خيالهم، وتشبع رغباتهم المكبوتة، وطموحاتهم المثاليَّة ... في العدل [المطلق]، والقضاء المبرم على العدو." ولذلك وجدت الفكرة رواجاً في أوساط المسلمين في شبه القارة الهنديَّة وبعض الولايات التابعة للدولة العثمانية؛ لأنهم ظنوا أن المهدي السُّوداني سيخلِّصهم من جبروت الدول الاستعماريَّة وظلمها، ويملأ أرضهم عدلاً، بعد ملئت ظلماً جوراً. ويؤكد ذلك ما ذهبت إليه صحيفة العروة الوثقى في النصّ الآتي:

إنَّ "انتفاض الهند على الإنجليز في هذه الأيام أقرب؛ فإن خواطر المسلمين من سكانه في هياج شديد بما شاع بينهم من دعوة محمد احمد [المهدي] السُّوداني، بل بما يُمكِّن في أهوائهم من الميل إلى تصديقه، وإن لهذه الدعوة حملةٌ على الهند لا يُقاومها تدابير دولة بريطانيا. تريد دولة إنجلترا أن تصد المسلمين عن حج بيت الله الحرام في هذا العام، وربما فيما بعده؛ حتى لا تصل أخبار محمد أحمد، وتورط الإنجليز في مقاومته إلى مسامع الهنديين، ولكن سيحمل هذه الأخبار الحجاج الأفغانيين والبلوجيين الذين يسلكون إلى الحج طريق البصرة والكويت، بل يبلغونها على وجه أبلغ مما لو سمعوها بآذانهم."
ثانياً: إن صدى المهديَّة كان واسعاً في إيرلندة، كما ذكر محمد المصطفى؛ لأن الإيرلنديين وجدوا في انتصارات المهديَّة حافزاً لهم لانتزاع حكمهم الذاتي، حيث نادى الإيرلنديون القوميون داخل البرلمان البريطاني بضرورة منحهم حكماً ذاتياً في العام 1880م؛ لكنهم واجهوا معارضة شرسة من ممثلي الأحزاب السياسية الرئيسة (المحافظون والأحرار). ولذلك هللَّ الإيرلنديون القوميون لانتصارات المهديَّة في السُّودان، لأنهم التمسوا فيها نزعة تحرريَّة من ظلم الإمبراطوريَّة البريطانيَّة، ومناصرتهم لها فيها إقرار بحقهم الشرعي في التحرر من سطوة البريطانيين. وقد عكست طرفاً من هذا التوجه كلمة ويلي ريدموند (Willie Redmond) أمام مجلس العموم البريطاني، والتي جاء فيها:

"يتوجب على الحكومة البريطانيَّة أن تذعن لرغبة السُّودانيين لحكم أنفسهم، وفقاً لأعرافهم وتقاليدهم الخاصة... وهي ذات الرغبة التي تتوافق أيضاً مع أماني الشعب الإيرلندي. ولطالما أبقت الأمة الانجليزيَّة على قبضتها المتحكمة في أحوال السُّودان لقهر شعبه، فإن حماسة الإيرلنديين وصلواتهم المستميتة ستبقى موجهة دوماً للدعاء بالنصر للمهدي حتى ينجح في طرد القوات البريطانيَّة من مصر. ذلك الأوان الذي ربما لا يكون بعيداً... قد يشهد تلاقي يد المهدي مع يد الشعب الإيرلندي بالتهنئة المتبادلة على تحقيق هدفهما المشترك؛ ألا وهو التحرر من الطغيان البريطاني."

وقد عضَّد المؤلف هذا الموقف بشواهد كثيرة من الصحف الإيرلنديَّة، وأدبيات شعراء الإمبراطوريَّة ذات الميول الاشتراكيَّة، المناهضة للعهد الفيكتوري. لكن هذه الشواهد يجب ألا تعطينا انطباعاً بأن كل الرأي العام الإيرلندي كان مؤيداً لانتصارات الثورة المهدية؛ لأن المناصرة اللحظيَّة قد وُلدت من رحم المنطلقات السياسية والفكرية لقطاعات المجتمع المختلفة، فأكثر القطاعات استجابة كان قطاع القوميين الإيرلنديين، الذين نظروا إلى "المهدي الأفريقي" باعتباره قائد حركة تحرير وطنية، تتقاطع أهدافها مع تطلعاتهم السياسيَّة لتحقيق حكمٍ ذاتيٍ في إيرلندة.
ثالثاً: أشار المؤلف إلى اهتمام الحكومة البريطانيَّة بضرورة حماية حدود مصر الجنوبيَّة مع السُّودان، ولذلك عندما فشلت مصر الخديويَّة في القضاء على ثورة محمد أحمد المهدي، اختار الخديوي توفيق (1879-1892م)، الواقع تحت تأثير النفوذ البريطاني، وليام هكس (William Hicks)، مع صفوة من الضباط البريطانيين والأوربيين؛ لسحق الثورة السُّودانيَّة، وإعادة احتلال المدن والحاميات التي وقعت تحت قبضتها. وكان هكس من ضباط الجيش البريطاني المتميزين، الذين اشتركوا مع البارون كلايد (Baron Clyde) في حملاته العسكريَّة لإخضاع إقليم أويد الهندي، كما أسهم مع الجنرال روبرت نابير (Robert Napier) في واقعة ماجدالا (Magdala)، عام 1868م، والتي انتصر فيها الجيش البريطاني انتصاراً باهراً على الأحباش. ولذلك عندما كُلِفَ بالقضاء على الثورة المهديَّة كان واثقاً من النصر، مغروراً بقدراته العسكريَّة، التي أشار إليها ضمناً في خطابه إلى زوجته صوفيا: "إنَّ بعض الرجال يولدون عظماء، وبعضهم ينتزع العظمة بأعماله في الحياة، ولكنني أعتقد جازماً أنني سأبقى عظيماً طوال حياتي." بَيْدَ أنَّ هذا الزَّهْوُ الإنجليزي قد اصطدم بقوات المهديَّة الجسورة في واقعة شيكان في 5 نوفمبر 1883م، فكان مصيره ومصير جنود الهلاك والدمار الكامل. ولذلك أضحى الخيار الأخير للخديوي توفيق تعيين الجنرال تشارلس غردون حكمداراً عاماً على السُّودان، ثم تكليفه بإخلاء القوات المصريَّة، تحسباً من خطر المهدويين. إلا أنَّ غردون لم يلتزم بتوجيهات الخديوي ومستشاريه، فآثر مبارزة المهدي وأنصاره، مستنداً إلى رصيده الحافل بالانتصارات العسكريَّة في الصين، ووضعه المميز عند الملكة فيكتوريا، التي خاطبت رئيس الوزراء غلادستون، قائلةً: "إنَّ لجلالة الملكة مشاعر قويَّة تجاه ما يحدث في السُّودان... إنها تعتقد أنه لابد من توجيه ضربة قويَّة لهؤلاء المسلمين، حتى يعلموا جيداً أنهم لم يهزمونا بعد! هؤلاء الأعراب المتوحشون لن يتماسكوا ليجترئوا على الوقوف امام جيوش جيدة ومنظمة ... إن جلالة الملكة لترتجف من أجل سلامة الجنرال غردون، وإن أصابه أي مكروهٍ ستكون النتائج في غاية السوء." وعندما أحكم المهدويون الحصار على غردون في الخرطوم، بعثت الحكومة البريطانيَّة الجنرال جوزيف ولزلي (Joseph Wolseley) لإنقاذه من قبضة "الدراويش". وفي طريقه إلى الخرطوم كتب ولزلي إلى غردون، قائلاً: "وصلني كتابك بتاريخ ٤ نوفمبر، وهو أول كتاب استلمه منك، وسأكون في دنقلا بعد أربعة أيام، ويكون الجيش بين الدبة وأمبقول في ٧ يناير ١٨٨٥م، لا أعطيك تفصيل القوات التي يتألف منها الجيش، ولكن تأكد إنها كافية لسحق محمد أحمد المهدي وأنصاره، ومحو ذكره من الوجود، وكلما زاد عدد مقاتليه زاد سرورنا لأنه بذلك يزيد عدد قتلاهم." تدل كل هذه الشواهد، التي استقاها محمد المصطفى من أضابير الأرشيف البريطاني، على أنَّ الثورة المهديَّة في السُّودان كانت تشكل هاجس اهتمام الإمبراطوريَّة البريطانيَّة وحلفائها في مصر. والأمر الذي يؤكد ذلك، تكليف قادة عسكريين بكفاءة الجنرال وليام هكس، والجنرال تشارلس غردون، والجنرال جوزيف ولزلي. ولا عجب في أن كفاءة هؤلاء القادة البارزين قد جعلت حكومة صاحبة الجلالة تمني شعوبها في بريطانيا والمستعمرات بنصرٍ كاسحٍ ومؤكدٍ، وهزيمة ساحقة "للمهدويين المتوحشين". ولذلك عندما انتصر الثوار المهدويون في شيكان والخرطوم تباعاً، كان لانتصاراتهم صدًى واسعاً داخل حدود الإمبراطوريَّة، التي هيأت شعوبها بنصرٍ مؤزرٍ؛ لكن المهدي وأنصاره سفَّهوا أحلامها، وجرحوا كبريائها.
وفي المحور الثاني لهذه الدراسة، سرد محمد المصطفى موسى نماذج متعددة للأصداء المؤازرة لانتصارات المهديَّة في إيرلندة، وشبه القاهرة الهنديَّة، وجنوب شرقي آسيا، وبعض البلدان المسلمة. وكان معظم هذه الأصداء ينطلق من واقع كراهيَّة الشعوب المستعمرة لسيادة البريطانيين على أراضيها، ويبدو أنَّ انتصارات المهديَّة قد خاطبت أشواق تلك الشعوب المُسْتَعمَرة وأحلامها بالتحرر من سطوة النفوذ البريطاني. لذلك فوجئ أمير ويلز (الملك إدوارد السابع لاحقاً)، عندما زار إيرلندة في ربيع 1885م، وهتف الإيرلنديون أمامه بشعارٍ كان يرمز لمطلب التحرر عندهم: "عاش المهدي ... عاش المهدي". ولم يكن تأثير انتصارات المهديَّة قاصراً على الدوائر السياسيَّة وحركات التحرر الوطنيَّة، بل تعداها إلى الفضاء الاقتصادي، حيث استشهد محمد المصطفى بما دوَّنته صحيفة أخبار لندن اليوميَّة (London Daily News) عن الوضع المالي في بريطانيا ومصر، قائلةً:

"بعد وصول تلك الأنباء المحزنة من الخرطوم، هبطت مؤشرات كل أسواق المال، ما عدا مؤسسة قراند ترنك (Grand Trunk) التي سجلت ارتفاعاً [في أسعار الأسهم] دون غيرها. إذ تعرضت أسواق المال المصريَّة بالطبع لأثقل الخسائر، بينما كان الهبوط في رأس المال الحكومي البريطاني من أكثر الملامح العامة خطورة في هذا الشأن. وعلى الرغم من أن الخسائر البريطانيَّة لم تكن بنفس ثقل الخسائر المصريَّة بحساب النسب المئوية؛ إلا أن الهبوط في قيمة السندات البريطانيَّة صار يقدر بما يعادل ثلاثة ملايين جنيهات استرلينيَّة من حيث قيمة البيع، بينما عانت السندات المصريَّة من هبوط في قيمة البيع بنصف المقدار الذي عانت منه السندات البريطانية."

وبلغ الاستهزاء بالهزائم البريطانيَّة والاحتفاء بالانتصارات المهديَّة ذروته، عندما نشر أحد الرسامين الأيرلندي رسماً كاريكاتيرياً في صحيفة الرجل الحر الأسبوعيَّة (Weekly Freeman)، حيث صوَّر رئيس الوزراء وليام غلادستون في رسم كاريكاتوري منحنيَّاً أمام قائد الثورة المهديَّة، وقائلاً له: "عزيزي المهدي... إنَّ حجتك التي دفعت بها لاستقلال بلادك كانت من القوة بمكان، بحيث أنني أصبحت لا أَجِد مبرراً للتدخل في شأنكم الداخلي، وبالتالي أقبل قراري بحصولكم على حريتكم." فردَّ المهدي عليه ساخراً: "احتفظ بقرارك لمَنْ يحتاجه ... فنحن في غني عنه... الآن أنتم مَنْ يحتاج إلينا لنسمح لكم بمغادرة هذا [المكان]." ومن زاوية أخرى، نلحظ أن خطاب أحمد عرابي من منفاه بجزيرة سيرلانكا إلى السيدة آن بلنت (Anne Blunt)، العاشقة لاقتناء للخيول العربيَّة ورعايتها، والذي نشرته صحيفة الوسترن ديلي برس (The Western Daily Press) في 3 مارس 1885م، يمثل نموذجاً حيَّاً لموقف المسلمين والعرب آنذاك من انتصارات الثورة المهديَّة، ويتجلى ذلك في قوله:

"لم تكسب بريطانيا شيئاً من محاولتها غزو السُّودان... لقد خسرت كل شيء، خسرت اسمها وسمعتها، وخسرت كل المسلمين. لقد فقدت بريطانيا غردون، وستيوارت، وهكس، وأيرل، وكم غيرهم من الضباط البريطانيين. كما فقدت أيضاً تعاطف كل القلوب بسبب حربها على ثورة التحرر في السُّودان. إنَّ السُّودانيين الشجعان أخذوا بالثأر لإخوانهم المصريين، وحموا بلادهم ضد الغزاة، ومنهم رجال يفضلون أن يتجرّعوا كأس الموت على أن يروا مستعمراً دخيلاً عليهم داخل حدودهم. لقد بايع الشعب السُّوداني المهدي بالملايين على الموت من أجل الحريَّة، وكلما ازداد العدوان الإنجليزي عليهم، كلما ازدادت قوتهم."

(قريباً بالمكتبات: الناشر، دار المصورات، الخرطوم)
(تبع الجزء الثاني)

ahmedabushouk62@hotmail.com

 

آراء