البرهان والحركة الاسلامية يخططون لعودة النظام السابق تحت ستار حكومة احتيالية

 


 

محمد فضل علي
19 August, 2024

 

محمد فضل علي .. كندا
نعم حكومة " احتيالية " في جوهرها ومضمونها اذا جاز التعبير وليس حكومة انتقالية كما يقولون وقد ياتون بسبدرات رئيسا للوزراء كما اتو من قبل بصديقة المغفور له عبد العزيز شدو المحامي وزيرا للعدل في فاتحة حكوماتهم الرسالية بعد العملية المسلحة للاستيلاء علي الحكم والهدف من اختيار شخصية اجتماعية من الدرجة الاولي مثل عبد العزيز شدو الذي لاتوجد اي قواسم مشتركة بينه وبين هولاء المتاسلمين لتولي ذلك المنصب الحساس والهام كان هو التضليل ومحاولة صرف الانظار عن هوية نظام الجبهة القومية الاسلامية في ايامه الاولي كما تفضل بذلك الدكتور الترابي الرجل الاول في الحركة الاسلامية الذي اشرف علي تخطيط وتنفيذ كل ماجري في سودان ذلك الوقت في اللقاء الشهير له مع مقدم برامج شاهد علي العصر الاعلامي احمد منصور في قناة الجزيرة الذي كشف فيه عن تفاصيل التفاصيل عن الطرق والتكتيكات المرحلية والمناورات التي اتبعت الي حين تكريس قبضتهم الامنية علي البلاد واعتقال وتشريد وتعذيب وقتل من يريدون من الناس حتي تستتب لهم الامور ويستقر نظامهم ..
حتي عبد العزيز شدو المحامي رحمه الله كان يسخر من اختيارة لمنصب وزير العدل ويقول ضاحكا لاصحاب ورفقة امسياته الانيقة من الناس ان كل مايربطه بالنظام هو كشك الحراسة الذي تم وضعه امام منزلة وشدو تغمده الله بواسع رحمته لاعلاقة مباشرة له بالسياسة والعمل العام الا في حدها الادني والعلاقات الانسانية التي تربطه بنفر كريم من شخصيات عامة واجتماعية في السودان لقد اسندت له الانقاذ مهام بروتكولية ودبلوماسية لاعلاقة لها بقضايا العدل والعدالة في ذلك الزمن الاغبر حتي غادر المنصب بعد ذلك .
حديث البرهان عن تشكيل حكومة انتقالية في الايام القادمة هو صدي للطريقة التي تفكر بها اليوم وفي هذه اللحظات قيادة الحركة الاسلامية وغرفة عمليات الحرب الهدف منه قطع الطريق امام النتائج المحتملة التي لم تتضح معالمها بعد لمفاوضات جنيف لوقف اطلاق النار علي ظن منهم بالنجاح في تخدير وخداع المجتمع الدولي والولايات المتحدة الدولة المشرفة علي المفاوضات المشار اليها ثم الاستيلاء باي طريقة من الطرق علي المساعدات الانسانية الدولية المتنازع عليها من اجل تحويلها الي تمويل معسكرات التجنيد والاستنفار التي يريدونها مليونية كما قالوا الايام القليلة الماضية علي لسان واحد من اجهل بلطجية الميليشيات الاخوانية الذي تفرغ للتنقل بطريقة درامية بين مساجد المدن والقري السودانية وهو يحمل بندقية بطريقة مسرحية و يرتدي زي عسكري من النوع الذي كانت ترتدية ميليشيا الدفاع الشعبي الشهيرة التي تاسست في بدايات حكم الحركة الاخوانية .
الشخص المشار اليه اصبح يفرض نفسه علي المصلين في المساجد الذين اصبحوا بدورهم يستمعون الي هلوساته اليومية وهم مجبرين تعلوا وجوههم الدهشة والمجاهد المزعوم يحكي لهم قصص وروايات اسطورية لاتخصهم وليس لديها اي علاقة بحاضرهم ومستقبلهم ومشاكلهم باعتبارهم من رعايا الدولة السودانية التي ليس لديها اي اثر او وجود علي اي مستوي وهو يطوف بالناس في مساحات غيبية تمتد بعرض السموات والارض وهو يعقد مقارنات بين جهادهم المزعوم وبين الجهاد الحقيقي في بدايات الدعوة والتبشير بدين الاسلام خارج الجزيرة العربية مرورا بالسودان الي قارة افريقيا ومعظم اجزاء العالم .
امثال هذا الكائن الغريب الاطوار يحظون بالتقدير والتمويل من كبار الكهنة في الحركة الاخوانية من الذين يفضفضون الي امثالهم ببعض المعلومات عن نواياهم المشار اليها بتجنيد مليون مجاهد ثم يسارع الكائن الجهادي المزعوم ببثها في مخطاباته للناس وهو يتبسم منتشيا وهو يبشرهم بحوجة حكومة الجنرال البرهان وقواته المترنحة لمليون مقاتل لحسم معركتهم مع قوات الدعم السريع التي يبشرون الناس يوميا باقتراب نهايتها ووصلت هذه الهلوسات الي مرحلة خطيرة من خداع النفس وتمني اشياء مستحيلة مثل قصة العقوبات المتوقع صدورها ضد دولة الامارات والغرامات والتعويضيات المليارية التي ستفرض عليها ويتم توزيع عائدها علي الناس المكلومين الذين هجروا ديارهم واختاروا الهروب الي المجهول و التجول بغير هدي بين حدود الدول وفي شوارع وطرقات المدن الموحشة خارج السودان باختصار يريدون ان يشاركهم الناس في السودان في صناعة الاوهام وانتظار المجهول بدلا عن العمل باخلاق وجدية والجلوس للتفاوض من اجل وقف الحرب ووضع حد لمعاناة وعذاب الناس بدلا عن الترويج لامور وقضايا خيالية تارة باسم الدين ومرات اخري باسم الوطن والوطنية وكان رسالة الاسلام قد نزلت في الخرطوم وليست في مكة ومدينة الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم .
بالامس استقبل البرهان ماقيل انه وفد اعلامي سوداني مصري برئاسة اعلامي متواضع القدرات من انصار النظام السابق وتم الترويج لهذا الخبر علي نطاق واسع باعتبارة دعم مصري رسمي لدولة بلاحكومة ومشروع السراب الحكومي القائم في المدينة الساحلية السودانية علي ضفاف البحر الاحمر . هكذا وصل تحالف الحركة الاخوانية والمجموعة العسكرية المترنح درجة من التخبط ولكنه والحق يقال فهو يمتاز بقدرة عجيبة علي الجراءة والتطاول والافتراء والالتفاف واختطاف القضايا و صوت الامة والشعب السوداني ووصل الامر الي درجة التغول علي الانتفاضة والثورة الشعبية المجيدة التي اسقطت نظامهم وادعاء مشاركة الشعب في ملكيتها علي طريقة كلمة الحق التي يراد بها باطل في محاولة للفصل بين شرعية الثورة وبعض القوي والافراد والجماعات السياسية بطريقة تجسد العبارة الشعبية المعتادة في وصف الجراءة والتعدي علي حقوق الاخرين التي توصف في السودان بعبارة
" قوة العين "
المفارقة تكمن في انهم يتطاولون ويتعدون حدودهم بالباطل بينما يتراجع اصحاب الحق المفترضين في القوي السياسية وفي اوساط النخب المهنية والفكرية السودانية من الذين تفرق شملهم وعجزوا حتي عن انتزاع واسترداد شرعية المنابر والمؤسسات التي صودرت منهم بالقوة الجبرية والارهاب والاعتقالات واتخاذ بعضهم رهائن ودروع بشرية مثلما حدث خلال مسرحية استضافة رئيس الوزراء الانتقالي عبد الله حمدوك في منزل الانقلابي عبدالفتاح البرهان وقد رد البرهان انابة عن الكيزان علي المطالبات الواسعة عن معرفة مصيرة واطلاق سراحة بان حمدوك موجود بمنزلي في حفظ ورعاية الله هكذا وصل بهم التمثيل والاستهبال الي هذه الدرجة من ادعاء المواقف وقد اعتاد الناس في السودان عدم الاعلان عن فتح بيوتهم للناس في اوقات الشدة واثناء المحن ولكنهم فعلوا ذلك من باب التصنع ليس اقل او اكثر .
وعلي ذكر السلبية وحالة الخذلان الكبير للامة السودانية في محنتها الراهنة ماهي الفائدة من اطلالة صلاح مناع او محمد الفكي سليمان وبعض رموز المجلس السيادي الشرعي السابق لهم كل التحية والتقدير والاجلال وماهي الفائدة من مخاطباتهم الناس وحديثهم عن جرائم وانتهاكات تحالف الاخوان وبعض العسكريين بعد ان انتزعت منهم الصفة الشرعية وما الذي يحول بينهم وبين اسقاط شرعية المجلس السيادي الوهمي الذي تستخدمه الحركة الاخوانية في تصريف امور البلاد والزام البرهان بالتوقيع عليها باسم شرعية غير حقيقية .
الوضع الراهن في السودان يحتاج الي المبادرات الشرعية القوية التي تتبني قضايا الامة السودانية في بلد منهارة وشعبها مشرد في كل بلاد الله كتابة المقالات واصدار التصريحات لها تاثير محدود علي اتجاهات الرأي العام خاصة في الظرف الراهن الذي لايسمح بخروج تظاهرة محدود العدد للتعبير عن دعم او رفض موقف ما ولايجوز بالطبع انتظار الخارج المجهول ليتكفل بوضع حد لمشكلات بلد وصلت اوضاعة الي درجة بالغة الخطورة والتعقيد مثل الطريقة التي يتعامل بها تحالف العسكر والاخوان مع السلطات الامريكية وتجاهل مبادرتها واهانتها بالقول والفعل واعتبار ذلك موقف بطولي يستخدمونة في تهييج بعض الغوغاء الذين خرج بعضهم في تظاهرة هزيلة ومحمية للهتاف بشعارات مكررة وباهتة مثل
" لن نذل ولن نهان ولن نطيع الامريكان "
استرداد الشرعية له ثمن وليس مجرد تصريحات وامنيات .
سيختلف تعامل الشعب السوداني مع القضايا العامة والنظر الي الساسة والسياسيين والاقتراع والتصويت في الانتخابات متي ما وصل الناس الي تلك المرحلة سيختلف كثيرا بعد نهاية هذه الحرب وتوقف السيل المنهمر للدماء وضياع الانفس والارواح والموت جوعا باعتبار ان كل ماسلف ذكرة يستحق تضحية مشروعة اقلها الجهر بالحق عبر ادارة سودانية في المهجر او عودة المجلس السيادي الشرعي السابق الي ممارسة مهامة بعد الاستفادة من الاخطاء والاخفاقات التي لازمت اداء السلطة الانتقالية السابقة والعمل من اجل قيام سلطة وطنية انتقالية جديدة بصلاحيات مؤقتة وصارمة وترتيب الاولويات بعدم التشريع بدون تفويض او التوقيع علي اي اتفاقيات اجنبية مثلما حدث من قبل بالتوقيع علي الاتفاقيات الابراهيمية المزعومة والغاء قانون مقاطعة اسرائيل دون استئذان الشعب صاحب الحق والشرعية والعمل بالسرعة المطلوبة علي قيام عدالة انتقالية ترد اعتبار الامة السودانية وضحايا الممارسات القمعية منذ اليوم الاول للحقبة الاخوانية في 30 يونيو وحتي يومنا هذا .
وضرورة الاطلاع باخطر مهمة منذ استقلال البلاد وتاسيس الدولة السودانية بالتحقيق الفور حول ملابسات اشعال الحرب السودانية الراهنة واعلان نتائج هذه التحقيقات بالسرعة الممكنة والكشف عن كل صغيرة وكبيرة في هذا الصدد واستنفار الشعب السوداني من اجل اعادة الاعمار وبناء ماهدمته الحرب وتعويض الشعب السودانية عبر احكام السيطرة علي المال العام وموارد البلاد وعبر برامج اسعافية عاجلة من اجل الامن والاستقرار علي الصعدة الاقتصادية وتسهيل معيشة الناس واعادة تاهيل كل المرافق الخدمية من صحة وتعليم وامن وتموين وغيره .

رابط له علاقة بموضوع المقال :
https://www.youtube.com/watch?v=KlFK6BWJO7E&t=83s

 

آراء