الاكتوبريات لم تكن ثورية ولم تعد وطنية

 


 

 


نشر الدكتور عزالدين هلالي في عموده اليومي ( قول النصيحة ) في صحيفة التيار موضوعاً حول دور الشعر في الثورات ... وقد أرسلت له تعليقاً خاصاً فقام مشكوراً بنشره في عموده كما أرسلته له بعد أضاف اليه مقدمة أشار فيها الى إشكالات تناول تاريخ ثورة أكتوبر وهو - أي التاريخ - ما زال بيننا . وانا انشر هذا التعليق هنا لمزيد من المشاركات والقاء الضؤ على ما ورد فيه .

العزيز الدكتور ... عز الدين هلالي
أولاً اسمح لي ان اشكر لك اهتمامك بتناول طرحي حول ثقافة امدرمان اوالهوية الجامعة في عمودك المقرؤ والذي يجد اهتماماً من قبل اهل الثقافة والفنون على اعتبار مكانة صاحبه ومساهماته الواضحة في تناول قيم الثقافة في اطارها الفلسفي ....
كما أرجو ان تسمح لي بالتعليق على عمودك الخاص بشعر وأغنيات أكتوبر
ارجع بالذاكرة الي الوراء حيث كنّا قد شاركنا انا وانت في ندوة بمناسبة أكتوبر في النادي السوداني - ابوظبي قبل أعوام خلت .... كان موضوعها الأناشيد الاكتوبرية ..
وكانت مساهمتي ومداخلتي في نقطة قريبة من هذا الطرح ....
حيث ذهبت الى ان الحقيقة الغائبة عن اذهان كثير من الناس في شعر وملاحم أكتوبر وأبريل ويجب ان تظل حاضرة ، هي ان الشعراء لم يتغنوا لتعبئة الجماهير للفعل الثوري ... ولكنهم تغنوا احتفاءاً بالثورة وانتصارها .. وانفعلوا بالفعل الثوري اكثر من احداثه .... وهذا لا يقدح في كون ان هذه الاغنيات اصبحت ملهمة في مارس ابريل باعتبار رمزيتها وتغنيها بالنصر على الحكم العسكري ....
وأيضاً ذهبت الى القول بان شعر وأغنية أكتوبر لم يكن ثورياً ولم يعد وطنياً حيث ان كل تلك القصائد جاءت منفعلة بالفعل الثوري للجماهير ولم تشكل حافزاً للتعبئة ... كما ان صفة الوطنية قد سلخت منها سلخاً وذلك بتجييرها كشعار سياسي لصالح لاحزاب وجماعات بعينها . وهذا لن يهضم حق الآخرين في كونها تعبر عنهم :
اجد نفسي في كلمات شاعرنا محمد المكي ابراهيم الخالدة ، والتي اكاد اجزم ان شاعرها تصور نفسه واقفاً في حضرة الامام المهدي :
من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر
من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدة والسير

mohwathig@hotmail.com

 

آراء