البؤس يخيم على الخرطوم والحسرة والألم يعتصر القلوب .. ما ذنبهم؟؟

 


 

 

لعن الله الساسة والعسكر وكل من كان سبباً في تهجير المواطنين عن بيوتهم بسبب هذه الحرب اللعينة التي يتحمل وزرها ووزر من فعلها هؤلاء الساسة والعسكر الملاعين تربية الإسلاميين "كيزان السوء" الذين دخلوا على السودان "بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق" وهاهي نتائج ما فعلوه بهذه البلاد يظهر الأن جلياً في شكل حرب عبثية إفتعلوها وكانوا يظنون بأنهم سيحسمونها في لحظات ولكن كانت المفاجئة غير المتوقعة فما زرعوه حصدوه في شكل حرب لا تبقي ولا تذر .

مشهد (1)
خالتي إحسان الطيب ابوشمة تعمل سستر بمستشفى ساهرون حينما دقت طبول الحرب لم تستطيع مغادرة المستشفى نسبة لقربهم من مناطق الإشتباكات فظلت جالسة بالمستشفى لمدة أربعة أيام لا تعرف شيئاً عن أبنائها ولا يعرفون عنها شيئاً فالإتصالات كانت شبه مقطوعة والشبكة غائبة تماما ، حاولت الإتصال بها للإطمئنان عليها ولكن الشبكة لم تجمع منذ الصباح إلا في تمام الساعة السابعة والنصف بعد الإفطار بقليل سلمت عليها و سألتها عن تفاصيلها فطمأنتتي عن حالها وكانت أصوات الرصاص هي صاحبة الموقف في تلك المكالمة فسألتني عن أبنائها فطمأنتها بأنني كنت أتحدث قبل قليل مع إبنها الأكبر أيمن وقال بأنه بخير وأبنائه بخير وأخواته بخير حيث كان يتحدث إليهم قبل قليل والحمد لله إنتهت المكالمة معها ودعتها في امان الله وحفظه حاولت بعد ذلك مراراً وتكراراً الإتصال ولكن أبت الشبكة إلا أن تكون عائقاً بيني وبينها في اليوم الرابع إستطعت أن اتواصل مع والدتي ليلى الطيب ابوشمة حتى يطمئن قلبي عليهم في هذه الظروف المأساوية التي لم استطيع فيها معرفة أخبارهم بسبب سوء الشبكة لثلاث ايام على التوالي فما كان مني إلا أن سألت عن خالتي فإذا بأمي تخبرني بأن خالتي جاءت سيراً على الأقدام من مستشفى ساهرون حتى نهاية شارع الستين سيراً على الأقدام فمن هو المسؤول عن هذا التعب والعناء الذي تحملته خالتي المريضة وغيرها من المرضى؟؟

المشاهد كثيرةً لا حصر لها تؤكد على أن الحرب لا منتصر فيها والكل فيها خاسر حتى المنتصر ، فمنذ اللحظات الأولى لهذه الحرب العبثية التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل بدأت تظهر بوادر الألم والحسرة و الندامة والخوف والذعر من أصوات المدافع والدانات وأزيز الطائرات ، إستخدم المواطنين الساتر تحت الأَسِرَّة والترابيز تملكتهم حالة أشبه بالصدمة فهم لم يتعودوا على مثل هذه الأصوات العالية المخيفة في نفس الوقت وهم الذين كانوا آمنين مطمئنين فأي حرب هذه التي جعلتنا لا نآمن الجلوس في منازلنا واي حرب هذه التي تحرم الوالد من بنته أو من إبنه والعكس فلا كان الذنب ذنبه ولا ذنبهم ، اللهم ارحم الأسد فوزي المرضى وبنته الدكتورة آلاء واربط على قلب أسرتهم يارب واشفي زوجته واكتب لها الصحة والعافية برحمتك يا أرحم الراحمين ، كل يوم يمر علي منذ بداية هذه الحرب إلا تأتيني احلام مزعجة أكاد لا أجد لها تفسيراً من سوءها كوابيس تراودني في كل ليلة فأي ذنب إرتكبناه حتى يحدث لنا هذا ؟؟

اللهم احفظ البلاد والعباد
اللهم أحفظ السودان وجنب أهله الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ربنا إنا نستودعك بلادنا السودان أمنها وأمانها وأهلها وأرضها وسماءها فاحفظها اللهم من كل شر بعينك التى لا تنام ، وبركنك الذى لا يُضام ، وبقوتك التى لا تُغلب .. اللهم سلّم اللهم سلّم.

ترس..

ستنتهي هذه الحرب اللعينة وستعود الحياة كما كانت سيعود الأطفال إلى مدارسهم وسينشدون نشيد العلم في طابور الصباح ، ستعود بائعات الشاي والقهوة لشارع النيل وزوايا الأسواق وسيعود أيضا بائعي الصحف والمجلات وستُفتح المحلات إيذاناً ببدأ الحياة من جديد وسننتصر و ستنتصر الثورة التي مُهرت من أجلها الدماء الطاهرة وستتحقق الأمنيات بوطن حدادي مدادي يخلو من مظاهر القبلية والعنصرية البغيضة وسنعيش الحرية وسننعم بالسلام وسنمارس العدالة في ظل هذا الوطن الذي نحب وسنتخلص من هذا الكابوس السيئ وحنبنيه البنحلم بيه يوماتي.

zlzal1721979@gmail.com

 

آراء